عزيزى رئيس الوزراء المصرى عصام شرف.. أعتذر لك مقدماً على تأخر هذه المقالة، والتى كان يجب أن تتزامن مع وجودك فى الأراضى السعودية، ولكنى رأيت أنّه من الأولى بى أن أنزل إلى الشارع المصرى فى عيد شم النسيم تضامناً مع الشعب المصرى، وسط لغط- سمج- يدور عن حرمته وأنه دعوة للفجور، ثمة أمورٍ لا يٌرد عليها بمقالات ولكن بالفعل الصريح.
لقد تناقلت الصحف المصرية والعربية أخبار رحلتكم الموفقة إلى الخليج، بناءً على هذا النجاح، فمن المؤكد ومن دواعى سرور الشعوب الخليجية، والسعودية، خاصة، تكرار زيارتكم الكريمة إلى أرض الحرمين الشريفين، لهذا اسمح لى بأن ألفت نظركم إلى بعض نقاط بسيطة لن تُدرجها فى تقريرك، ولكنكم قد تتوقفون عندها وتتساءلون، فأحببت أن أختصر المسافة:
1- الرجاء من سعادتكم التأكد من أن موعد زيارتكم بعيداً عن موعد سيول جدة، فهذه السيول تتسبب فى كارثة سنوية تأتى على البشر والشوارع والبيوت، وسيظل الأمر كذلك حتى يتم الانتهاء من تركيب أو إنشاء بلاّعة.
2- الرجاء الاكتفاء بقراءة جريدة واحدة فقط، ولا داعى لتضييع وقتك فى قراءة عدد من الصحف السعودية لتتعرّف على وجهات نظر مختلفة، فمن تشابهها يتهيّأ إليك أنك تقرأ نفس الجريدة بأسماء مختلفة.
3- الرجاء التنبيه على السائق بحفظ أماكن المطبّات فى شوارع جدة، لأنك عند زيارتك القادمة ستجد نفس المطبّات فى نفس الأماكن رغم وجود لافتة تنم عن أعمال صيانة. أظن أنها أعمال صيانة "للحفاظ على المطب".
4- لا تستغرب سيادة رئيس الوزراء من ازدحام الشوارع. و عدم وجود وسيلة مواصلات داخل المدن إلا السيارة والسائق، لقد قرأنا عن مشروع مترو فى الرياض وفى جدة أيضاً قبل دبى، لقد انتهت دبى من مشروع المترو الخاص بها، مع انعدام وسيلة مواصلات غير السيارة، لا تستغرب إذا كان السائق هو العضو الأهم لكل عائلة، لا تستغرب أن يعلو الهم وجه أحد رجال الأعمال أو أى فرد من الحضور لأن السواق هرب، والأولاد يبغوا يروحوا المدرسة، والمدام عندها موعد دكتور، والأب مهو عارف كيف يتصرف.
5- لا تستغرب من كثرة المولات التجارية، فبين كل مول ومول، 7 مولات على الأقل. فالمول هو المتنزه الترفيهى، الاجتماعى، التسوقى، الثقافى، المول هو كل شىء. ولكن الدخول "كوبلز" فلا يحق للشباب أو أى رجل بالدخول دون عائلته. لذا أرجو من سعادتكم رحابة الصدر حين ترى الشباب يدوروا حول أى مكان 20 مرة دون هدف واضح، إيش هيسووا؟
6- نحن شعب يحب التكنولوجيا ومواكبة العصر حبٌ قيسى النزعة، لذا لا تستغرب عندما ترى طفلاً فى الـ11 من عمره منهمكا فى محادثة ع البلاك بيرى، بينما يعبث أخوه ذو السبع سنوات بالآى باد2. ولكن غير صحيح أن أسعار هذه الأجهزة أرخص من بقيّة الدول العربية.
7- فى السويعات القليلة بين كل اجتماع وآخر نعتذر لسعادتكم عن عدم وجود مسرح، أوبرا، سينما، نادى اجتماعى كنادى الجزيرة، و لكن لدينا محلات تبيع أحدث الأفلام دى فى دى قبل وصولها إلى السينما فى مصر.
8- ستجد الكثير ممن يتحدث عن المرأة ودورها، لكن المرأة السعودية الحقيقية المكافحة لن تستطيع حضور مؤتمرات و ندوات لأنها فى الأغلب تعمل كمعلمة، فيجب عليها الاستيقاظ فى الرابعة لتلحق بسيارة مؤجرة مع زميلاتها، لتصل مدرستها التى تبعد عن مدينتها عشرات الكيلومترات، هذا غير الحوادث الكثيرة على الطرق السريعة. ثم تعود لاهثة لتقوم على بيتها، لتستطيع أن تعيد روتينها المزدحم السريع. وذلك لتتمكن من مشاركة زوجها فى متطلبات الأسرة، أجد فجوة إدراكية تفصل بين المرأة السعودية ومن يتحدث عنها.
9- سؤال: هل قطر خالية من المشاكل؟ أليس لديهم أى مشاكل اجتماعية أو اقتصادية؟ نفسى أعيش لغاية أما ألاقى الجزيرة بتقول أى حاجة عن بلدها!!! طب أى تقرير عن العنوسة فى قطر!! أى حاجة!!!
10- سؤال: لماذا يقف المصرى خارج سفارته فى الدول الأخرى؟ بينما يقف أيضاً خارج سفارات الدول فى بلده؟ فى حل؟!
11. بالتأكيد تنتظر العائلة السعودية استقرار الوضع الأمنى، حتى تتوافد الرحلات السياحية إلى مصر، عودة انتعاش السياحة مرتبطة بالاستقرار القومى، مع ذلك إلى الآن لا نستطيع القول بأن وزارة السياحة عملت أى مجهود إسعافات أولية بشأن السياحة. هنعمل إيه فى الموضوع ده؟
وفى النهاية، نشكر سعادتكم على ما تبذلونه من مجهود. كما نرجو أن تكون هذه الملاحظات البسيطة ذات نفعٍ وفائدة. حياك الله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة