الدكتور حسين عبد البصير يكتب: أوباما الموظف.. رئيس النهاية!

السبت، 09 أبريل 2011 12:30 م
الدكتور حسين عبد البصير يكتب: أوباما الموظف.. رئيس النهاية! الدكتور حسين عبد البصير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بدأ باراك أوباما ثوريا لا مثيل له، مشعلا حماس الملايين فى المعمورة، ومعيدا للأذهان ذكرى الشخصيات السياسية الأمريكية الأسطورية مثل الدكتور مارتن لوثر كنج والرئيس جون إف كيندى.

ولا أخفى عليكم أننى كنت من أشد المعجبين بأوباما منذ بدأ نجمه فى الصعود بنشر كتابه "أحلام من أبى" الذى قدمه إلى الكثير بشكل إيجابى، وجعل عددا كبيرا من الناس يتعاطف معه، وساعده فى دخول معترك السياسة العنيف. وأخذت أتتبع ذلك المحامى والناشط الثورى الذى كرس حياته لخدمة الآخرين. ودخل أوباما الكونجرس. وكانت المفاجأة الكبرى حين قرر الترشح للرئاسة الأمريكية.

ودخل السباق الشرس نحو الرئاسة. وجاء إلى مدينتى بلتيمور مرتين طالبا تأييد جماهير ولاية مريلاند. وشاهدته واسمتعت إليه مبهورا. ونال تأييد الكبار وانتصر على منافسيه وكسب ترشيح الحزب. وظلت أنفاسنا محسوبة حتى أعلن فى تمام الساعة الحادية عشرة مساء بتوقيت الساحل الشرقى للولايات المتحدة فى يوم 4 نوفمبر 2008 فوز باراك حسين أوباما الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية. فصحت من فرحتى قائلا: "الله أكبر". وحضرت حفل تنصبيه الأسطورى فى واشنطن دى سى فى 19 يناير 2009. ودخل أوباما البيت الأبيض. وأعلن أنه سوف ينفذ وعوده الانتخابية العاجلة لتحسين صورة أمريكا فى العالم، وكانت هذه الوعود أهم أسباب نجاحه التى رشحه الأمريكيون والعالم من أجلها. وكان من بين أهم الوعود إصلاح سياسات سلفه جورج دبليو بوش الكارثية فى أفغانستان والعراق وفلسطين وإغلاق معتقل جوانتانامو والمصالحة مع العالم الإسلامى ونشر حقوق الإنسان وتطبيق الديمقراطية.

ولكن ماذا حدث بعد مرور أكثر من عامين على حكم أوباما؟

يؤكد عدد من أصدقائى الأكاديميين الأمريكيين صدمتهم الكبرى فى أوباما الذى يتحدث فقط ولا يفعل أى شىء يذكر من وعوده على الإطلاق. فقد سقط القناع الزائف وظهر وجه أوباما السياسى البراجماتى الحقيقى ونكس عن وعوده الكثيرة التى فشل فى تحقيق أى منها سواء فى الداخل أو الخارج. وانكفأت أمريكا على نفسها تلملم أشلاءها فى حسرة ومرارة. ويبدو أن أوباما هو "رئيس النهاية" الذى ساقته الأقدار لإغلاق صحفة أمريكا فى كتاب التاريخ. فكيف يرضى أن يكون تقليديا بعد أن كان ثوريا؟! فقد أعلن مؤخرا أن وظيفة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية هى أفضل وظيفة فى العالم، وهكذا ينتهى المطاف به موظفا تقليديا يجلس فى المكتب البيضاوى لا يفعل أى شىء مثله فى ذلك مثل غيره من الحكام العاديين خصوصا فى منطقة الشرق الأوسط. ويبدو تحول الرئيس أوباما من الثورية إلى التقليدية - إلى موظف لا يرى فى حكم أمريكا إلا وظيفة مناسبة متخليا عن أحلامه الثورية التى ناضل طوال حياته لتحقيقها - مثيرا للدهشة حقا، وبتراجعه هذا أجهض وخان كل الوعود والآمال التى عقدت عليه فى العالم كله.

وأخذت أواسى نفسى وعندها رفعت الملصق الذى يمثل الرئيس أوباما - الذى أهدته لى حملته الانتخابية - من فوق زجاج سيارتى الأمامى وأعطيته لابنى الأكبر البالغ من العمر خمس سنوات الذى كان يحب رئيسه الأمريكى حبا شديدا ليفعل به ما يشاء! أما أنا، فلا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة