رجل رأى لصا يعتلى أسطح أحد المنازل وينوى سرقته فيقوم بإبلاغ الشرطة, وتظهره الكاميرا وهو يطلب رقم 122 وتحضر الشرطة بسرعة فائقة وغير معتادة ... حتى أنى تخيلت أن الشرطة وصلت قبل الحرامى!
ذلك كان أحد إعلانات إدارة العلاقات العامة بوزارة الداخلية لبناء جسر جديد (غير الكوبرى المتهالك) بينهم وبين الشعب...
وإعلان آخر عن حملة شرطية لمداهمة أحد الأوكار، التى يبدو أنها مكان لتجهيز وتعبئة المخدرات ولا أدرى لماذا يجب أن يوجد مكان لتعبئة وتجهيز المخدرات، على غرار فيلم العار (المكان الذى يتم فيه تفييش وتهميش الهوامش)، أو على غرار معظم الأفلام العربى، وهو ذلك المكان الواسع الملىء بالجنازير المعلقة وإطارات السيارات وبعض الصناديق الكرتونية (التى ستنفع كثيرا فى المعركة بين العصابة وأفراد الشرطة)، حيث يجب بعد كل ضربة أن يندفع المضروب (بإرادته) إلى هذه الكراتين فتنهار عليه (بس متخافوش مش هتعمله حاجه ديه كرتون)،
المهم أنه فى وفى نهاية كل إعلان تقول الداخلية للمواطن (اطمن).
وعلى كل، فالحملة جيدة فى مجملها وتعيد لك الفكرة والصورة والدور الحقيقى لضابط الشرطة ولكن يبقى أن تكون الحملة الحقيقية لبناء الجسر المنشود بين المواطنين الشرفاء وجهاز الأمن، هى ردع وضبط الخارجين عن القانون وتحقيق الأمن الفعلى وإنهاء حالة الفراغ الأمنى، فمازال المواطن المصرى هو المسئول الأول عن أمنه الشخصى وهو الذى يضع ويراجع خطط تأمين ممتلكاته وما زالت هناك كوارث ومصائب أمنية متعددة بدءا بموقعة الجلابية ومرورا بشهادات كثير من المواطنين فى برامج عدة أنهم اتصلوا بالنجدة ولم ينجدهم أحد، وانتهاء بإغلاق قسم الاستقبال بمستشفى القصر العينى والمطرية لهجوم البلطجية المستمر على المستشفيات.... أكد كل علماء النفس والتنمية البشرية أن أول احتياجات الإنسان هو الشعور بالأمان، فلا يستقيم أو ينجح أبدا مجتمع يفتقد الأمن والأمان.
وعلى كل حال إذا استمرت الحال هكذا يحمى كل مواطن نفسه بنفسه، أرجو من الشرطة أن تغير شعار الحملة ليصبح "اطمن وابقى طمنا".
أحمد صلاح يكتب: الحملة الدعائية للشرطة: اطمن وطمنا
الإثنين، 25 أبريل 2011 09:13 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة