تكالبت عليهم الدنيا ما بين طغمة حاكمة تنكل بهم وعدو يتربص بهم وعالم حر فقد حريته وراح يشاهد المشاهد المشهد تلو الآخر فلا يرفق بهم.. تجمدت مشاعرنا يا أرض الشام وكبلتنا قيودنا!
أو كبلنا أنفسنا بأيدينا فلم نستطع أن نفعل شيئا لشعبك الذى يذبح على أرصفة الشوارع وفى الميادين ونشاهد كل ذلك فلا يلين لنا قلب ولا تتحرك فينا المشاعر... عذرا يا أهل الشام!
على درب الأب سار الابن رغم أنه نال حظا كبيرا من التعليم فى بلاد أوربا، لا فارق الكل فى دماء السوريين أولغ!
نفس الطريقة ونفس العقلية، الدم الدم، والذبح الذبح ، المرة الأولى كانت فى حماة واليوم عنوان المذابح اسمه "درعا"، يا لها من مفارقة عجيبة وإن تغيرت الأجيال... يذبح الناس لأنهم رفضوا أن يعيشوا أذلة والعالم المسمى بالحر ينتظر لجنة صياغة البيانات ليدبج بيانا يدين فيه بشار وعصابته!
منذ متى كان بشار وعصابته غير مدانين؟!
لقد عاقبتهم أمريكا من أجل العراق ومن أجل إسرائيل، ولكنها لن تعاقبهم على فعلته ضد شعبه لأن دم العرب والمسلمين والأحرار رخيص عند أمريكا وعند العالم "الحر" سابقا!
لم تتحرك الجامعة العربية ولم نسمع لأمينها العام "المرشح الرئاسى لمصر" صوتا كما سمعناه يوم تحرك الأحرار فى ليبيا ولا أدرى ما الفرق بين أحرار سوريا وأحرار ليبيا؟
هل يزال البعض يعتقد أن هناك أملا فى إصلاح بشار ونظامه!
ألم تجربوه على مدار عقد من الزمان أو يزيد؟
أو لم تجربوا أباه من قبل ماذا فعل؟
ترك الجولان محتلا كما ترك شعبه جائعا فقيرا محبوسا ومحاصرا!
إذ كان صمت العالم الغربى مبررا لخوفه مما هو قادم... فلماذا يخاف العرب وممن يخافون؟
لماذا ساعدوا الليبيين بالمال والعتاد وعجزوا عن إصدار بيان إدانة لبشار وعصابته!
هل يخشون بطش النظام أم تراهم يريدون بشارا لأنه يحفظ الود والقرب من الصهاينة فلا هو يشن حربا ولا يقيم سلاما بل يلعب بأوراق القضية الفلسطينية، مدعيا أنه حاميها والحقيقة أنه كغيره من الحكام العرب أشهر سماسرتها على الإطلاق كما كان الرئيس المصرى المخلوع يفعل، الفارق بينهما أن ورق بشار هى من يرفضون الاستسلام نظريا ويمارسونه عمليا بينما كانت ورقة مبارك هى من يعلنون استسلامهم بالكلية .
سوريا تذبح على النصب وشعبها يقتل على عينك "يا تاجر" ولا صدى للشارع العربى، وكأن سوريا قد فصلت عن جسدها العربى، بل إن المصيبة أن بعض البلدان حرمت على السوريين المقيمين على أرضها أن يتظاهروا أو يأخذوا بعزاء من قتلهم النظام غيلة!
سامحونا يا أهل الشام فما نسيناكم ولكن
صارت الدماء شيئا مألوفاً
وما عدنا ننتفض عند رؤيتهاَ
ولا تبكى العيون حين تسيلُ
سامحونا...
وإن كنا نثق فى قدرتكم على الصبر، فإننا نثق فى قدرتكم على التغيير، سواء كنا إلى جانبكم أم باعدت بيننا المقادير.
صدقونى لا شىء أسهل من تغيير حاكم فاسد وظالم وقاس قلبه مثلما يفعل بكم بشار، وراهنوا دائما على أنفسكم ولا تراهنوا على أحد سوى ما تقدمونه بأنفسكم، أما نحن فقد سقط الرهان علينا مثقفين ومفكرين وكتاب وحتى حكوميين..
سامحونا واعلموا أن النصر صبر ساعة.
ساعة صبرها المصريون ومن قبلهم التونسيون ولا يزال اخوانكم فى اليمن وليبيا والبحرين وكل بلاد العرب يصبرون...
آخر السطر
هذه أبيات من شعر نزار القبانى أهديها
إلى الثوار فى معاقلهم
وإلى الأحرار فى أماكنهم
وإلى كل نفس زكية زهقت فى سبيل الحرية...
يقول نزار :
يا من على ورق الصفصاف يكتبنى
شعراً .. ويزرعنى فى الأرض أيلولا
يا من يعيد كراريسى.. ومدرستى
والقمح، واللوز ، والزرق المواويلا
يا شام إن كنت أخفى ما أكابده
فأجمل الحب حبٌ بعدُ ما قيلا
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة