سارة علام تكتب: أن تسقط العصا من يد "عمرو موسى"

الأربعاء، 09 مارس 2011 09:01 م
سارة علام تكتب: أن تسقط العصا من يد "عمرو موسى" عمرو موسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء



سارة علام

لا يصدق أعقل عاقل أو أنبه نبيه، أن شباب الثورة أحرجوا دبلوماسياً بحجم عمرو موسى، الذى صال وجال فى بحور السياسة، يتنقل بين مقاعدها وسفاراتها منذ ما يقرب من 50 عاماً، فهو حين دخل القاعة ووجد أمامه الحشود تتدافع على الأبواب والسلالم والطرقات لسماعه، ظن أنه كسب المعركة مبكراً وأن كاريزما القائد التى يمتلكها ستأسر الشباب ببضع كلمات وهتافات تناسب طبيعة المرحلة، إلا أن موسى حين تكلم أسقط عصاه السحرية من يده، ووقف كتلميذ خائب فى فصل الفائقين، كلما سئل سؤالاً أجاب بما لا يعجب زملائه، فزادوا عليه وصححوا له، فهو حين تكلم فى الربع ساعة الأولى قال كلاماً عاماً وواسعاً لا يختلف عليه مصريان، وكان الحضور يقاطعه بالتصفيق، فإذا قال سأحارب الفساد صفقوا، وإذا قال مشروع لإسكان الشباب هللوا، وإذا قال دعم العلاقات الأفريقية ودول حوض النيل واصلوا التصفيق، واستقرت أموره على ذلك حتى جاءت ساعة السؤال وبدأ "محمد الصاوى" مدير ساقية الصاوى فى توجيه الأسئلة التى يرسلها الشباب، إلا أنه بدا هو الآخر غير قادر على محاورة موسى أو توجيه سؤال محدد له، بل كان يسأله بطريقة إيحائية على طريقة ما رأيك فى البطالة؟ فيجيب موسى أنها مشكلة عالمية وسأحارب البطالة، وماذا عن الفقر؟ سأقضى على الفقر.

وفجأة ظهر الميكروفون فى أيدى الشباب كمارد جاء ليعكر صفو موسى، وكان السؤال الأول عن لقائه التليفزيونى الشهير منذ 6 أشهر، الذى أعلن فيه تأييد مبارك، وعن زيارته لميدان التحرير عندما طالب الشباب بالتهدئة قبل رحيل الرئيس، فأجاب نافياً رغم أن اليوتيوب لا يكذب ولا يتجمل، وقال إنه خُير بين جمال مبارك وأبيه، لأن المادة 76 لم تكن لتسمح بترشح أحد غيرهما فاختار مبارك الأب، وقال إنه لم يدعُ الشباب للتهدئة إبان الثورة، إنما هتف تحيا مصر، ولكن الصحف زورت أقواله! فصاح الشباب "كنا هناك".

كان يمتلك فرصة نادرة لكسب ولاء الجميع، لكنه أصر على إهدارها، كان عليه أن يعترف باحترامه للرئيس الذى عمل معه وإن كان يختلف مع سياساته، كان أمامه أن يقول "نعم طلبت التهدئة خوفاً على مصر إن فشلت الثورة وتراجعت بعد أن أذهلنى النجاح فى الأيام التالية"، فلماذا لم يتطهر من كذب النظام السابق ويغتسل ببراءة الثوار وطهرهم؟ ويجيب بشجاعة!

صدمنى أكثر حين تحدث عن علاقتنا بإسرائيل واتبع "اللف والدوران" منهجاً فى حديثه، فلم يذكر "كامب ديفيد" التى كنت أريد أن أطمئن على استمرارها أو استعد لإلغائها.

صاح وقال "لن أكون مبارك الجديد"، بينما كان مبارك يظهر فى أفق القاعة كشبح يهدد شعبية موسى، لا لأنه كان وزيراً فى نظامه، بل لأنه تحدث بلغته فى عصر لا يحتمل مبارك وخطاباته.

وكانت قمة الكوميديا عندما سأله الشباب عن مواقفه فى الجامعة العربية وثورة ليبيا واحتدوا عليه، فغير الصاوى دفة الحديث وسأله عاوزين نعرف رأيك فى الصعيد؟ شعرت أن الصعايدة هنود وليسوا مصريين ليسأل عنهم وكأنهم قضية منفصلة، ووقتها تذكرت بلوفر "أحمد شفيق" الذى جاء لنا بالصاوى وزيراً للثقافة وضحكت.

لن أضيف إليكم مزيداً من الإحباط، وأنا التى دخلت اللقاء تحلم بموسى وترفض البرادعى، وخرجت محبطة من الأول، وأحاول أعيد النظر فى مستقبل مصر دون البرادعى أيضاً.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة