محمد حمدى

عقل مصر الغائب

الأربعاء، 06 أبريل 2011 11:17 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ 18 عاما أغارت الحكومة على النقابات المهنية، وأصدرت واحداً من أسوأ القوانين على مدار التاريخ، وهو القانون 100 لسنة 1993 الخاص بالنقابات المهنية، وباستثناء نقابات صغيرة مثل الصحفيين، عانت معظم النقابات المهنية التى تمثل أكثر من ثلاثة ملايين مهنى من التجميد والحراسة القضائية، فانهارت النقابات المهنية، وتوقفت عن الحياة.

النقابات المهنية ليست مجرد حالة نقابية، لكنها فى الحقيقة عقل الطبقة الوسطى لأى مجتمع، والطبقة الوسطى هى عقل المجتمع ورمانة ميزانه، وحين تموت النقابات، تتوقف الطبقة الوسطى عن الحركة والفعل، ومن ثم يتراجع تأثيرها السياسى والشعبى، وهذا أسوأ ما عانته مصر فى عصر مبارك، وربما أخطر من الفساد الذى تجرى ملاحقته الآن.

وقبل 25 يناير أصدرت المحكمة الدستورية حكما مهما بعدم دستورية قانون النقابات المهنية، ووفقا لهذا الحكم سقط القانون، وبالتالى أصبح ممكنا لكل نقابة مهنية على حدة الدعوة لانتخابات لاختيار مجلس نقابتها وفقا لقانونها الخاص ودون الحاجة إلى تشريع جديد ينظم النقابات المهنية.

وفى هذا الظرف التاريخى الصعب الذى نعيشه، وفى هذه المرحلة الانتقالية الحساسة التى ستشهد خلال عدة أشهر انتخابات تشريعية ورئاسية، أعتقد أنه على كل النقابات إعادة الحياة إلى أجسادها المريضة، وذلك عبر الانتخابات النقابية حتى يتواصل الزخم الشعبى بالحياة العامة.

لقد شارك فى الاستفتاء على تعديل الدستور نحو 18 مليون شخص، لكننى أخشى حين تأتى انتخابات مجلسى الشعب والشورى أن يتراجع هذا العدد، وتعود ريما إلى عادتها القديمة، وتعزف الأغلبية الصامتة عن المشاركة فى الحياة العامة، خاصة أنه لا توجد توقعات بانتعاش الاقتصاد حتى شهر سبتمبر المقبل موعد انتخابات الشعب والشورى، ما يعنى أن صعوبات الحياة ستزداد، وهو ما يجعل الناس يعكفون على الحياة اليومية الصعبة على حساب الحياة العامة الأرحب والأوسع، والتى تحدد المستقبل.

ومع عظيم احترامى لكل شاب شارك فى الثورة، لكن قدرة هذا الشباب على التأثير فى الانتخابات العامة ليست بقدر وقوة وفاعلية الشريحة المهنية من الطبقة الوسطى، لذلك أعتقد أن الشروع الفورى فى إجراء انتخابات النقابات المهنية فى كافة ربوع مصر، من شأنه نقل حالة الوعى والجدل السياسى والعام من ميدان التحرير والفضائيات إلى كل مدينة وقرية فى مصر، وهذا ما نحتاجه الآن، وأكثر من أى وقت مضى.

وكما قلت النقابات المهنية هى عقل الطبقة الوسطى، والطبقة الوسطى هى عقل المجتمع، وللأسف فإن هذا العقل معطل عن العمل، وآن أوان عودته عاملا فاعلا من جديد.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة