بالصور.. "اليوم السابع" فى قلب صحراء سقارة وأبو صير.. الأهالى تعدوا على 25 فداناً وقاموا ببناء الجبانات فوق مقابر الأسرة الأولى والثانية فى أبو صير

الثلاثاء، 05 أبريل 2011 11:39 م
بالصور.. "اليوم السابع" فى قلب صحراء سقارة وأبو صير.. الأهالى تعدوا على 25 فداناً وقاموا ببناء الجبانات فوق مقابر الأسرة الأولى والثانية فى أبو صير التعديات على الآثار ظاهرة تبحث عن حل
كتبت دينا عبد العليم _ تصوير أحمد إسماعيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تشتهر منطقة سقارة بالعديد من الآثار الفريدة، فهى تضم أول بنيان حجرى فى العالم، وهو هرم سقارة المدرج الذى بناه الملك زوسر عام 2816 قبل الميلاد، وأهرامات الملوك تتى وأوناس وأوسر كاف، ومقابر ميرى روكا وكاكجتى وبتاح حتب وتى عنخ خنوم وخنوم حتب ونفر حرام بتاح وأيرو روكا بتاح وعنخ ماحور ونفر شسم رع ومقبرة حسى، إضافة لمجموعة أهرامات أبو صير ودهشور التى تضم هرم سنفرو المعروف باسم الهرم الأصفر والهرم الأسود للملك أمنمحات الثالث وهرم الملك سنوسرت الثالث.



ومازالت المنطقة مليئة بالكثير الذى لم يكتشف، حيث إن أعمال الحفائر بمنطقة أبو صير كشفت عن وجود مقابر من العصر الحجرى للأسرتين الأولى والثانية، إلا أن هذه الأعمال توقفت بسبب تعديات أهالى المنطقة على الأراضى الأثرية وبناء الجبانات عليها، والحفر بطرق عشوائية فى الأراضى مما يهدد الآثار الموجودة هناك بالخطر.



"اليوم السابع" قام بجولة ميدانية داخل منطقة آثار سقارة ودهشور وميت رهينة، قابل خلالها المدير العام لمنطقة سقارة ودهشور الأثرية كمال وحيد الذى أكد وجود كارثة فى الأراضى الأثرية التى قام الأهالى بالتعدى عليها، خاصة فى منطقة أبو صير، التى تعدى الأهالى فيها على 10 أفدنة، موضحاً أن هذه المنطقة فيها مقابر الأسرة الأولى والثانية، وهى مقابر من العصر الحجرى، ولم يتم العمل فيها، لذلك فهذه المقابر مهددة، خاصة وأن الأهالى يقومون بحفر الأرض بطرق عشوائية وبناء جبانات لهم، وهو ما يهدد بتدمير هذه المناطق الأثرية، مضيفا أن فى منطقة سقارة الوضع مختلف، لأن المجلس الأعلى للآثار أنهى الحفر فى أجزاء كبيرة من الأرض الأثرية، ولم يكتشف هناك آثار، ولذلك قرر تسليم الأرض التى تم الحفر فيها للأهالى، وهذه الأرض تبلغ مساحتها 5 أفدنة، لكن الأهالى لم يصبروا على الانتهاء من الإجراءات، وقاموا ببناء جبانات لهم على مساحة 15 فداناً، بمساحة تزيد بـ 10 أفدنة عن المخصصة لهم.



بعد الانتهاء من الحديث مع مدير المنطقة، توجهنا إلى الأراضى الأثرية المرتفعة عن سطح الأرض بحوالى 5 أمتار، وقبل الوصول لمنطقة التعديات تركنا السيارة حتى لا يلاحظ أحد من الأهالى وجودنا، وهذا ما طلبه منا محمد هنداوى مفتش الآثار الذى اصطحبنا إلى منطقة سقارة وأبو صير الأثرية، هنداوى أكد لنا أن الأهالى لو لاحظوا وجودنا قد يطلقون علينا النار، أو يعتدون علينا بالضرب، مؤكداً أن الأهالى كسروا سيارة تابعة للآثار منذ يومين كانت تقترب من المنطقة، خرجنا من السيارة وبدأنا المشى نحو المكان الذى شاهدناه من أقرب مسافة ممكنة، وهناك قام الأهالى ببناء سور حول المنطقة التى احتلوها على مساحة 10 أفدنة، والتى تضم مقابر الأسرة الأولى والثانية الأثرية، ومواقع أثرية تعود إلى عهد الأسرتين الأولى والثانية.



كما تضم مكتشفات البعثة الفرنسية خلال السنوات الماضية، وداخل السور لم يكن سوى صبيان، بمجرد أن شاهدونا توجهوا نحو المبانى الخارجة عن حدود السور، وكان يجب أن ننصرف فورا لأن الصغار سيذهبون لأهاليهم بالمنطقة، وهنا ستكون النتائج حتما سيئة، وسوف يتم الاعتداء علينا لا محالة، وبالفعل لوحنا لعمرو السائق ليقترب لنا بالسيارة فى أقرب مكان، وعلى الفور صعدنا، ثم توجهنا لمنطقة سقارة، التى تعدى الأهالى فيها على 15 فداناً، قاموا ببناء الجبانات عليها، بجوار "مصطبة فرعون" وأهرامات بيبى الثانى، والتى تضم أيضا مقابر ومواقع أثرية تعود إلى عصر الدولة القديمة، حيث شيدوا أكثر من 450 مقبرة ذات مبان ضخمة، وقام مجموعة من المقاولين بالاستيلاء على الأراضى عنوة ثم إعادة بيعها للمواطنين، وهناك سمعنا الصوت "اضرب ياولد.. أنت بتصور إيه.. فتوجهنا بعد أن أنهى أحمد إسماعيل التقاط الصور للتعديات إلى متحف ميت رهينة لنقابل مفتشى الآثار التابعين لمنطقة ميت رهينة، وهناك قابلنا كلاً من محمد عبد المنعم ومحمود الجوهرى، المفتشين بالمنطقة، وتوجهنا نحو قرية ميت رهينة التى سد الأهالى مدخلها ببنائهم للجبانات أمامه.



اشتبكنا مع بعض الأهالى الذين كانوا يقومون بأعمال البناء على الأراضى الأثرية، حيث قال أحدهم "انتو بتصوروا ايه؟ ممكن محدش يصورنا خالص"، فتدخل المفتش محمد عبد المنعم قائلا له "انت مالك احنا بنشتغل"، فأتى أحد أفراد القرية وعبر لنا عن مدى استيائه من الوضع، موضحاً أن الأهالى قاموا ببناء جبانات حديثة أمام الجبانات القديمة دون أن يتركوا مساحات للدخول، قائلا "أخويا مات من يومين معرفناش ندفنه علشان اللى بيبنوا جديد مسبوش مدخل للترب القديمة".



وهنا شرح لنا المفتش عبد المنعم الوضع قائلا إن هذه الأرض قام عمال الآثار بالحفر فيها، وسلموا قطعاً منها للمحليات لإقامة الترب بعد التأكد من خلوها من الآثار، وتم فصلها عن الأرض الأثرية بسور وحواجز حديدية لفصل أرض القرية عن الأراضى الأثرية، لكن الأهالى قاموا بالتعدى على الأراضى الأثرية وبناء الجبانات، موضحاً أن الأهالى يقومون بالحفر فى هذه المناطق بطرق عشوائية بحثاً عن الآثار، مؤكداً أنه حتى لو لم يكن هناك آثار، فالكارثة أن الأرض التى اعتدى عليها الأهالى هى مدخل منطقة ميت رهينة الأثرية.

الدكتور زاهى حواس وزير الدولة لشئون الآثار وصف الوضع بالكارثة، وأكد أنه سيضع على أولويات اهتمامه إزالة هذه التعديات، مضيفاً أنه اتصل بالقوات المسلحة وبشرطة السياحة والآثار لاتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية هذه المناطق وإزالة التعديات، بينما أكد أسامة الشيمى مدير عام منطقة الجيزة و6 أكتوبر الأثرية أن الأزمة هذه المناطق هو وجودها وسط قرى لا يدرك أهلها قيمة الآثار، ولذلك يعتقدون أن مصالحهم الشخصية كمواطنين أهم من هذه الآثار التى لا تضيف لهم شيئاً، بينما أهلها جميعهم يعملون بها ويرتزقون من العمل بها، مضيفاً أن الدولة يجب أن تلعب دوراً أكبر عن طريق الوزارات المعنية مثل وزارة الثقافة والتربية والتعليم فى توعية المواطنين بأهمية الآثار.





مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد طارق سيد غباشى

السور مش اهالى ميت رهينة الى عملين

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد طارق سيد غباشى

انا من ميت رهينة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة