أكرم القصاص - علا الشافعي

سامح جويدة

هل هذا حب أم تأمر أم "هبل"؟!

الأحد، 15 مايو 2011 07:32 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الحب ما قتل.. وجميعنا يعرف قصة الدبة التى قتلت صاحبها، حينما لم تتحمل عليه مضايقة الذبابة، فلطمتها، وهى على وجهه فارتاح صاحبها من الذبابة والدنيا وما فيها.. وحب الدبة من الأنماط المنتشرة فى بلدنا.. فرغم أن هذا الحيوان لا يعيش فى مصر إلا أن الكثيرين منا يقلدونه، من باب التواصل مع الحضارات الحيوانية.

فحينما أحببنا (علم مصر) وأخذناه رمزاً لثورتنا العظيمة، ألقيناه فى الزبالة، ودسنا عليه فى(الرايحة والجاية).. لأن البعض منا أصر أن يرسمه على الرصيف، وأن يلون به البلاط، والبعض الآخر كان أكثر محبة فرسمه على علب المناديل، ولفافات الطعام، وكتب عليها من الخلف (حافظ على نظافة مدينتك والقيه فى القمامة)، القى علم بلدك فى الزبالة!!.. فهل هذا حب أم تجارة أم غباوة؟ تعددت الأسباب والموت واحد.. وعلى ذكر الموت، لماذا أصبحت أرواحنا سهلة كده وكأننا بط أ ووز أ وفراخ رومى؟ هل ينوى الدببة التخلص منا باسم الحب؟.. فكل الدببة يحلفون بحب الدين أ وحب الثورة أ وحب البلد.. نعم الكلام حل ووكلنا فداء الدين والثورة والبلد.. ولكن أى دين وأى ثورة، وأى بلد يجب أن نحدد شكل لكل تلك المفردات قبل أن نموت فداء حب الدبة؟

فقصص الحب العاطفى هى التى اشعلت الحرائق فى الكنائس، وفجرت الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، وتساقط العشرات من الطرفين فداء لفتاة أطفيح أ وكاميليا أ وعبير.. ويعتقد البعض أن من ماتوا كانوا فداء لدينهم، وإيمانا منهم بمعتقداتهم.. فهل هذا ه والدين؟!.. هل يمكن أن نطلق على هذا الهبل دينا؟ استعيذوا بالله فه وأنزل علينا كتبه السماوية لنعيش ونحافظ على الحياة لا أن نتقاتل بلا أسباب كالحشرات.. الدين يدع وللصلاح والفلاح فى كل أذان.. يدق الأجراس ليجمع حوله الأحياء.. لا يوجد دين يدفعنا لهذا العبث.. فلا تحدثونا باسم الدين بل تحدثوا بلسان مصالحكم، وتقليدكم للدبة.

أما الدببة الأخرى فقد كسرت أدمغتنا بحب الثورة.. فالملايين مازالوا يتفننون فى خلق الثورات.. ثورة عشان تغيير محافظ، ورئيس حى، وحتى سكرتير وثورة عشان مرتبات وحوافز، أوتعيين وثورة عشان كدر المعلمين، وسائقى النقل، والباعة الجائلين (السريحة).. فورة وليست ثورة.. حبنا المفاجئ للثورة جعلها أسلوب حياة وليست وسيلة لتعديل الحياة وتطوير المجتمع وتنميته، وقف الكثيرون فى مرحلة الثورة، وتقمصوها ونسوا أنهم يخربون البلاد ويعودون بها إلى العصور الوسطى اقتصاديا واجتماعيا، والبعض يهادنهم بأنها حقوق مشروعة، رغم أنها جميعا مشبوهة فما هذا الشعب الذى يتظاهر ويثور للمطالبة بكل شىء، حتى أن المعلمين لا يريدون أن يدخلوا امتحانات لتقييم عقليتهم وعلمهم، والباعة الجائلين يصرون على شغل الشوارع، وكأننا نعيش فى مدينة من العصر العباسى.. حتى العصور العباسية شهدت بعض التنظيم فى الشوارع، وفى حركة الجمال والدواب. أما نحن فلم نصل لهذا التحضر بعد، فهل ننتظر المماليك حتى يصلحوا حال البلد وشوارعها؟.. فرق كبير بين الثورة الشعبية والثورة الفئوية والثورة الفهلوية وكلها ثورة، ولكن شتان رغم أن الذهب والنحاس يقتربان فى اللمعان.

أما حب الوطن فهو السبب الرئيسى فى كافة المصائب التى حلت علينا مؤخرا.. فكل واحد فينا يرى البلد على مقاسه، وعلى حجم قدراته العقلية.. فالبعض يصر أنها إسلامية والآخر يصر على أنها سلفية، والأخر يراها ديكتاتورية عادلة، والبعض يرغبها حربية حتى أنهم صلوا فجر النفير للقضاء على الوجود الصهيونى ومسح إسرائيل من على الأرض وكأنها مطبخ، وأرضية سيراميك.. فهل هذا حب أم تأمر أم هبل؟.. وفى النهاية من منا سيضار من هذا الحب المعتوه؟.. هل حالة البلاد الآن تسمح بهذا الشطط؟ حتى لو اتفقنا جميعا على حق الشعب الفلسطينى وكراهية الكيان الصهيونى، هل هذا وقت حرب ونحن لا نعرف (هناكل منين) بعد شهرين؟ وبعد أن خسرت البلاد واقترضت فى الشهور الأخيرة عشرات المليارات.

كل المصائب تأتينا باسم الأحباء، ولكنهم فى الحقيقة أغبياء وسوف نكون أغبى لو صدقنا أنهم محبون.. لا يا سادة هؤلاء منافقون ومتآمرون وعملاء.. ولكل منهم حب قديم فى مصلحة أومال أومنصب.. ولكل منهم صور وذكريات خليجية أو أمريكية أو شيطانية.. فلا تتركوهم لخراب أفعالهم، وتذكروا أن الدبة التى قتلت صاحبها قد تكون استغلت الحب للتخلص من صحبته، وأنها لم تكن غبية بل تدعى الغباء.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة