اتهم الشاعر عبد الستار سليم الشاعر هشام الجخ، بسرقة (35) مربعًا من ديوانه "واو عبد الستار" والصادر عام 1995، ضمن سلسلة أصوات أدبية، التابعة للهيئة العام لقصور الثقافة، حيث قام "الجخ" بقراءة هذه النصوص، خلال مشاركته فى حفلات أعدتها له ساقية عبد المنعم الصاوى، ولم ينسب "الجخ" هذه النصوص إلى "سليم".
وقال عبد الستار سليم فى تصريحاتٍ خاصة لـ"اليوم السابع"، إن عددًا من أصدقائه المحامين عرضوا عليه مقاضاة "الجخ"، فور علمهم بالقضية، التى تعود بداياتها إلى أن الشاعر عزت الطيرى صديق "سليم"، فوجئ وهو يستمع إلى قصائد "الجخ" التى ألقاها خلال عدة حفلات بساقية عبد المنعم الصاوى، به ينسب عددًا من قصائد ديوان "واو عبد الستار" إلى نفسه، وهو ما دفعه إلى عرض هذه التسجيلات المرئية عليه.
وتساءل سليم: من أين عرف هشام الجخ بتراث فن الواو، مثلما ادعى أنه يقرأ من التراث، كما قال لنا عندما واجهناه؟، مشيرًا "فأنا أول من جمع أربع مجلدات عن فن الواو، وصدر أول مجلد فى سلسلة الدراسات الشعبية عام 2003".
وتابع سليم: لا أعرف كيف يكون الإنسان شاعرًا، ولا يعرف الفرق بين التراث وبين الآنى؟ مضيفًا: "فهل نستطيع أن نقول بأن "ولد الهدى فالكائنات ضياءُ"، ولا نعرف من يقولها كما قال الجخ، بأنه لا يعرف اسم الشاعر الذى اقتبس قصائده ونسبها لنفسه؟
وأرجع "سليم" ما فعله "الجخ" إلى أن الأخير يتوجه لشريحة كبيرة من الشباب، ربما لم يعرفوا من قبل بفن الواو، أولم يكونوا على دراية كافية بالشعر وتراث الشعراء العرب، ويستخدم "الجخ" أدائه التمثيلى، الذى يصرف الأنظار عن التدقيق فيما يقوله.
وأدان "سليم" الفضائيات من مدعين وإعلاميين استضافوا "الجخ"، ولم يكونوا على درايةٍ بما يقوله، إلا أنه يجذب أنظار الشباب، مؤكدًا على "تلك الفضائيات ستفقد مصداقيتها، إذا لم تتحقق فيما بعد من الضيف الذى تأتى به، وخاصة إذا أتت بحشرة ضارة تتجول فى حقول الأدب".
وفى نفس السياق يقول الشاعر عزت الطيرى، إن قصيدة "التأشيرة" التى ألقاها "الجخ" خلال مشاركته فى مسابقة أمير الشعراء فى دورتها الرابعة وحصل بسببها على المركز الثانى، ولقب بـ"الوصيف"، مستوحاة من قصيدة "الحاكم والعصفور" للشاعر الكبير نزار قبانى.
وأكد الطيرى على أن غالبية أشعار "الجخ" أشبه بـ"قصائد كوكتيل"، مستوحاة من قصائد الكبار، مثل عبد الرحمن الأبنودى وسيد حجاب، مضيفا: "الجخ يقوم بتريقع قصائده بطريقة لا يلتفت إليها إلا من كان على دراية تامة بأعمال الشعراء الكبار، وخاصة من المتخصصين، فيستوحى الأفكار، ويعيد صياغتها حتى لا تثبت عليه الجريمة، ولكن يبقى أنه سرق الفكرة.
وأضاف الطيرى أن هشام الجخ لم يتعظ مما حدث مع المطرب مصطفى كامل، حينما سرق مربعًا من فن الواو، من ديوان الشاعر عبد الستار سليم، والذى يقول فيه "سليم":
"عينى رأت سرب غزلان
فيهم غزالة شريدة
والقلب لما اتنغز لان
شاور وقالى شريدة".
وتابع الطيرى" "وهو ما دفع سليم حينها إلى رفع قضية ضد مصطفى كامل، تولى فيها المحامى عاطف النجمى رئيس جمعية الدفاع العربى، مسئولية الدفاع عن سليم، ولم يحكم القضاء فيها حتى الآن، مضيفًا: "وأيضًا لم يتوقف الجخ عند هذا الحد، بل سرق أيضًا مربعًا كاملا هو من ديوان عبد الستار سليم الصادر عام 1995، عن سلسلة أصوات أدبية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، وهو:
أول كــلامى ح صلى
ع اللى غزالة مشت له
وأحكى على اللى حصل لى
وزرع همومى ف مشاتـلـه.
ويقول الناقد د.صلاح فضل كونه أحد أعضاء لجنة تحكيم مسابقة أمير الشعراء فى دورتها الرابعة، التى اختتمت فعالياتها مؤخرًا، إنه لا يعيب "الجخ" أن يتأثر بنزار قبانى، مضيفًا: "فإن أكبر شاعر سياسى فى العصر الحديث مؤثر وفاعل فى الحياة العربيةكان نزار قبانى، وهو الذى انتقم لكرامة الإنسان العربى بعد هزيمة 1967 بديوانه الشهير "هوامش على دفتر النكسة"، وظل يمارس اللون النارى من الشعر السياسى إلى أن كتب قصيدته الشهيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟".
واستكمل فضل: "وبالتالى فإن كل الأجيال التالية من الشعراء لا مفر من أن يتعمدوا بمائه، ويرضعوا من لبانه، ويتأثروا بطريقته الفذة فى التصوير والتجسيد، والتعبير المباشر عن ضمير الشعب العربى وأشواقه للحرية والتقدم".
وأضاف فضل: "ولذلك فليس من الضرر أن نرى الشعراء الثوريين ممن احتفت بهم الجماهير، ورأت فى كلماتهم تجسيدًا لأحلامها وأشواقها، مثل هشام الجخ يسبحون فى تيار نزار قبانى ويتأثرون بكثيرٍ من إشاراته الثورية وشجاعته الإبداعية وقدرته على التواصل الجمالى مع قرائه، وهذا لا يطعن فى أصالتهم ولا ينقص من قدرهم، بل يعتبرون امتدادًا له، وإكمالاً لرسالته، واللافت للنظر أن درجة جماهيرية هشام، فاقت فى مصر على وجه التحديد جماهيرية نزار قبانى، لأنه أقدر على تمثيل شعره وأداء أبياته والتأثير القوى الغلاب على جمهوره".
ويستكمل فضل: "ولم يستطع نزار أن يبلغ فى ولع الشباب به وتردادهم لأشعاره ما بلغه هشام الجخ، فى مصر هذا العام، وربما كانت روح الثورة هى المسئولة عن تأجج لهبه الذى امتزج بلهب ميدان التحرير، وإحقاقًا للحق فإن شعر الجخ لا يرتفع إلى مستوى شعر نزار فى إيقاعاته الموسيقية واختراقاته التصويرية وقدراته المذهلة على امتلاك قرائه بالتجسيد الحسى الباهر فى صوره وإشاراته".
وحول هذه الاتهامات، يقول "الجخ"، بأنه لم يسرق من كتاب "واو..عبد الستار"، مشدد على أن "فن الواو" تراث لا يملكه أحد، مضيفًا "وكون عم عبد الستار الذى يعد أستاذى وأنا تلميذه، قام بجمع هذا التراث، وأضاف إليه، فأنا أيضًا أضفت إليه".
وأبدى "الجخ" دهشته حول اتهام الشاعر عبد الستار سليم له بسرقة (35) مربعًا من كتابه، متسائلاً: "لا اعرف من أين جاء عم عبد الستار بــ35 مربعًا، إذا كانت الحفلة بساقية الصاوى تشهد على أننى لم أشتغل إلا على ثمانية أو تسعة مربعات فقط، وهم من التراث، وإن كان عم عبد الستار هو من قام بتأليفهم فليقاضينى؟".
وتساءل "الجخ": "لا أعرف لماذا يهاجمنى النقاد والشعراء إذا حاولت تذكرة الشباب بتراثهم؟"، مضيفًا: "هو لما الفنان الكبير محمد منير غنى نعناع الجنينة هل اتهمه أحد بالسرقة؟".
ورأى "الجخ" أن هجوم الشعراء والنقاد عليه ومطالبته بالاعتراف بـ"سرقة" قصائد "سليم" أشبه بمن يريد أن يضع اسمه فى جملة مفيدة، بجوار هشام الجخ علشان يتشهر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة