نيويورك تايمز: اضطرابات اليمن تزيد من خطورة القاعدة ضد الغرب

على صدر صفحتها الرئيسية، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن محللين استخباريين ودبلوماسيين أمريكيين أن عمليات مكافحة الإرهاب توقفت فى اليمن مع تزايد الاضطرابات، التى اجتاحت الشارع اليمنى للمطالبة برحيل حكومة الرئيس على عبد الله صالح، مما يسمح لفرع تنظيم القاعدة المميت خارج باكستان بالعمل بحرية أكثر داخل الدولة وشن المزيد من الهجمات المحتملة ضد أوروبا والولايات المتحدة.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الاضطرابات السياسية اضطرت القوات اليمنية لترك مواقعها، لاستدعاء بعضها إلى العاصمة، صنعاء فى محاولة لدعم الحكومة المترنحة.. وكثفت القاعدة فى شبه الجزيرة العربية، وهو فرع من فروع التنظيم، من جهودها لملء فراغ القوى فى الوقت الذى تعرضت فيه القوات اليمنية الأمنية للمزيد من الهجمات فى الأسابيع القليلة الماضية.

وقالت الصحيفة إن التطورات الأخيرة على الساحة اليمنية دقت جرس الإنذار لدى إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، حيث اتخذت واشنطن موقفا بالغ الحساسية تجاه اليمن بمحاولتها إبعاد صالح عن السلطة بما لا يعيق - فى الوقت نفسه - استمرار عمليات مكافحة الإرهاب فى البلاد، فتضاؤل حجم هذه العمليات منذ بدء المظاهرات الاحتجاجية ضد نظام الرئيس اليمنى يفسر اتجاه الإدارة الأمريكية للتراجع عن مؤازرة أحد حلفائها المقربين بشبه الجزيرة العربية.

وفى الوقت الذى قال فيه بعض الخبراء بالسياسة اليمنية إن صالح تعمد أن تخفف قواته الضغط على عناصر القاعدة بحيث يسمح لهم بزيادة تأزيم الموقف فى البلاد وإجبار واشنطن - نتيجة لذلك - إلى دعم بقائه فى منصبه بدلا من دفعه للتخلى عنه، قلل مسئول بالجيش الأمريكى مطلع على ملفات استخباراتية هامة من قيمة تلك الشكوك أمس الاثنين بقوله إن ما يحدث فى اليمن هو انعكاس طبيعى لتصاعد حدة الاضطرابات وليس نتاج قرارات سياسية بوقف عمليات مكافحة الإرهاب هناك.

وعلى الرغم من توقف الهجمات الجوية الأمريكية على مراكز تنظيم القاعدة باليمن فى مايو الماضى بعد أن أدت إحدى هذه الهجمات إلى مقتل نائب محافظ يمنى عن طريق الخطأ وتفجر أزمة سياسية ضخمة مع الرئيس اليمنى بسبب تلك الحادثة، إلا أن القيادة المركزية الأمريكية كشفت النقاب عن نيتها العودة مجددا لشن هجمات جوية ضد عناصر التنظيم فى اليمن إذا ما استمر توقف عمليات مكافحة الإرهاب هناك وورود تقارير استخباراتية دقيقة إلى واشنطن بأماكن قادة الميليشيات المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة.