◄◄ مشروعات مصرية فى أوغندا بتكلفة 20 مليون دولار.. و«موسيفينى» يوجه دعوة للمشير لزيارة «كمبالا»..ويداعب «شرف»: لم يزرنا حاكم مصرى منذ عهد الفراعنة!
◄◄ رئيس الوزراء: من الظلم تصوير العلاقات الإثيوبية المصرية على أنها علاقات عدائية.. و«زيناوى»: كل شىء قابل للتفاوض والحل
جاءت الجولة الأفريقية للدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، والتى استغرقت 4 أيام زار خلالها دولتى أوغندا وإثيوبيا، لتطوى صفحة من الخلافات، ولتكون بداية لدعم التقارب مع عودة الدور الرائد لمصر فى القارة السمراء، خاصة بعدما انزوى هذا الدور فى عهد النظام السابق.
وناقش شرف خلال هذه الزيارة العديد من الملفات، لاسيما فيما يخص قضايا مياه النيل وحصة مصر منها والمشاريع الاقتصادية المشتركة وقضايا الاستثمار والتبادل التجارى مع دول حوض النيل فى إطار التوجه الجديد للسياسة المصرية بعد ثورة 25 يناير.
مباحثات «شرف» مع الرئيس الأوغندى «يورى موسيفينى»، أسفرت عن الاتفاق على شراكة مصرية أوغندية، لبناء عدد من السدود لتوليد الطاقة الكهربائية.
كما اتفق الجانبان على إقامة مشروعين بين وزارتى الرى المصرية والمياه الأوغندية، على أربع مراحل، وهى عبارة عن حفر مائة بئر مياه وإقامة سدود صغيرة لحصد المياه وتأهيل المهندسين والفنيين الأوغنديين فى مجال المياه بتكلفة 20 مليون دولار، وأيضا تم الانتهاء من المراحل الثلاث الأولى بتكلفة 18 مليون دولار، واتفقا على الانتهاء من المرحلة الرابعة والمتمثلة فى تطوير المجرى المائى وتطهير بحيرة «كيوبا» بتكلفة 2 مليون دولار، ليصبح إجمالى ما قدمته مصر 20 مليون دولار.
وبحسب الدكتور أحمد السمان، المستشار الإعلامى لرئيس الوزراء، فإنه لا توجد مشكلات فى بناء سدود بأوغندا وأن المشكلة الرئيسية هى بناء السدود فى إثيوبيا التى تتحكم فى 75% من مياه النيل.
وأكد «السمان» أن مصر ستقوم بإعطاء منح دراسية وتدريبية للطلاب والباحثين الأوغنديين فى القاهرة، بالإضافة إلى تدعيم مشروعات الطرق فى الفترة المقبلة اعتمادا على الخبرات المصرية، وكذلك مجالات البحث العلمى، مشيراً إلى أن «شرف» أكد للرئيس الأوغندى تقديم نموذج جديد للتعاون الاقتصادى والسياسى.
وسلّم «شرف» رسالة من المشير حسين طنطاوى، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، لـ«موسيفينى» هنأه فيها على تنصيبه رئيساً لأوغندا، وقام «شرف» بتوجيه الدعوة للرئيس الأوغندى لزيارة مصر، فقابله بتوجيه الدعوة للمشير لزيارة أوغندا، مداعبا «شرف» بقوله: «لا يوجد ولا حاكم مصرى زار أوغندا منذ عهد الفراعنة!».
من جانبه، أكد «موسيفينى» أنه لا توجد مشكلات سياسية مع مصر، قائلاً: «إذا كانت هناك خلافات مع مصر فهى خلافات سياسية»، وأعرب «موسيفينى عن تطلعه لزيارة مصر قريبا، خاصة محافظة الأقصر لمشاهدة طريق الكباش الذى يرتبط لديه بذكريات تاريخية»، على حد قوله.
ووصف «السمان» الجلسة بـ«الودية وغير المسبوقة» واستغرقت ما يقترب من ساعة ونصف، وهى أول مقابلة للرئيس الأوغندى مع مسؤولين دوليين عقب تنصيبه رئيسا لأوغندا.
وكشف «السمان» عن تقديم رؤية من الجانب المصرى لإنشاء خط سكة حديد يمتد من الإسكندرية إلى السودان وأوغندا ويمتد حتى جنوب أفريقيا، خلال سنة، مشيرا إلى أن وزيرة الطاقة الأوغندية أكدت أن هناك مشروعات مشتركة بين مصر وأوغندا بقيمة 50 مليون دولار.
وفى «أديس أبابا»، قال الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، إنه بحث مع «ميلس زيناوى» رئيس الوزراء الإثيوبى كل مجالات التعاون الاقتصادى المشترك بين البلدين، مشيراً إلى أن «زيناوى» أكد له تأجيل التصديق على الاتفاقية الإطارية لحين انتخاب حكومة جديدة فى مصر، وأنه تم الاتفاق على تشكيل لجنة فنية لدراسة مشروع سد الألفية «النهضة»، والتأكد من عدم تأثيره على حصة مصر من المياه.
وأضاف «شرف»، فى مؤتمر صحفى عقده بمقر السفارة المصرية فى أديس أبابا عقب لقائه «زيناوى»، أنه تم الاتفاق على تنفيذ خطط متكاملة للتعاون الاقتصادى فى مجالات الطاقة والمياه والكهرباء، قائلاً: «من الظلم تصوير العلاقات الإثيوبية المصرية على أنها علاقات عدائية».
وكشف «شرف» عن تشكيل لجنة مصرية إثيوبية مشتركة لبحث كل مجالات التعاون خلال الفترة المقبلة، وأنه تم توجيه الدعوة لرئيس الوزراء الإثيوبى لزيارة مصر خلال الفترة المقبلة.
وقال إن الفترة المقبلة سوف تشهد زيادة التبادل التجارى والاستثمارات المشتركة بين البلدين، خاصة فيما يتعلق باستيراد اللحوم الإثيوبية إلى مصر، مؤكداً أن عصر الاحتكارات قد انتهى، وأن لغة المصالح المشتركة هى التى ستحكم العلاقات.
ورداً على سؤال لـ«اليوم السابع» حول التصريحات المتضاربة للمسؤولين الإثيوبيين، والتى تؤكد مضى إثيوبيا فى بناء السد، سواء وافقت مصر وشاركت أم لم توافق، أجاب «شرف» بقوله: «لا نريد السير وراء هذه التصريحات وإثارة المشاكل.. الجانب الإثيوبى متعاون جداً وكل شىء قابل للحوار والتفاوض».
من جانبه صرح رئيس الوزراء الإثيوبى عقب لقائه «شرف» بأنه لا توجد أى مشاكل بين القاهرة وأديس أبابا، وأن كل شىء قابل للحل والتفاهم.
أيمن عيسى رئيس مجلس الأعمال المصرى الإثيوبى، أكد أن حجم التجارة بين البلدين ارتفع إلى 680 مليون دولار ووصلت الاستثمارات المصرية فى إثيوبيا إلى 2 مليار دولار.
وأشار إلى أن توقيع البلدين الشهر الماضى على اتفاقية منع الازدواج الضريبى من شأنه أن يسهم فى زيادة حجم التبادل التجارى، مشيرا إلى وجود عدد من المجالات الاستثمارية فى إثيوبيا والتى يمكن للمصريين الاستثمار فيها، خاصة فى مشروعات البنية الأساسية.
وأوضح أن هناك 34 شركة مصرية تقدمت بطلبات لاستيراد اللحوم الإثيوبية ويجرى دراستها فى الوقت الحالى من الجانب الإثيوبى، مشيراً إلى أن عوائق استيراد اللحوم الإثيوبية تركز فى مشاكل النقل وعدم وجود المحاجر البيطرية وقلة المجازر.