د.حمزة زوبع

ليس بالكاريزما وحدها!

الخميس، 31 مارس 2011 07:58 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثيرون يتوهمون أن المجد السياسى يمكن صناعته من خلال التركيز على الصورة أو الصوت أو الشكل، وهى عناصر ولا شك مهمة لصناعة الصورة الذهنية للأفراد تحديدا، ولكن كان ذلك مقبولا ومطلوبا ومؤثرا فى الشعوب قبل ثورة المعلومات، حيث كان بمقدور أى سياسى درس بالخارج أو حتى سافر للخارج وتعلم بروتوكولات التخاطب وفنون الاتيكيت ثم عاد إلى شعبه بزى وهيئة مختلفة ، أما اليوم فلم يعد الزى المهندم ولا نوع الكرافتة التى يرتديها ولا اسم السيجار الذى يمسك به ولا حتى نوع العبارات الدبلوماسية والكلمات المختارة بعناية مهماً، لأن الشعوب جربت الكثير والكثير من سياسات " الكلام" ولا أظن أن هناك من هو أبرع من زعماء "لجنة السياسات" المنكوبة ومعهم رئيسهم المخلوع وكلهم بلا استثناء متحدثون مهرة، لكنهم جميعا سقطوا لأن الشعب لا يريد زعماء سياسيين يعتلون المنصات ويشبعونه خطبا وكلمات وعبارات رنانة.

التركيز على قوة الشخصية سلاح ذو حدين، فهو من ناحية مهم ومطلوب وحيوى لإدارة شئون البلاد، ولكنه أيضا قد يكون معبرا عن طموح زائد واعتداد بالنفس يقتل كل محاولات العمل كفريق وهذا مدخل من مداخل الاستبداد.

أقول هذا الكلام بمناسبة ترشيح السيد عمرو موسى نفسه لانتخابات الرئاسة، وهذا حق مشروع وطبيعى لكل مواطن، لكننى ومن خلال متابعتى لما يقوله فى حواراته التلفزيونية ومقابلاته الصحفية أجده يعتمد كثيرا على ما سبق، وإن جرب وفشل .. الكاريزما ...
الكاريزما قد تكون نعمة وقد تكون نقمة، فتاريخ عمرو موسى السياسي( لا الدبلوماسى) ليس به شىء براق أو آخاذ كما يقول أهل اللغة، وقد حاول فى عدة مقابلات أن يظهر كسياسى معارض ولكنه فشل فى إثبات معارضته للنظام، بل للنظم العربية، وظل متمسكا بوظيفته الدبلوماسية حتى فى أسوأ الأوقات التى مرت على الجامعة العربية، وكان بمقدوره أن يستقيل، وقد أتيحت له فرصة ليصنع تاريخا سياسيا مميزا ولكن فضل البقاء مع السلطة سواء فى مصر أو فى العالم العربى.

لو كنت مكانه لتناولت فطورى على عربة فول مدمس فى عشوائيات منشأة ناصر، ولذهبت إلى محل كشرى فى ضواحى شبرا الخيمة، ثم ذهبت إلى محطة مترو الأنفاق فى إحدى ضواحى المعادى.
لو كنت مكانه لحملت حقيبتى وركبت قطار الصعيد وتوجهت إلى أحد النجوع فى قنا أو سوهاج أو أسيوط، وتحدثت مع الناس البسطاء لأعرف حقيقة ما يدور على أرض مصر.
لو كنت مكان عمرو موسى لاختفيت من على شاشة التلفزة وظهرت على شاشة قلوب الناس من خلال المزيد من المعرفة عن همومهم واحتياجاتهم ... ولامست عن قرب لا عبر الصحف قضاياهم ...
لو أراد عمرو موسى أن يكسب قلوب الناس وعقولهم فعليه أن ينزل إلى الشوارع ، ويتجول فى الحوارى.. ويمشى فى الأزقة ويتحاور مع الطلبة فى المدرجات ويتحمل أسئلتهم ثم بعدها يقرر: هل يكمل المسيرة أم أن الموضوع غاية فى الصعوبة؟!
مصر محتاجة رئيس يخدمها ...وليس رئيس تخدِّم عليه ...!

آخر السطر
الحياة يا صاحبى
صعبة ومش سهلة
وكلام السياسة حلو
لكن الفعل بيكون أحلى !
وعجبى





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة