فى وسط الزحام الشديد بميدان التحرير وفى جمعة الغضب الثانية، كانت أم مصطفى، السيدة الأربعينية، تجلس على الرصيف وأمامها مجموعة متنوعة من الحقائب الملونة بعلم مصر، إقتربت منها لأعرف حكايتها.
قالت أم مصطفى، التى كانت ترتدى نقاباً، أنها فكرت فى صنع وبيع هذه الحقائب لكى تساعد زوجها وعائلتها، خاصة بعد أن احتجز زوجها فى المستشفى بعد إصابته بأزمة قلبية.
وأضافت: "أنا مش معايا لا شهادة ولا صنعة، ملقتش حاجة أساعد بيها جوزى غير أنى أعمل شنط علم مصر، وكوفيات وأبيعها فى الميدان".
وعن زوجها قالت أم مصطفى: "زوجى كان أحد المتضررين من الثورة، حيث فقد عمله فى خان الخليلى، حيث كان يعمل فى السياحة".
وحكت أم مصطفى عن كيفية تدبيرها للأموال المطلوبة لصناعة الحقائب، قائلة: أنا استلفت ماكينة الخياطة بتاعة جارتى أم جورج، وجبت متر القماش ب7.5، وعملت الشنط وببيعها".
وعن علاقتها بأم جورج، قالت: "علاقتى بها علاقة جيدة جداً، فنحن جيران، منذ أكثر من 17 سنة، ونعيش سوياً وأولادى وأولادها يلعبون سويا، وفى الأعياد تبعث لنا بالقرص والفطائر، ونحن كذلك نبعث لها بالحلوى والفطائر فى المناسبات المختلفة"، مضيفة: "عمرنا ما حسينا بفرق أنها مسيحية واحنا مسلمين".
وأوضحت، أن أحداث كنيسة القديسين فى أوائل العام الحالى، جعلت أم جورج تبتعد عنها قليلاً، ومبقتش تكلمنا زى الأول وأولادها مبقوش يلعبوا مع أولادى".
وأضافت "بعد الثورة علاقتى مع أم جورج بقت زى الأول وأحسن، لأننا عرفنا أن النظام السابق هو اللى كان بيوقع بين المسلمين والمسيحيين، وأحداث إمبابة كمان مخلتش علاقتنا تتغير لأننا عارفين أن اللى عمل كده هما أتباع وبقايا الحزب الوطنى".
واستطردت قائلة: "كنت أترك أبنائى الصغار لأم جورج، حينما كنت أذهب للمسجد لحفظ القرآن، وكانت تطلب منى أن أقوم بالدعاء لها ولأولادها".
أم مصطفى "المنتقبة": استلفت ماكينة الخياطة من جارتى أم جورج وعملت شنط وبعتها فى التحرير
الجمعة، 27 مايو 2011 07:18 م