كلب "أصحاب الكهف" و"براقش" و"لايكا" الأشهر فى التاريخ

الأربعاء، 23 مارس 2011 11:58 ص
كلب "أصحاب الكهف" و"براقش" و"لايكا" الأشهر فى التاريخ الكلبة لايكا
كتب محمد فهيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعد كلب أصحاب الكهف الأشهر والأقدم فى التاريخ الإنسانى القديم، وتأتى الكلبة براقش على قائمة الأشهر فى عصر التاريخ الوسيط، أما الكلبة الروسية لايكا فهى الأشهر على الإطلاق فى التاريخ الحديث.

ذكر القرآن الكريم قصة أصحاب الكهف الذين فروا بدينهم من بطش أحد الملوك الجبارين، ودخلوا أحد الكهوف، وكان يصحبهم كلبهم وضرب الله تعالى على آذانهم النوم، وكانوا هم وكلبهم آية من آيات الله تعالى لعباده بعدما استيقظوا ووجدوا الشيب قد دب فى وجوههم فعلموا أنها حكمة الله فيهم.

أما الكلبة "براقش" التى ارتبط اسمها بالمثل العربى الشهير "جنت على نفسها براقش"، وهى كلبة كانت فى إحدى القرى الجبلية فى المغرب العربى، وكانت تحرس المنازل من اللصوص وقطاع الطرق، وإذا دخل القرية غرباء فإنها تنبح عليهم وتهاجمهم حتى يفروا، وكان صاحب "براقش" قد علمها أن تسمع وتطيع أمره، وإذا ما أشار إليها بأن تسمح لضيوفه بالمرور سمعت وأطاعت، وأن أمرها بمطاردة اللصوص انطلقت كالصاروخ، وبذلك عاش أهل القرية بأمان وسلام.

وفى أحد الأيام جاء للقرية مجموعة من الأعداء، فبدأت "براقش" بالنباح لتنذر أهلها الذين سارعوا بالخروج والاختباء بإحدى المغارات القريبة، حيث إن عدد العدو كان أكثر من عدد أهل القرية، وفعلا خرج أهل القرية بسرعة واختبأوا بالمغارة، وبحث الأعداء عنهم دون جدوى، ولم يتمكنوا من العثور عليهم، فقرروا العودة خائبى الرجاء، ففرح أهل القرية واطمأنوا بأن العدو لن يتمكن من قتلهم.

وعندما رأت "براقش" بأن الأعداء بدأوا بالخروج من القرية بدأت فى النباح الشديد، وحاول صاحبها أن يسكتها، ولكن دون جدوى، عند ذلك عرف الأعداء المكان فذهبوا إليهم وقتلوهم جميعاً بما فيهم براقش، ولذلك قالوا فى المثل "جنت على نفسها براقش".

تأتى الكلبة لايكا على القائمة الأهم والأشهر فى العصر الحديث، فمنذ حوالى 54 عاماً وتحديداً فى 3 نوفمبر 1957، أرسلت الكلبة لايكا إلى الفضاء داخل مركبة سوفيتية لتدفع بذلك حياتها ثمنا لتمهيد طريق الفضاء أمام الإنسان، فبعد شهر من إطلاق أول قمر صناعى "سبوتنيك 1" فى 4 أكتوبر من نفس العام، أعاد السوفيت الكرة مع "سبوتنيك 2" الأثقل وزناً والأكثر تعقيدا، حيث حملت هذه المرة كلبة.

وكان هدف السوفيت من هذه الرحلة مع اقتراب الذكرى الأربعين لثورة 1917 البلشفية إثبات تفوق الاتحاد السوفياتى التكنولوجى على منافسه الأمريكى، مع الاستفادة من التجربة لمعرفة ما إذا كان الكائن الحى يمكن ان يتحمل البقاء فى الفضاء، وفى يوم الأحد 3 نوفمبر1957 تركت لايكا الأرض فى رحلة بلا عودة بعد أن وضعت أمام آلة تصوير مرتدية سترة مجهزة بمعدات لرصد معدل نبضات القلب وضغط الدم والتنفس.

واستناداً إلى المعلومات الرسمية، فإن لايكا تحملت جيداً رحلتها حتى ارتفاع ألف و600 كلم، إلا أن غموضاً مريباً اكتنف لحظاتها الأخيرة، مع إعلان نجاح المهمة التى يفترض أنها استمرت من سبعة إلى عشرة أيام.

وتطلب الأمر الانتظار 45 عاماً وفى مؤتمر حول الفضاء فى الولايات المتحدة عام 2002 عرف العالم من خلال أحد مسئولى الرحلة ديميترى مالاشينكو الباحث فى معهد الطب الحيوى فى موسكو أن لايكا ماتت بعد بضع ساعات من المعاناة التى بدأت بمجرد انطلاق المركبة، فقد ذعرت الكلبة من هدير وارتجاج الصاروخ القاذف وأخذت ترتعد وقلبها ينبض بأسرع ثلاث مرات من المعدل الطبيعى، قبل أن يعود الهدوء إلى المركبة مع دخولها المدار، فتهدأ الكلبة، إلا أن مشاكل تقنية لم يمكن التغلب عليها ظهرت بعد قليل

فقد انتزع جزء من العازل الحرارى للمركبة خلال انفصال صاروخ الإطلاق عنها. وبعد أربع ساعات بلغت حرارة المقصورة 41 درجة مئوية بدلا من 15 لتستمر فى الارتفاع. وبعد خمس ساعات من الإقلاع لم تصدر عن لايكا أية إشارة تفيد بأنها على قيد الحياة، واستمرت مقبرة لايكا الفضائية تدور حول الأرض حتى 14 أغسطس 1958، قبل أن تفنى فى الطبقات الكثيفة للغلاف الجوى.

وبذلك باءت المهمة بفشل جزئى، إلا إن ما وفرته من معلومات أتاحت إرسال كلاب أخرى إلى الفضاء، وإعادتها هذه المرة سالمة إلى الأرض، وذلك قبل تحول حلم إرسال إنسان إلى الفضاء إلى حقيقة مع انطلاق يورى جاجارين إلى الفضاء الخارجى فى 12 أبريل 1961.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة