سعيد الشحات

لا.. ونعم.. للتعديلات الدستورية

الخميس، 17 مارس 2011 02:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد غد السبت، سيتوجه ملايين المصريين ليقولوا لا أو نعم للتعديلات الدستورية، سيذهب الناخبون إلى الصناديق لوضع أصواتهم بحرية كاملة، وتحت إشراف قضائى عاد إليهم بعد أن منحوه الثقة فى دورتين سابقتين من انتخابات مجلس الشعب عامى 2000 و2005، سيذهب الناخبون ليغسلوا عار الاستفتاءات التى مرت عليهم زمنا طويلا، وكانت نتيجتها 99%، سيذهب الناخبون بعد أن وضعتهم ثورة 25 يناير طرفاً رئيسياً فى تحديد مصير مصر وطنا وشعبا.

سيذهب الناخبون إلى صناديق الانتخابات بعد أن خاضوا جدلاً راقياً حول هذه التعديلات، جدلاً ليس فيه لغة تخوين، أو اتهامات بالعمل وفقا لأجندات خارجية، وهو الجدل الذى أغرقنا النظام السابق فيه زمناً طويلاً.

سينتهى الاستفتاء بـ "نعم" أو"لا" للتعديلات، وفى الحالتين ستخرج مصر فائزة، لأن إرادة الشعب المصرى هى التى حددت النتيجة، وهى التى ستقول كلمتها، وهى التى ستضرب المثل للعالم كله، فى أنه شعب يليق به الديمقراطية قولا وفعلا، وأن الذين سرقوه فى الماضى كانوا جملة اعتراضية فى تاريخ هذا الشعب العظيم، لا يمكن العودة إليها مرة ثانية نهجا وأشخاصا.

أما فيما يتعلق بأيهما أفضل، "نعم" أو"لا" على التعديلات، فليسمح لى القارئ أن أنقل له قصة اتصال بينى وبين صديقى وبلدياتى فى طوخ قليوبية الناشط السياسى الرائع عبد الحليم يحيى، نقل لى حيرته بين الرأيين، وهو الذى يمتلك وعياً ناصعاً يقوده بسهولة إلى تحديد موقفه، لكنه وجد نفسه كغيره من ملايين المصريين حائراً بين منطقين محترمين لديه، أحدهما يرفض، والثانى يوافق، وفى الوقت نفسه وجد ابنه أحمد الذى كان ضمن شباب الثورة قد حسم أمره بـ"نعم".

وأهم ما فى هذه القصة مع الصديق عبد الحليم وعلى بساطتها، أنها تلقى الضوء على أن ثورة 25 يناير، جعلت الديمقراطية وعاء تتبارى فيه الأسرة المصرية حول شئون الوطن السياسية، كما أنها تشير إلى أنه ليس من الصحيح قياس النتيجة النهائية للاستفتاء على أرضية أنها انتصار لتيار معين امتلك القدرة على الحشد للتعبير بـ "نعم" أو "لا"، فعبد الحليم وابنه شاركا بفاعلية فى الثورة بوازع وطنى أولاً وأخيراً، ويستكملان دورهما بنفس الوازع، وهو نفس ما لاحظته فى عموم قرى مركز طوخ، والخلاصة أننا سنشهد تصويتاً فيه خليط يقوم جزء منه على أساس الالتزام بالانتماء إلى تيارات سياسية، لكن الغالبية سيكون رأيها من "دماغها"، أى خارج هذه التيارات، وبالتالى علينا أن نحترس من عقم الجدل المتوقع حول أيهما كان له الفضل فى نتيجة الاستفتاء.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة