عادل أحمد أبو جليل يكتب: هؤلاء هم المعلمون

الخميس، 28 أبريل 2011 08:29 م
عادل أحمد أبو جليل يكتب: هؤلاء هم المعلمون

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قُم لِلمعَلِّمِ وَفّهِ التَبجيلا كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذى يَبنى وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا

بهذا التساؤل الذى بدأ به شوقى قصيدته، أبدأ به، هل علمتم مهنة أشرف أو أعظم من مهنة المعلم الذى بينى العقول؟
لقد ساءنى جداً ما نشر على صفحات الجريدة، لما فيه من تعميم وتضخيم غير مقبولين، فليست كل المدارس تعيث فيها الفوضى، وليس كل المعلمين انعدمت ضمائرهم، وماتت قلوبهم وإلا فمن أين أتى الطلاب المتفوقون؟

نريد تحكيماً للعقل.. كل أب يذهب بطفله الصغير، ليتركه أمانة فى المدرسة، يأتى به وهو لا يعرف كيف يقرأ أو يكتب، وما هى إلا أسابيع لا يشعر بها الأب ويجد ابنه يكتب ويقرأ، ويسعد الأبوان بابنهما سعادة غامرة وهو يخط أولى كلماته فى كراسته، سعادة الوالدين بابنهما وثنائهما على نبوغه وتفوقه وسرعة بديهته أنستهم دور المعلم، وأنا أتحدث هنا عن المعلم كمعلم، سواء كان فى مدرسة حكومية أو خاصة أو كان معلماً خاصاً فى درس خاص، فهو أولاً وأخيراً معلم، لا شك بذل المعلمون دوراً ومجهوداً لا ينكر فى تعليم أبنائنا القراءة والكتابة.

ينسى المجتمع دور المعلم أثناء تكريمه للمتفوقين من الطلبة والطالبات، وأذكر أن مديرية التربية والتعليم منحتى شهادة تقدير وشيك بمبلغ (4.56) أربعة جنيهات وستة وخمسين قرشاً ما زلت أحتفظ به، وذلك لحصول أحد تلاميذى على الدرجة النهائية فى مادتى مع حصوله على أحد المراكز على مستوى المحافظة، أقول لقد نسى المجتمع دور المعلم فاحتفى بالطالب ومنحه شهادة استثمار بمبلغ (100 جنيه) ورحلة إلى الأقصر وأسوان، فى حين اكتفى المجتمع بشهادة تقدير ترسل له ليستلمها لا فى حفل تكريم، بل من موظف فى مكتب صغير فى مدرسته أو إدارته.

المعلم لم يجد حتى الآن من يبين دوره، فالكل إلا من رحم ربى يجهل دور المعلم، ولنضرب مثالاً بمعلم المرحلة الابتدائية، فهو الجندى المجهول، فهو يكتب بيديه الحروف الهجائية والكلمات لكل طالب فى فصله، إنه يجلس الفترة التى من المفترض أنها لراحته يأخذها فى كتابة كراسات تلاميذ فصله التى قد يصل عددهم إلى تسعين تلميذاً ولن يقلوا بحال عن أربعين تلميذاً، ولكى تقدر دور المعلم اجلس ساعة واحدة مع عشرة أطفال فقط، لا شك سوف تكره نفسك.

المعلم يتقاضى أجراً قليلاً جداً إذا قورن بأجور الآخرين، وحتى المدرس الذى يواصل الليل بالنهار فى إعطاء الدروس الخاصة، لن يصل دخله اليومى أجرة جراح كبير عن عملية جراحية أو إعلامى لامع عن حلقة إذاعية أو فنان مشهور عن حلقة تليفزيونية أو لاعب كبير عن مباراة ودية.

وفى مقارنة بسيطة بين المعلم والطبيب، المعلم الذى يعطى درساً خاصاً بعد انتهاء مواعيد عمله كاد أن يوصف بأنه مجرم، فى حين أن الطبيب يمارس عمله فى عيادته الخاصة أثناء مواعيد عمله، ولا يجد لوماً من أحد، ولا داعٍ من إكمال المقارنة فهى معلومة لكل ذى عقل.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة