د.حمزة زوبع

لجنة "الوفاء لمصر".. المعنى والمبنى!

الأربعاء، 04 مايو 2011 07:39 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على مدار أيام ثورة يناير2011 كانت تأتينى المكالمات من أصدقاء ومعارف وزملاء كويتيين، يمثلون كافة التيارات السياسية والفكرية، بعض تلك الرسائل كان شعرا منثورا أو نثرا شعريا يتغزل فيه مرسله أو مرسلته بمصر التى احتضنت الكويتيين فى زمان العسرة، يذكر بالخير شعب مصر الذى وقف إلى جانب الشعب الكويتى فى وقت الغزو، حتى عاد الكويتيون إلى بلدهم معززين مكرمين.

البعض الآخر تحدث فى رسائل نصية عن مصر التى لا تزال تمد حبل ودادها لشعوب الخليج كافة، بمعلميها ومهندسيها وأطبائها ومفكريها.. كانوا يضعون أيديهم على قلبهم، صحيح أن البعض وخشية من المجهول لم يكن متحمسا لفكرة الثورة، لكن الأصح أنهم وحين رأوا إصرار الشعب رفعوا له القبعة، وانحنوا أمام قدرته على تحقيق معجزة حضارية لم تعرف مصر لها نظيرا من قبل.

هؤلاء جميعا كانوا يتواصلون معى ليل نهار، كنت أشعر وقتها بأننى ملك غير متوج، وزعيم وإن غاب الكرسى، تسألنى لماذا؟

أقول لك لأن مصر التى فقدت جزءا من مكانتها أعادتها الثورة إلى مكانها الطبيعى، وأشعلت حنين الذكريات الكامنة فى الصدور، وفجرت مشاعر الحب من جديد بين الأشقاء.

وحين استقر أمر الثورة وظهر للجميع أن مصر على أعتاب مرحلة جديدة، خرج من الكويت صوت نبيل تلته أصوات لا تقل عنه نبلا.. كان صوت النائب على الراشد الذى عبر عنه فى مقال نشرته جريدة القبس، والذى طالب فيه بالوفاء لمصر.. لم أملك نفسى ولا مشاعرى، سألت عن هاتفه، وحصلت عليه من الكاتبة المحترمة إقبال الأحمد، التى لم ينقطع اتصالها يوما منذ بدء الثورة وحتى تنحى الرئيس السابق.

قمت بالاتصال على النائب على الراشد، عرفته بنفسى وشكرته من كل قلبى على ما كتبه وخط قلمه، فقد كانت كلماته معبرة بحق ومؤثرة بصدق.

مرت الأيام وفاجأتنى الأستاذة إقبال الأحمد باتصال هاتفى تدعونى فيه لحضور اجتماع للجنة كويتية، تنادت لعمل شىء من أجل مصر.. كان الاجتماع فى بيت الكاتب المعروف سعود السمكة، وهو أحد أبرز كتاب جريدة القبس الكويتية.

عقدت اللجنة عدة اجتماعات، ودعى إليها عدد من المصريين المقيمين فى الكويت، وكنت واحدا من بين هؤلاء.

لا يمكننى وصف ما رأيت وما شاهدت من حرص وحب ورغبة فى الوفاء لمصر، ومن هنا كان اسم اللجنة، "الكويتية المصرية للوفاء لمصر".

مرت عدة أسابيع ثم بدأت ملامح اللجنة تتبلور وخرج منها عدة لجان فرعية منها اللجنة الإعلامية التى يرأسها الكاتب الكبير سامى النصف ـ وبالمناسبة اسمه مطروح فى بورصة الوزارة الجديدة كوزير للإعلام ـ ثم لجنة التبرعات، ويرأسها الدكتور مناور الراجحى رئيس قسم الإعلام بجامعة الكويت، ولجنة المشاريع التى شرفنى الأخوة بأن أكون على رأسها، مع فريق يستحق كل عضو فيه أن يكون رئيسا لها، وأن أعمل معه جنديا وخادما، لأهل بلدى مثل المحامية ذكرى الرشيدى، والإعلامية اعتدال العيار، والأستاذة منى العياف، والأستاذ نجيب العوضى، والدكتور محمد سمير، والمهندس طارق درويش، والدكتور محمود أبو العيون المصرفى المصرى المعروف، أسماء كثيرة وكبيرة سنأتى على ذكرها فى مستقبل الأيام.

لقد انطلقت اللجنة وأعلنت عن نفسها من صالون الإعلامى الكويتى ماضى الخميس، لتتحول من مجرد كلمة للوفاء إلى معنى كبير ثم نتوقع لها أن يتحول المعنى إلى مبنى وصرح حقيقى، يربط بيننا وبين أخوتنا فى الخليج.

هذه اللجنة تسعى إلى تنفيذ عدة مشاريع خيرية فى مصر فى مجال الصحة والغذاء، والجميع مدعو للمساهمة من الكويتيين والمصريين المقيمين على أرض الكويت، وربما الخليج العربى بأسره، أليست كل بلاد العرب أوطانى؟

حين أكتب هذه القصة أشعر بأن بلدى والثورة منحتنا الكثير، وأنه وإن اختلفت الرؤى السياسية، إلا أن الثابت المشترك بين الجميع فى مصر والكويت هو حب مصر، والرغبة فى الوفاء لها.

هذه تحية من القلب لكل من فكر فى الوفاء لمصر وشعبها، وتحية لكل من أعطونا من وقتهم الكثير ليفكروا معنا كفريق واحد كيف نعيد البسمة إلى بعض الشفاه الحزينة، وكيف نعيد عرى الأخوة أكثر صلابة عما كانت عليه من قبل.

الآن أصبح للوفاء معنى، وغدا يكون له صرح ومبنى.
هذه دعوة للجميع للمشاركة بالفكر والمال.
بالعقل والوقت.
مصر تنادينا فلنلبى النداء.

آخر السطر
كم أحبك يا بلادى.
ومستعد أنا لأفعل أى شىء.
يعيد إلى وجهك رونقه الجميل.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة