رفض فريق من المثقفين والكتاب والمفكرين، توجه الدكتور مصطفى الفقى، غدا إلى سوريا، فى إطار جولته العربية، بشأن ترشحه لمنصب الأمين العام للجامعة العربية، وأكد بعضهم، أن سوريا التى تقمع شعبها الآن بالدبابات، لا ينبغى أن نطلب دعم نظامها لهذا المنصب، ورأى البعض الآخر، أن الأفضل من طلب دعم سوريا، تداول منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، لأن مصر أكبر من الصراع على هذا المنصب، وهو الرأى الذى عارضه فريق ثالث، واعتبر سحب الجزائر لمرشحها مكافآة لمصر بعد ثورتها.
قال الروائى إبراهيم عبد المجيد، إن مصطفى الفقى مفكر وسياسى محترم، لكن مشكلته الرئيسية، تكمن فى كونه أحد رموز النظام، ورغم أن تصريحاته أيام الثورة كانت محترمة، لكن الماضى يلاحقه، وتابع عبد المجيد: "قد أؤيد الفقى لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، لكن طلبه الدعم من سوريا، يمثل علامة استفهام كبرى"، وأضاف عبد المجيد: "كنت أرغب أن يبتعد الفقى عن أى مناصب سياسية ورسمية، أما عن تداول منصب الأمين العام بين الدول العربية، فأنا من المؤيدين لهذه الفكرة، لأنه ليس من الضرورى أن يكون الأمين عام مصريا، وليس من المعقول أن نقوم بثورات من أجل الديموقراطية، ونستأثر بمنصب أمين عام جامعة الدول العربية".
وعارض الروائى يوسف القعيد، هذا الرأى مؤكدا لليوم السابع على ضرورة أن يكون منصب الأمين، مصريا هذه الدورة، حتى لو كان لآخر مرة، قائلا: "لا أمانع فى تدويل المنصب بين الدول العربية، لكن إذا تولى المنصب مصريا ، سيكون بمثابة مكآفأة عربية لمصر، مثلما قام الجزائريون بسحب مرشحهم أحمد بن حلى، كنت أتوقع أن تقوم قطر بعدم ترشيح ممثل لها للمنصب".
ودعا القعيد إلى تأييد مصطفى الفقى مشيرا إلى أن مصر هى التى اختارته، وهو ما يحتم أن نحترم هذا الاختيار، لأن الخلاف عليه، سيجلب خلافات أخرى، قائلا: "داخلى شيئان، أولهما الحس القومى العروبى الذى أخذته عن جمال عبد الناصر، فالعروبة بالنسبة لى حصن أخير، ثانيهما أننى كنت أتمنى أن يبدأ الفقى رحلته بدولة قطر، لإقناعهم بهذا المنطق، خاصة أن قطر تقدمت بمرشح".
وأضاف القعيد: "ربما يكون الفقى، وهو بلدياتى أراد إرجاء رحلته إلى قطر، لكنى لا أتفق معه فى أن يبدأها بسوريا".
ورفض الروائى سعد القرش، فكرة ترشيح مصطفى الفقى من أساسها، لمنصب أمين عام جامعة الدول العربية، وأكد لليوم السابع، على أن الشعب المصرى لم يتم استشارته فى هذا الترشيح، معتبرا الفقى، ضمن مجموعة المنتفعين من النظام السابق، مؤكدا على أنه استفاد من حسنى مبارك أثناء وجوده فى السلطة وبعد تنحيه منها.
وتابع القرش: لا يمكن أن ننسى أن الفقى دخل مجلس الشعب، فى واقعة تزوير شهيرة، كشفتها المستشارة نهى الزينى، كما أن هناك نقطة أخرى، وهى من يموّل رحلات الفقى المكوكية للحصول على دعم ترشيحه للمنصب؟ هل هى الدولة التى تعانى خزينتها من خسائر جانبية للثورة، تصل إلى 12 مليار جنيه؟
وأبدى القرش رفضه لذهاب الفقى إلى سوريا من أجل طلب دعمها لترشيحه، قائلا: سوريا يحكمها حزب البعث، وهو حزب غير شرعى، يرفضه السوريون، وأسقطوه فى مظاهراتهم الأخيرة، وبدأ النظام يقمعهم بدباباته، فهل ذهب الفقى لطلب دعم نظام غير شرعى؟ أم ليدعم هذا النظام؟ وفى الحالتين نحن نرفض هذه الخطوة، لأن الفقى لا يمثلنا، مثلما لا يمثل حزب البعث السوريين.
ودعا القرش إلى عدم التسرع فى طلب دعم أنظمة عربية، فى طريقها للسقوط، موضحا: هذا المنصب لا يجب أن تحتكره مصر، لأننا كبار بدونه، ومنصب الأمين هو " سكرتير" وليس أمير المؤمنين، ومكآفأة مصر، لا تكون بحصولها على هذا المنصب، ولكن بعدم منع الاستثمارات العربية عنها، مشيرا إلى اتفاق رأى بعض دول الخليج العربى، مع رأى إسرائيل، حول رغبتهم فى منع محاكمة مبارك، وتهديد بعض هذه الدول بمنع الاستثمارات العربية عن مصر، فى حالة محاكمته.
