ربما ينصرف ذهنك عزيزى القارئ إلى أكثر من قاتل، فما أكثرهم خصوصا هذا النوع من القتلة الذين يقتلون وهم على سدة الحكم، ثم إذا بهم وهم يقتلون يخرجون عبر شاشات التلفزة ليعلنوا أن شعبهم أدرك حجم المؤامرة، وأن الشعب الواعى " المقتول " قد تصدى للمؤامرة ومن ثم قضى عليها.
ولكننى سأركز معك على قاتل واحد، كان بالأمس جراحا للعيون وإذا به اليوم جزار للشعوب.. جاء إلى السلطة بطريقة بهلوانية، فقد عدل الدستور من أجله فى صفقة دنيئة بين الغرب الذى حاصر والده على خلفية الصراع مع إسرائيل، ولكنه رأى فى الابن خير خلف لأن من شابه أباه فما ظلم، فلا الأب حارب إسرائيل ولا الابن يتوقع منه أن يسلك غير سلوك أبيه.
بشار الأسد ظل لأسبوعين مختبأً بعد أن اندلعت الثورة فى أعقاب اعتقال وتعذيب الأطفال الذين كتبوا على الحوائط " جاءك الدور يا دكتور"، فأصر النظام وبغباء شديد على اعتقال الصبية ونزع أظفارهم بلا رحمة، ثم اتجه إلى النساء فاعتقلهن ليكسر شوكة الرجال، فكان ما كان فى" درعا" ثم تلتها بقية المدن.
خرج الناس منتفضين لكرامة أطفالهم ولحرمة نسائهم، ولكرامتهم التى وضعت فى التراب على يد عصابات الحكم.
بعد أسبوعين خرج بشار كما كان يخرج صدام وبن على ومبارك وعلى عبد الله صالح فى زفة إعلامية من مجلس الشعب السورى ( الذى لم ينتخبه أحد)، وبدا كطاووس لا يعرف أحد كيف يخاطبه، وظل يتكلم، ومع ذلك لم يقل شيئا سوى السخرية من الشعب، ولم يدرك المسكين أن صمته مثل كلماته كله محسوب عليه ومخصوم من رصيده، إن كان له رصيد.
زعم القاتل أن عصابات إرهابية وخلايا القاعدة والسلفيين والقوميين كلهم يحاربونه ويريدون إقامة إمارات إسلامية ....
والسؤال: إذا كان الجميع قد تآمر عليك فمن بقى معك ومن يصطف إلى صفك يا زعيم؟!
وإذا كانت كل هذه التكتلات والجماعات موجودة، فماذا كانت تفعل أجهزة أمنك وقوات مخابراتك التى تنفق عليها المليارات بدلا من أن تنفقها على التنمية؟
وماذا عن أهلك وعشيرتك الأقربين؟
هل هذه دولة يا رجل؟
دولة عبارة عن أسرة واحدة: هذا أخوك وهذا زوج أختك وهذا ابن عمك وهذا ابن خالتك وذاك ابن خالك؟!
ماذا أبقيت لشعبك وجميع أهلك يحتلون كافة المناصب ويسيطرون على كافة المناصب ثم بعد ذلك تدعى أن سوريا تتعرض لمؤامرة؟
أى مؤامرة أيها الطبيب العجيب!
من يتآمر على من؟
شعبك الذى احتملك وصبر عليك وعلى حكم أبيك وطائفتك التى تحتكر كل شىء؟
لماذا يتحمل السوريون كل هذه المآسى وكل هذا الظلم؟
ولماذا تصر على إدخال أمريكا وإسرائيل فى جملة مفيدة؟
لو أنك قمت بشن حرب على إسرائيل لاسترداد الجولان لقلنا نعم إنها مؤامرة، لكن دباباتك ومصفحاتك حملت عصاباتك لبيوت شعبك الأعزل، ولم تتجه صوب الجولان، لأنك أصغر وأقل من أن تحارب عدوا ذا بأس، وكل ما تستطيع فعله هو أن تحارب شعبك بلا رحمة؟
سقط القناع والصور.. لا تحتاج إلى تعليق.
فلا أنت رئيس ولست بزعيم بل قاتل سيحاكمك الشعب يوما ما .. وستدفع فاتورة الحساب القديمة والجديدة ...
لن تنفعك توسلاتك التى نعرفها..ولا رسائلك التى ترسلها إلى فرنسا وأمريكا التى تشتمهما علنا وتستجديهما اليوم سرا..
انتهى الرصيد .. وانتهى تاريخ الصلاحية وسيعلن الشعب السورى عما قريب عن قراره بشأنك، فلا تتوقع أقل من أن تلحق بالرفاق القدامى ...
مرحبا بك فى ساحة العدالة ... أو لتظل أبد الدهر هاربا تطارده العدالة.
آخر السطر
كان الراوى يروى ما حدث فى سوريا والمرء لا يستطيع السيطرة على أعصابه من فرط الغطرسة والاستبداد الذى يعامل به بشار شعبه ... ويا ليت أحرفى استطاعت أن تعبر عما يجيش فى صدور السوريين الذين يقاومون قاتلا محترفا ليس أكثر!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
فاطمةزوبع
ربنا علي الظالم و المفتري وابن الحرام
ربنا علي الظالم و
المفتري ابن الحرام