من حق كل مصرى أن يقول نعم أو يقول لا فى أى استفتاءات حالية أو انتخابات مستقبلية، ويحق له الاختيار بين مرشحى مجلسى الشعب والشورى ورئاسة الجمهورية بدون ضغوط نفسية أو بدنية، وليس من حق أى تيار سياسى أو دينى يريد أن يلعب سياسة أو فرد أن يكفر الآخر المعارض له أو يخونه، أو يعمل على حظره وإقصائه من الساحة السياسية، أقول ذلك لأنه وبالرغم من العرس الديمقراطى الذى شهده المصريون فى الاستفتاء -ولم يصدقوا أنفسهم وهل هم فى حلم أم فى علم- والطوابير الطويلة التى لم نشاهد مثلها من قبل فى أى انتخابات إلا إذا كانت طوابير لشراء الخبز أو شراء أنبوبة بوتاجاز، رأينا بعضا من التجاوزات التى لا تفسد العرس الديمقراطى بقدر ما تنغص على أهل الفرح وأحبائهم وأقربائهم.
هذه التجاوزات طالت الدكتور محمد البرادعى من جانب بعض البلطجية كما قيل، أو طالت أشخاصا تم رميهم بالكفر من جانب عدد من السيدات، لأنهم صوتوا ضد التعديلات الدستورية، والمناوشات بين سلفيين وحركة 6 إبريل، وقديما قيل فى أدبيات الخلاف الفكرى "إن الخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية"، وأظن والله أعلم أن ما حدث من تجاوزات سببه أننا حديثو عهد بالديمقراطية ولم نصدق أن بإمكاننا قول ما نريد بأعلى صوت دون أن ننظر إلى الخلف ليهجم علينا أحد مؤيدى الحزب الوطنى ويأخذ بخناقنا هو وجماعته من البلطجية أو يقوم أحد أفراد الأمن باللازم ويوجهنا بأدب جم وأريحية شديدة إلى الوجهة الصحيحة فى التصويت أو يصوت بدلا منا بذريعة "ما تتعبش نفسك يا باشا إحنا ها نقوم بالواجب وزيادة ما تقعد تشرب شاى"!.
ولا أدرى ما السر فى أن الدكتور محمد البرادعى هو الذى ينال دائما عناية كبيرة من بعض الناس ومن الحب الجانب الأعظم، الأولى عندما كان الدكتور علاء الأسوانى فى نقابة الصحفيين وخرجت منه كلمة أن الدكتور محمد البرادعى هو مفجر ثورة الخامس والعشرين من يناير، إلا وعينك ما تشوف إلا النور وانقض عليه البعض يريد أن يهدم المنصة بمن عليها وما عليها ولم يتخلص الدكتور الأسوانى من الهجوم إلا بشق الأنفس وبعد تدخل أولاد الحلال حتى يفصلوا بين القوات، والثانية كما ذكرت عند الاستفتاء والقيام برميه بالحجارة والطوب، وعندما ركب سيارته كسروا زجاجها الخلفى فى مشهد لا يليق أبدا بمن سيدخلون إلى مدرسة الديمقراطية برقيها ونزاهتها، وإذا كنا ننادى بدولة مدنية وليس دولة بوليسية أو دينية، فلا يحق لأحد أن يرمينى بطوبة فى رأسى أو سيارتى أو يكفرنى أو يخونى إذا قلت نعم أو قلت لا ، رغم أنى صوت بنعم فى قلبى ليس خوفا -والعياذ بالله- من الطوب أو الحجارة أو التخوين، ولكنى قلتها فى قلبى وهذا أضعف الإيمان لأننى خارج مصر، وكنت أتمنى أن أكون حاضرا فى هذه اللحظة التاريخية ليس لشىء إلا من أجل رؤية انعكاس موافقتى على التعديلات الدستورية على وجوه أصدقائى وأحبائى الذين سيقولون لا وهل سيتقبلون نعم منى بدون زعل أم سيكشرون فى وجهى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة