من هو مستر «X» عميل السفارة الأمريكية فى البرلمان وعينها على رئيس مصر بعد مبارك؟

الخميس، 12 مايو 2011 11:29 م
من هو مستر «X» عميل السفارة الأمريكية فى البرلمان وعينها على رئيس مصر بعد مبارك؟ عمر سليمان
سمر سمير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ وثيقة أمريكية: سفير واشنطن السابق فى القاهرة جنّد عضو مجلس شعب لنقل معلومات خطيرة حول التوريث وجمال مبارك والإخوان وسليمان وموسى وخطط الحرس القديم ضد الوريث
قديما كان مستر «إكس» هو فؤاد المهندس فى فيلم «أخطر رجل فى العالم»، أما فى الألفية الجديدة فمستر «إكس» هو برلمانى مصرى عميل لأمريكا كشفت عنه الوثائق الأمريكية فى فيلم «أخطر رجل تحت القبة».

مستر «إكس» استخدمته السفارة الأمريكية بالقاهرة لينقل لها ما يدور من نميمة وأحاديث داخل مجلس الشعب، كما كشفت وثيقة صادرة عن سفير واشنطن السابق فى القاهرة فرانسيس ريتشاردونى للإدارة الأمريكية مؤرخة فى 2006، يشير فيها إلى وجود برلمانى مصرى رمز له بـ«XXXXXXXXXXXX» قال إنه ينقل للسفارة من خلال لقاءات عقدها مع وليام ستيوارت، المستشار السياسى للسفارة كل ما يدور من أحاديث سياسية ونميمة حول مستقبل الحكم فى مصر، ولم تقتصر معلوماته على ما يدور داخل مجلس الشعب، وإنما امتدت لنقل نص حوارات تمت بينه وبين شخصيات بارزة فى الحكومة المصرية.

الإشارة للبرلمانى بالرمز «XXXXXXXXXXXX» تكشف عن أنه وثيق الصلة بالإدارة الأمريكية خاصة البيت الأبيض والخارجية وCIA، وهو ما يؤكد أن اللقاءات التى تمت بينه وبين مسؤول السفارة لم تكن الأولى، وإنما سبقتها وتلتها لقاءات أخرى ربما يكون أحدها أو بعضها قد تم فى واشنطن بشكل مباشر بينه وبين مسؤولين أمريكيين، خاصة أن هذه الوثيقة تعمدت عدم الكشف عن هويته لحرصها الشديد عليها باعتباره مصدرا فريدا لمعلوماتها، وهو عكس شخصيات أخرى تحدثت عن مستقبل مصر السياسى وتم ذكر أسمائها فى الوثائق التى نشرها موقع «ويكيليكس».

ورغم إخفاء الشخصية، فإنه من واقع الوثائق الأمريكية التى سربها «ويكيليكس» فإن استخدام عدد معين من الرموز يشير إلى عدد حروف الشخصية المقصورة، وهو ما يعنى أن هذا البرلمانى اسمه مكون من 12 حرفا، وهو عضو فى برلمان 2005, ولم تحدد ما إذا كان ينتمى للحزب الوطنى، أم لجماعة الإخوان، أم لأحد أحزاب المعارضة أم المستقلين. لكنها قالت إنه كان يتعامل مع السفارة فى وقت كان يتولى فيه فرانسيس ريتشاردونى منصب سفير واشنطن فى القاهرة، لأربع سنوات بدأت فى 2005، وانتهت فى 2008، وكان ريتشاردونى محل جدل كبير فى الأوساط السياسية المصرية، بعد أن فتح خلال فترة تواجده فى القاهرة اتصالات متشعبة مع كل أطياف المجتمع المصرى، واشتهر بزياراته المتكررة للموالد، وارتبط بعلاقات جيدة بأعضاء فى الحزب الوطنى وجماعة الإخوان المسلمين.

البرلمانى المصرى الذى تعرفه الوثيقة الصادرة عن فرانسيس ريتشاردونى بأنه «شخص مهم جدا بالبرلمان والشخص الوحيد الذى فتح مع السفارة موضوع الخلافة الرئاسية فى مصر»، عقد عدة اجتماعات عام 2006 مع وليام ستيوارت، مستشار الشؤون السياسية والاقتصادية بالسفارة، تناولت جميعها مواقف أعضاء مجلس الشعب من مسألة إعداد جمال مبارك لخلافة والده فى حكم مصر، و ما يردده البرلمانيون من نميمة عن مستقبل مصر، وأمور أخرى تتعلق بالقوات المسلحة.

المعلومات التى نقلها البرلمانى المصرى للسفارة الأمريكية تناولت وفقا للوثيقة، معارضة المشير محمد حسين طنطاوى، وزير الدفاع، وعمر سليمان، رئيس المخابرات وقتها للتوريث. وقالت الوثيقة إنه فى أحد الاجتماعات قال البرلمانى المصرى، إن المشير طنطاوى ذكر له مؤخراً الاجتماع عقد فى الشهور الأولى من عام 2006، إنه يشعر بالإحباط الشديد تجاه جمال مبارك، كما أشار هذا البرلمانى فى اجتماع آخر تم بينه وبين ستيوارت فى 29 مارس، أنه يرى حزمة التعديلات الدستورية التى صدق عليها البرلمان تهدف إلى ضمان تولى جمال الرئاسة خلفاً لوالده، و أن «جمال وزمرته» لديهم الكثير من الثقة بحتمية التوريث وإزالة كل «الأحجار العثرة» الممكنة.

ويبدو من خلال الوثيقة أن واشنطن كانت تعتمد فى تشكيل رؤيتها عن مستقبل الحكم فى مصر على المعلومات التى كانت تحصل عليها من البرلمانى «XXXXXXXXXXXX»، و أن السفير الأمريكى السابق اعتمد على معلومات البرلمانى فى توصيف موضوع خلافة الحكم، قائلا «إن الخلافة الرئاسية فى مصر معضلة سياسية كبرى، فعلى الرغم من المناقشات والأحاديث الجانبية غير المتوقفة، لا يملك أى شخص فكرة عن من سيخلف مبارك أو كيف يمكن لهذه الخلافة أن تجرى، كما يبدو أن مبارك واثق من أن خدمات الأمن العسكرية والمدنية ستؤمن فترة انتقالية منظمة، وداخل الإطار السياسى الحالى، نجد أن الأكثر الشخصيات المتنافسة على الساحة هو جمال مبارك (أمين السياسات بالحزب الوطنى الديمقراطى)، ورئيس المخابرات عمر سليمان، وأمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى، أو أى ضابط عسكرى غير معروف حتى ذلك الحين، وأن أى شخص سيتولى حكم مصر فى النهاية سيكون أضعف من مبارك سياسياً، وفور توليه الحكم، فإن خلق دعم شعبى سيكون على رأس أولوياته، ومن ثم فإننا نتوقع أن الرئيس الجديد سيتبنى نبرة المعاداة لأمريكا لإثبات حسن نيته القومية للشارع المصرى، ويمكن أن يقدم غصن الزيتون للإخوان المسلمين كما فعل الرؤساء السابقين فى بداية حكمهم».

وأوردت الوثيقة، إشارة للقيادى البرلمانى (x) بوجود توقعات وسط دوائر النخبة بالقاهرة بوجود تعديل وزارى قريباً إما فى مايو أو يونيو عام 2006، يشمل وزير الدفاع المشير طنطاوى ورئيس المخابرات عمر سليمان، لأن هذين الاثنين يراهما جمال وحاشيته خطراً كبيرا على طموحه، ومن ثم فإن جمال كما أشارت التقارير يدفع والده لأن يتخلص منهما لكى «لا يمثلان أى مشاكل» فى مشهد الخلافة.

وتصور (X)، بحسب الوثيقة أن العقبات القائمة أمام خلافة جمال لأبيه فى الرئاسة قد تصبح أمراً واقعاً، إذا توفى مبارك قبل تثبيت ابنه فى الحكم، وأن جمال أخذ الترتيبات اللازمة لمصلحته بكل السبل الممكنة حتى الآن، فى الوقت الذى يحكم جمال مبارك قبضته بإحكام تحسبا لوفاة والده فى أقرب وقت.

ونقلت وثيقة ويكيليكس عن القيادى البرلمانى X، أن شخصاً مهماً فى مصر علق له فى أحد الاجتماعات السرية، «لا يمكن أن يتقبل الموقف أكثر من ذلك مع جمال وأعوانه والفساد الهائل الذى يسيرونه»، واستطرد قائلاً «ذكر لى أنه لا يستطيع النوم»، «ولا يمكن أن يتحمل ما يحدث للدولة».

وفى إطار وصف حالة الإحباط جراء التعديلات الدستورية الأخيرة والتشكيك حيال إرادة كل من مبارك أو جمال بأنهما يتطلعان إلى إصلاح سياسى ذى هدف، قال X، بحسب الوثيقة، إنى أرى أن أى انقلاب عسكرى بعد مبارك قد يكون «أفضل مخرج ممكن لمصر.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة