سعيد الشحات

مؤامرة مبارك من «العربية»

الثلاثاء، 12 أبريل 2011 12:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنا فى صف نظرية المؤامرة. عند تناول التسجيل الصوتى للرئيس السابق حسنى مبارك الذى أذاعته قناة العربية ظهر الأحد الماضى، ولا أرى أن هذا التسجيل هو عمل مهنى تمت إذاعته لوجه الله والمهنة، وإنما لاستكمال مخطط الثورة المضادة، والمضى قدما فى تنفيذ سيناريو الوقيعة بين الجيش والشعب، وإليكم دليلى على ما أعتقده.

جاءت إذاعة التسجيل بعد ساعات قليلة مما حدث فى ميدان التحرير من اشتباكات، استهدفت النَيْل من سمعة الجيش المصرى، وبعيدا عن تفاصيل ما حدث فى الميدان، والانقسام حول من المسؤول عنه، فإنه من الواضح أن التخطيط من المتربصين بالثورة، كان يتم بطريقة أشبه بموقعة «الجمل»، بمعنى وقوع الاشتباكات فى ميدان التحرير حتى تخسر الثورة مساحة من الرأى العام، ثم يتم بث إذاعة تسجيل مبارك فيكسب الرجل هذه المساحة، وهذا جانب أول فى الموضوع.

أما الجانب الثانى، فيتعلق بالنيل من سمعة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وإظهاره بأن قراراته- فيما يتعلق بمبارك وأسرته- هى حبر على ورق، فالمجلس أعلن من قبل أن مبارك قيد الإقامة الجبرية، بما يعنى أنه لا يستطيع التحرك بحرية، وأن تصرفاته مقيدة، وعليه أن يحصل على إذن مسبق حال رغبته فى القيام بتصرف على وزن التسجيل الصوتى الذى قام به، ومعنى أنه يخالف كل ذلك، فهو يريد أن يقول للشعب المصرى إنه لا توجد إقامة جبرية، وإن قرارات المجلس الأعلى للقوات المسلحة هى فرقعات فشنك ليس أكثر.

أما الجانب الثالث، فيأتى من قناة العربية التى أذاعت التسجيل، فهى تطرح الأمر على نحو أنها تقدم عملا مهنيا، وسبقا حصلت عليه، ولو كان فى حوزة المنافسين لما ترددوا فى إذاعته، لكن الرد على ذلك يتمثل فى أنه لا توجد وسيلة إعلام محايدة، والحرفية المهنية تظل محكومة بمصالح أصحاب هذه الوسيلة، ولا يوجد استثناء فى هذه القاعدة، وفى التطبيق سنجد كل القنوات الفضائية العالمية مارست عملها فى الأزمات الكبرى كما أراد أصحابها، فقناة الـ«سى.إن. إن»، عبرت عن وجهة النظر الأمريكية فى حربى الخليج الأولى والثانية، وتؤيد إسرائيل رغم وحشيتها على حساب الفلسطينيين رغم حقوقهم، وقناة العربية شأنها فى ذلك شأن كل الفضائيات، لها حسابات ومصالح تعبر عن وجهة نظر أصحابها، ولأن السعودية هى مالكة «العربية»، فمعنى ذلك أن التسجيل لم يتم بالصدفة، وإنما جاء باتصالات خلفية تقود إلى أن إذاعته قرار سياسى سعودى، وليست قرارا مهنيا، ويعزز من ذلك ما أعلنه المجلس الأعلى للقوات المسلحة بأن دولة خليجية تضغط من أجل عدم محاكمة مبارك.

لكل هذه الأسباب أقول إن إذاعة «العربية» تسجيل مبارك الذى نفى فيه امتلاك أى أرصدة مالية فى الخارج، لم يكن عملا لوجه الله، أو من أجل المهنة، وإنما من أجل إحداث الانقسام بين الجيش والشعب.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة