لم أكن أتوقع حالة الرضا والفرحة "الغاضبة" التى انتابت بعض الجماهير التى كنت أتابع معها مباراة مصر المهمة أمام منتخب جنوب أفريقيا فى لقاء الفرصة الأخيرة للصعود لبطولة الأمم الأفريقية 2012.. ورغم أن فريقنا أضاع أهدافاً بشكل غير طبيعى وغير متوقع وغير مسبوق.. ورغم أننا كنا فى حالة هجومية مستمرة فى أغلب الشوط الثانى.. إلا أن الهدف الذى دخل مرمى عصام الحضرى حارس المنتخب المصرى فى الوقت بدل الضائع من المباراة كان أشبه بالصاعقة الكهربائية التى هزت المشاهدين الذين كنت أجلس بينهم، ولكن هذه الصدمة أصابت غالبيتهم بالهتاف والفرحة غير المتوقعة.. فتعجبت وسألت أليس هذا هو المنتخب الذى كان فى السنوات القليلة الماضية تخرج من أجله الجماهير تهتف وتحمل أعلام منتخب مصر وتنشد أغنية الفنانة شادية "يا حبيبتى يا مصر"؟.. ماذا جرى بالضبط ولماذا انقلبت الجماهير على أولاد شحاتة؟..لم أنتظر كثيراً حتى بادرنى أحد شباب الحضور قائلاً: الهزيمة أفضل لنا من الفوز، فالكرة غيَّبت عقول المصريين كثيراً وساهمت فى جلوس مبارك وحاشيته على كرسى حكم مصر كثيراً وكانت وسيلة لإلهاء الشعب المصرى وأجلت فتح كل الملفات الهامة وغطَّت على كل مساوئ هذا الحكم البائد الفاسد.
وعلق آخر: لا أخفى سعادتى وشماتتى فى هؤلاء اللاعبين وجهازهم الفنى الذين ساندوا الحكم المستبد وآل مبارك وذهبوا يهتفون له فى ميدان مصطفى محمود، ولم يتحركوا أو يضمدوا جراح شهداء ثورة 25 يناير.. وعلق آخر أن هناك ملفات وقضايا نعيشها الآن أكثر أهمية من كرة القدم، فهناك مخاوف شديدة تهدد الثورة وهناك "رِدَّة" وثورة مضادة..وآخر علق قائلاً: لقد رفعنا الأعلام وغنينا الأناشيد الوطنية فى ميدان التحرير من أجل مصر ومستقبلها وليس من أجل كرة القدم، واختتم مشاهد قائلا:ً بالله عليك لماذا يغضب شحاتة وأعوانه عندما فكر شحاتة فى تخفيض رواتبهم؟..أليس من الواجب الوطنى أن يكونوا أول المتبرعين بتلك الرواتب الباهظة من أجل دعم الاقتصاد المصرى؟.. يا أستاذ ليتك تفتح ملف ثروات هؤلاء الذين تربحوا بشكل غير عادل فى كرة القدم والذين استثمروا نجوميتهم وتقربهم من حاشية مبارك واستولوا على تأشيرات عمل وأراضى وأشياء أخرى.. فقلت لهم: ربما تكون هى المرة الأولى التى أجد فيها أفراح الهزيمة تغلب علينا.. ولكن يبدو أنها بداية عهد جديد ونهاية جهاز فنى يرحل مع آل مبارك.. وذلك أفضل.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة