حسين صبور رئيس جمعية رجال الأعمال: قلت لمبارك عاملوا رجال الأعمال مثل البنى آدمين وخذوا رأينا فى القوانين.. وحكومة "الوطنى" كانت تميز أعضاءها على الآخرين بدليل أراضى ميناء العين السخنة

الأحد، 03 أبريل 2011 01:04 م
حسين صبور رئيس جمعية رجال الأعمال: قلت لمبارك عاملوا رجال الأعمال مثل البنى آدمين وخذوا رأينا فى القوانين.. وحكومة "الوطنى" كانت تميز أعضاءها على الآخرين بدليل أراضى ميناء العين السخنة المهندس حسين صبور رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين
كتب مدحت عادل- تصوير محمود الحفناوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد المهندس حسين صبور، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين، أن غياب الرئيس السابق حسنى مبارك عن الحكم وترك السلطة للمجموعة التى كانت تحيط به لتحكم بما يخدم مصالحها الخاصة مع الاحتكار الشديد للشعب كانت تمهد لحدوث ثورة 25 يناير، إلا أنه لم يكن يتوقع ما حدث رغم الضغوط السياسية وتزايد الفساد.

وأضاف صبور فى الحوار الذى أجرته "اليوم السابع" معه، أن احتقار الشعب كان ظاهرا جدا فى الانتخابات الأخيرة، ولكن وصف الرئيس السابق حسنى مبارك هذه الانتخابات أنها نزيهة كان أمرا يبعث على الضيق، ويرى أنه كان أكرم لمبارك ألا يتحدث عنها بالمرة، ولا يصفها بأنها كغيرها من الانتخابات.

ويرى صبور أنه كان من الصعب استمرار الوضع كما هو عليه خاصة بعد أن أدخل أحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق وسائل الاتصالات والإنترنت فى مصر بكثرة، وهو ما مكن، دون قصد منه، هؤلاء الشباب الشرفاء من القيام بالثورة، خاصة أن الشباب المصرى مقارنة بمثله فى الدول الأخرى ينتظر 6 سنوات بعد تخرجه للعمل فى وظيفة متدنية، إلا أبناء الصفوة الذين يعملون فى شركات السمسرة، لذا كان الشباب محبطا وتمكن من خلال وسائل الاتصالات أن يفعل ما لم نفعله نحن.

وأكد حسين صبور أن من أبرز مساوئ السياسات الاقتصادية لفترة مبارك البيروقراطية القاتلة والفساد القاتل، فعلى سبيل المثال هناك عدد كبير من الشركات الأجنبية كانت ترغب فى الاستثمار بمناطق الصعيد نظرا للبطالة الشديدة هناك، وكان عضو مجلس الشعب عن الحزب الوطنى عندما يعلم أن شركة أجنبية تطلب قطعة أرض فى سوهاج أو قنا يضع يده عليها ولا يستطيع المحافظ التصرف معه، لأنه محمى من الحزب الوطنى، وهناك حالات واقعية عرضت على هيئة الاستثمار بذلك.

وأشار صبور إلى أنه من أبرز الأمثلة على فشل السياسة الاقتصادية بتلك المرحلة عدم الاستفادة من نهر النيل فى النقل، رغم أن تكلفة النقل النهرى أقل من تكلفة النقل البرى بنحو 7 أضعاف، من خلال توفير المازوت المدعوم من الدولة وحوادث الطرق، مشيرا إلى أنه منذ فترة قدمت هولندا منحة إلى مصر لتطهير مجرى النهر من الإسكندرية حتى القاهرة وبناء ميناء لتلقى البضائع عند منطقة أثر النبى، إلا أن الميناء تحول بعد بنائه إلى تجمع لتجار الخضر والفاكهة، مما دعا هولندا لسحب باقى قيمة المنحة، وكان مخصصا لشراء "بارجات" نقل بحرى الواحد منها قادر على نقل حمولة 96 سيارة نقل وتكلفتها أقل من تكلفة النقل البرى 7 مرات.

وحكى صبور عن أحد المواقف التى جمعته بالرئيس مبارك منذ 15 عاما فى زيارة شارك فيها عدد من رجال الأعمال إلى لندن منذ 15 عاما، وأقيم حفل فى الجناح المصرى بالمتحف البريطانى بحضور ولى العهد الأمير تشارلز والأميرة ديانا، وخلال الحفل دار نقاش بينه وبين الرئيس السابق وثلاثة من رجال الأعمال حول دور رجال الأعمال فى الولايات المتحدة الأمريكية.

وعندها تحدثت معه عن معاملة الحكومة الأمريكية لرجال الأعمال، بعكس ما تم معه ورجال أعمال آخرين عندما "طردهم" رئيس مجلس الشعب عندما ذهبوا لمناقشة بعض الأخطاء التى وردت بقانون الإسكان مع توفيق عبده إسماعيل رئيس لجنة الخطة والموازنة فى ذلك الوقت، وقال صبور للرئيس: عاملونا مثل البنى آدمين وخذوا بآرائنا ثم اطلبوا مننا التبرع، ووعده الرئيس الاتصال به ومناقشة الموضوع فى مصر، وكانت النتيجة أننى لم أشارك فى زيارات الرئيس الخارجية فيما بعد.

وأكد صبور أن الوضع الاقتصادى الحالى بعد أحداث 25 يناير مقلق للغاية، فى ظل الأوضاع التى ترتبت على هذه الأحداث منها غياب الشرطة الذى يعتبر قضية فى غاية الخطورة، بالإضافة إلى انتشار أعمال البلطجة، فضلا عن توقف عدد كبير من الأعمال أهمها السياحة التى تعتبر من أكبر مصادر الموارد فى الدولة، والتى حققت لمصر العام الماضى 13 مليار دولار.

ودعا صبور إلى التعامل مع الأزمة الاقتصادية المرشحة للظهور فى ظل تراجع الموارد زيادة نسب العاطلين عن العمل، من خلال العمل على سرعة عودة الشرطة، وعودة السياحة قدر المستطاع، وجلب الاستثمارات الأجنبية، وإنهاء الظواهر السلبية التى وصلت إلى درجة أن عمال مصنع أسمنت أسيوط قاموا بحبس المدير 13 ساعة لأن لديهم مطالب.

وأكد صبور معارضته لمبدأ انضمام رجال الأعمال للعمل السياسى، لأن انشغال رجل الأعمال بالسياسة أو رجل السياسة بالعمل فساد وإفساد، وإذا انشغل الحاكم بالتجارة فسد الحاكم وفسدت التجارة، مشيرا إلى أنه كان ينتقد هشام طلعت مصطفى فى دفاعه عن انضمام رجال الأعمال للحزب الوطنى، لأن رجل الأعمال له دور يؤديه فى الاقتصاد، ورجل السياسة الشريف يقوم برسم السياسات كل فى مجاله.

وقال صبور: كيف يمكن لرجل أعمال عضو بمجلس الشعب ويقدم استجوابا ضد وزير الكهرباء مثلا وفى نفس الوقت يتقدم لمناقصة للوزارة، من المؤكد أنه فى استطاعته مخاطبة الوزير الموافقة على العطاء مقابل عدم مهاجمته بالمجلس.

وأوضح صبور أن حكومة الحزب الوطنى كانت تميز أعضاء الحزب من رجال الأعمال فى المميزات دون الآخرين بكل تأكيد، بدليل الأراضى التى تم توزيعها أمام ميناء العين السخنة والتى بلغت 22.5، كان أول ثلاثة رجال أعمال حصلوا على هذه الأراضى هم أحمد عز ومحمد أبو العينين ونجيب ساويرس، بقيمة 5 جنيهات للمتر تدفع خمس المبلغ و10 سنوات فترة سماح والباقى حين ميسرة، وسددوا عندما اشتكى الباقون وحصلوا على أراض بمساحات أقل.

أما بالنسبة لصورة رجال الأعمال حاليا، أكد صبور أن رجال الأعمال فئة من فئات المجتمع فيها الفاسد وفيها المخلص، مثل المهندسين والفساد فى قضية العلاج على نفقة الدولة، التركيز عليهم ظلم، لافتا إلى أن صادراتنا غير البترولية قفزت خلال السنوات الخمس الماضية من 40 مليارا إلى 80 مليار دولار بفضل رجال الأعمال، مشيرا إلى أنه لا يدافع عن رجال الأعمال الفاسدين وهم يجب محاكمتهم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة