شاهدت عبر شاشة الفضائية المصرية لقطات من جولة وزير الصحة لأسوان، وفوجئت بكل التصريحات وأقوال المرضى واللقطات من داخل المستشفى تؤكد أن كل شىء تمام وزى الفل كما فى العهد السابق، وهذا أمر خطير لأن زيارة الوزير يجب أن تكون بهدف إزالة معوقات، أو القضاء على السلبيات، وأن تكون مفاجأة وغير معد لها سلفا؛ لأن الهدف هو تصحيح الأوضاع وإثارته عبر وسائل الإعلام، وليس من أجل تلميع الوزير أو طمأنة الناس فقط.
ولن يسىء إلى أى وزير بيان السلبيات فى وزارته، وفضح الإهمال أو التسيب والفوضى، بل بالعكس سوف يكون ذلك دليلاً على الرغبة فى التغيير، ونحن نعلم جميعا أن الأوضاع استمرت لسنوات طويلة ترتع فى حكم الفساد، وترزح تحت سيطرة الفوضى والإهمال.
إن سياسة وسائل الإعلام يجب أن تكون عاملاً مساعداً للقضاء على مظاهر الإهمال واللامبالاة، وليست من أجل تزويق الصورة، لأننا كشعب ندرك تماما أننا نملك خدمات متهالكة فى مجال الصحة والتعليم والزراعة وغيرهم. لقد أصبح خطيراً أن يستمر الصمت من جانب المسئولين والوزراء عن الأحوال السائدة، وعليهم أن يخرجوا علينا بحجم الكارثة، وهذا ليس عيبا بل هى البداية الصحيحة، إن نقص الإمكانات وضعف مستوى المهارات بات أمراً واقعاً يجب أن نعترف به حتى يمكننا تغييره، إننا بحاجة إلى ثقافة المصارحة والمواجهة بعيداً عن التزويق والتلفبق والإلتفاف على الحقائق، إننى أشعر أن الوزراء الآن قد غرقوا فى الملفات والتوقيعات والمجادلات، وانكفأوا على مكاتبهم لمتابعة الأحوال نظريا وورقيا، وهو ما يجب التنبيه إليه، فالوزير يجب أن ينزل إلى المؤسسات التابعة لوزارته، ويتابعها ويستقبل بشكل مباشر مظالم المتعاملين، ولا ينتظر التقارير التى تقدم له صباحا.
أشرف الزهوى يكتب: وداعاً لسياسة "كله تمام وزى الفل"
الخميس، 14 أبريل 2011 03:16 م