مدحت بشاى

رداً على خالد صلاح.. حتى لا نتحسس آذاننا بعد الثورة

السبت، 16 أبريل 2011 08:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"الإسلام هو دين الحرية والدولة المدنية (أصلاً).. مخاوف الأقباط من السلفيين مبالغ فيها.. ولا يجوز محاسبة التيار الإسلامى على ردود فعله فى سنوات الطغيان طوال حكم مبارك " تحت هذا العنوان كان المقال المثير للتداول بالنقاش للكاتب الصحفى خالد صلاح بجريدتنا اليوم السابع .. ليس لمفاجأة دفاع رئيس التحريرعن تيار دينى يثير بعض رجالاته ورموزه بعض الأطروحات المتشددة ، والتى تلقى رفضاً فى أحيان كثيرة سياسياً واجتماعياً فى الفترة الأخيرة ، وبشكل خاص عقب ثورة يناير العبقرية ، ولكن مفاجأة المقال فى الصيغة التى تبناها التوجه الرئيسى لمتن المقال ، والقائمة على فكرة أنه يمكن قبول أى سلوك أو موقف جديد من قبيل الاعتذار لفصيل منا تم تهميشه فى السابق ، وتم إيذاء رموزه عبر ممارسات سياسات تعنتية استبدادية ظالمة من قبل حكومات مبارك عند تعاملها مع فكرهم!!

وتحت عنوان "مدحت قلادة القيادى بمنظمات أقباط المهجر يكتب رداً على خالد صلاح: مخاوف الأقباط من السلفيين".. ومع تحفظى على وصف " القيادى " وكأننا نتحدث عن تنظيمات ثورية ، بينما هى تجمعات بسيطة الأعداد وبسيطة الأهداف وقليلة الفعل فى النهاية ، فإن المتن الرئيسى لرد " قلادة " أيضاً اعتمد على السرد التقليدى لجماعات المهجر فى تبويب وفهرسة وتأريخ الحوادث الطائفية التى نالت من حقوق وكرامة ومواطنة المواطن المسيحى، وعليه فهم الأجدر بالتعاطف وتقدم المشهد السياسى فى الزمن الينايرى الجديد.

لقد كنت أتمنى من كاتب المقال ومن قام بالرد عليه ، الحديث بروح ودافعية شباب يناير فى الميدان الذى قدم قرابين الفداء على مذبح الحرية لبداية عهد جديد يبشر بتطبيقات أمينة لتحقيق الهدف الأصيل لتلك الثورة " العدالة الاجتماعية".. أما تقديم المبررات لسلوكيات مرفوضة من جانب بشر منا قرر أن يُصدر أحكاماً بعيدا عن مؤسسات القضاء والعدالة ، وتنفيذ تلك الأحكام مُتجاهلاً وجود المؤسسات التنفيذية المنوط بها القيام بهذا الدور، أو قبول سلوك بشر منا قرروا الاكتفاء بمعلقات النحيب والشكوى من الاضطهاد ، دون الانخراط فى ممارسة العمل الوطنى، والتراجع عن المشاركة فى صياغة تفاصيل مشهد سياسى جديد يجمعنا بأريحية دون الدخول فى صراعات طائفية رذيلة.

وعليه أستأذن القارئ العزيز فى طرح مجموعة رسائل تلغرافية سريعة ، قد تكون فى مجال التعقيب على ما تم طرحه فى مقال رئيس تحرير اليوم السابع ، والرد عليه من قبل قلادة.

1. كيف يمكن الاتفاق مع قول خالد صلاح " والواقع يؤكد وجود مبالغات غير منطقية فى القصص المروية عن عمليات هدم الأضرحة، كما أن رموزا كبارا من قيادات ودعاة الحركة السلفية والجهادية، أعربوا عن إدانتهم لعمليات هدم محدودة، جرت فى بعض الأضرحة ".. إنها يا سيدى أحداث موثقة، أصدر فيها أصحاب ذلك التيار الحكم بالنيابة عن المجتمع الإسلامى دون تفويض، ودون اعتبار لوجود مؤسسات لإقامة العدل ، وبنفس المنطق المنفلت قاموا بالتنفيذ، وهو ما حدث فى قرية صول ، ومع المواطن المسكين الذى طالت أذنه الحكم بالبتر .. أما إدانة الرموز لمثل تلك الأفعال فهى حكاية لا ينبغى التوقف عندها .. لقد ظل الكاهن زكريا بطرس وتلميذه النجيب الكاهن مرقس عزيز يمارسان الخطأ والخطيئة فى حق شريك الوطن المسلم ، بينما رموز الكنيسة تدين ، ولا يحدث توقف عن ممارسة الأذى .. إننى أرفض الاكتفاء بتكرار مقولة أن تلك الفعلة ليست من الإسلام ، أو أن تلك الخطيئة لايمكن أن تكون من تعاليم المسيحية، وكأننا فى بلد لا تحكمه قوانين يمكنها أن تحاسب كل متهم بإزدراء الأديان ،أو الاعتداء على حقوق الغير فى ممارسة عباداته وأداء طقوس عقائده بحرية !!

2. كيف يمكن الاتفاق مع قول خالد صلاح " ضع إلى جوار كل ذلك هذه المخاوف القبطية التى أطلت برأسها من بين التفاصيل، فالأقباط أظهروا جرأة كبيرة فى انتقاد المادة الثانية من الدستور، فيما كانوا يلتزمون الصمت التام إزاء هذه المادة فى عصرى السادات ومبارك ".. أما عن حكاية الجرأة التى تثير كاتبنا الكبير ، فإننى أتصور أنهم فى النهاية بشر ينتمون إلى هذا الوطن ، وليسوا جالية يمكن أن يتردد أفرادها فى التعبير عن مطالبهم ، أما لماذا لم يفعلوا ذلك فى عصرى السادات ومبارك ، فلأنه لم يتم طرح أمر التعديل الدستورى ، أولم نكن بصدد وضع دستور جديد للبلاد فى فترات سابقة ، فضلاً عن خروج المواطن المسيحى بعد الثورة عن قيود الطاعة السياسية البطريركية للكنيسة ، مع احتفاظهم بالانتماء الروحى الدينى لكنيستهم وعقائدهم التى أبداً لم ولن يخرجوا عن طاعتها بإيمان ..

3. كيف يمكن التعاطف الكامل مع قول خالد صلاح " التيار الإسلامى فى مصر بكل فصائله ( السلفى والجهادى والإخوانى والدعوى ) ، لم يكن يلقى سوى هذه المعاملة اللاإنسانية فى سجون النظام السابق، وأعرف أن هذا التيار كان يلجأ إلى العنف الشديد كرد فعل على هذه الحرب اللاإنسانية التى يتعرض لها فى السجون، دون أن تنتصر له منظمات حقوق الإنسان، أو يشعر به الشارع ، أو يحصل على حقه الكامل فى محاكمة مدنية عادلة " .. فكان ينبغى التفريق بين ظلم يمارسه نظام يمكن أن يرحل فى يوم من الأيام عندما يقرر الشعب إسقاطه ، وظلم يمارسه فصيل من أبناء الوطن على فصيل آخر بناء على الاختلاف الإيديولوجى أو الفكرى أو العقائدى القابل للاستمرار فى الصراع وهتك صرح السلام الاجتماعى على أرض الوطن ..

4. كيف يمكن الاتفاق مع قول مدحت قلادة "خلط خالد صلاح بين تعذيب مبارك لتيار الإسلام السياسى غير عابئ أن هذا التعذيب ليس إرضاء للأقباط بل للنزاع على السلطة.. وللوصول لسدة الحكم ، مندداً: كيف نحاسبهم بأثر رجعى؟!" ، والقارئ لمقال خالد صلاح يتبين أن الكاتب لم يُقرر أن عذابات عناصر تيارات الإسلام السياسى فى السجون لم تكن عقاباً لهم فى كل الأحوال لما يفعلونه مع الأقباط ، أما حكاية خوف نظام مبارك منهم ، فإنها كذبة روج لها النظام ليستخدمهم كفزاعة فى وجه معارضيه بكافة ألوانهم ..

5. أما عن قول قلادة " إن مخاوف الأقباط من السلفيين سوف تنتهى فى حالتين أولهما عند اعتذار كل جماعات تيار الإسلام السياسى عن المذابح وأعمال السرقة والنهب التى حدثت للأقباط "، فإننى أرى أن الثورة يمكن أن تطهرنا جميعاً عند التعرض للمحاسبة فى وطن يكفل للجميع عقد اجتماعى جديد نصيغه معاً ..

6. أما عن حكاية الجاهل الذى قام بقطع أذن أخوه فى الوطن بدعوى إقامة الحد ، فقد أوضح رموز مؤسسة الأزهر ، وكذلك مؤسسة الفتوى أن قطع الأذن ليس من الحدود ، وليس من سلطان أحد من غير أولى الأمر إقامة الحد بهذا الشكل ، وبالمناسبة أذكر أن السيد المسيح رفض أيضاً حكاية قطع الأذن عندما بادر أحد حوارييه بقطع أذن أحد من مارسوا تعذيبه ، وكانت تلك الآية " حِينَئِذٍ تَقَدَّمُوا وَأَلْقَوْا الأَيَادِى عَلَى يَسُوعَ وَأَمْسَكُوهُ.وَإِذَا وَاحِدٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَ يَسُوعَ مَدَّ يَدَهُ وَاسْتَلَّ سَيْفَهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَقَطَعَ أُذْنَهُ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ! "

إننى إذ أشكر لكاتب المقال ، وكاتب الرد أطروحاتهم الهامة المفيدة لتعريضها للحوار والمناقشة ، أتضرع إلى المولى العزيز القدير أن يحفظ أذاننا ، ويصون سمعنا ، وإلا لماذا قامت الثورة ؟!


موضوعات متعلقة :

خالد صلاح يكتب: الإسلام هو دين الحرية والدولة المدنية (أصلاً)..مخاوف الأقباط من السلفيين مبالغ فيها.. ولا يجوز محاسبة التيار الإسلامى على ردود فعله فى سنوات الطغيان طوال حكم مبارك





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة