أحلام المصريين بعد ثورة 25 يناير

الأحد، 27 مارس 2011 10:50 م
أحلام المصريين بعد ثورة 25 يناير ثورة 25 يناير
كتب أمين صالح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أحد يستطيع أن ينكر أن أحلام المصريين فى الخامس والعشرين من يناير الماضى تختلف كثيرا عن أحلامهم فى اليوم السادس والعشرين من نفس الشهر، فكل يوم قد يطول بنا الخيال إلى ما هو أبعد من خيال اليوم الماضى، وإذا كانت هناك مطالب عامة يميل إليها الشعب بطوائفه المختلفة، وإذا كنا نحلم بعيشة هنية تمتلأ بمزيد من الديمقراطية المصحوبة بالعدالة الاجتماعية وإذا كنا نطالب بدستور جديد فهناك كثير من المصريين لم ترق مطالبهم حتى الآن إلى ذلك.

هناك أحلام قد تكون على درجة عالية من الصعوبة بالنسبة لإنسان ما فى الوقت الذى قد نراها أسهل مما نتخيل وقد ينساها الخيال الواسع لأحلامنا فى خضم المطالب الجمة التى يتمناها الشعب المصرى بعدما أصبحت شرعيته الثورية هى مصدره الأساسى فى تحقيق مطالبه.

من هذه الأحلام البسيطة حلم بسيط يحلم به "عم فارس" الذى يبلغ من العمر 61 عاما ولديه ابن لم يتجاوز الثلاثين من عمره إلا أنه يعانى من مرض خطير بالكبد يحتاج فيه فقط سبعمائة جنيه ثمنا لحقنة تساعد فى درء تليف الكبد وحينما سألته عن حلمك قال"نفسى أشوف ابنى سليم أنا يئست بصراحة كل أما أخبط على باب يرفضنى هسألك سؤال يابنى لو أنا ممثل أو حد مشهور كنت هتسيبه ابنه كدا كمان أنا معايا تأشيرة من الوزير بالعلاج على نفقة الدولة إلا أنها لم تنفذ حتى الآن" وعند هذا الحد ينتهى حلم عم فارس فقط عند سبعمائة جنيه.

أما أحمد عثمان الطفل الصغير الذى لم يتجاوز الثامنة من عمره فيرى فرقا شاسعا بين صورة مصر فى كتاب مدرسته وبين صورتها التى يراها عليه حين ينزل إلى الشارع ويقول"أنا شفت مصر فى الكتاب كان لونها أخضر ونيلها أزرق والشارع نضيف بس كل لما أنزل الشارع أشوف زبالة كتير خصوصا وأنا راجع من المدرسة فى شارع الوحدة بإمبابة" وينتهى حلم أحمد الصغير برغبته فى أن تكون مصر الكتاب هى مصر الشارع.

فيما رغب مصطفى السعيد وهو أيضا طفل صغير لم يتجاوز التاسعة من عمره أن يرتدى زى ضابطا بالجيش المصرى ويمشى به فى الشارع حتى يهتف له المصريون كما يهتفون لضباط الجيش مرددين "الجيش والشعب أيد واحدة".

وبالنسبة لمنى رجب 25 عاما فيراودها حلم واحد يتمنى أن تعيش فيه بخيالها إن لم تعش هى فيه بواقعها وهو الزواج من رجل مصرى خالص يتبرع بنصف مرتبه شهريا من أجل شراء طعاما يوزعه على أخواتها من المصريات اللاتى لا تمتلكن المال وحينما يراهما طفلهما التى تتمناه من الله يحذو حذوهما وبعدها تفتخر بأنها أم لطفل مصرى خالص يساعد أخواته المصريين ويؤدى ولو بقدر ضئيل جميل مصر عليها على حد قولها.

فى النهاية قد تكون هذه الأحلام بسيطة وقد تكون أقل بكثير من أحلامنا التى نحلم بها كمصريين بعد ثورة يناير إلا أنها ستظل أحلاما تراود الكثير منا على الأقل فى الوقت الحاضر ولعل القادم خيرا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة