حينما أشاهد الشيخ كرم زهدى أمير الجماعة الإسلامية والشيخ عبود الزمر القيادى الجهادى على شاشة جميع التليفزيونات المصرية الحكومية والخاصة، يلح على ذهنى سؤال: متى يعود نائب زعيم تنظيم القاعدة الدكتور أيمن الظواهرى إلى مصر من أفغانستان؟
طبعاً السؤال فيه الكثير من السخرية، فالظواهرى مطلوب للولايات المتحدة الأمريكية، باعتباره العقل المفكر والمدبر للكثير من العمليات، ومنها الهجوم على أهداف متعددة بالطائرات فى الولايات المتحدة فى 11 سبتمبر 2001، وبالتالى فإن عودته لمصر للحاق بزملائه القدامى أمر غير جائز، لأنه بمجرد ظهور الظواهرى فى أى مكان سيتم القبض عليه ومحاكمته.
لكن الساحة السياسية المصرية أصبحت تمتلئ بالتيارات الدينية، منها الإخوان والسلفيون والصوفيون والجماعات الجهادية مثل الجماعة الإسلامية والجهاد وغيرهم، ممن أعلنوا صراحة عزمهم تأسيس أحزاب سياسية والمشاركة الفاعلة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة.
من حيث المبدأ أعتبر إطلاق عبود الزمر وابن عمه طارق حقاً تأخر كثيرا، فالزمر صدر بحقه حكمان، الأول بالسجن 25 عاما والثانى 15 عاما، فى قضيتى تنظيم الجهاد واغتيال الرئيس أنور السادات عام 1981، وحسب القانون يجرى تطبيق العقوبة الأشد أى 25 عاما سجنا، والعام القضائى يوازى تسعة أشهر، أى أنه كان يفترض أن يقضى بالسجن 20 عاما فقط، ومع ذلك قضى فوقها عشرة أعوام بالسجن دون مبرر.
ولا أتعامل مع عبود باعتباره قاتلاً، وإنما مواطن قضى عقوبة، وكان ينبغى أن يخرج للحرية فور انتهائها، لكن ذلك لم يحدث حتى أصدر المجلس العسكرى أمراً بإطلاق سراحه، لكننى فى أشد الخوف مما قاله عبود الزمر بعد خروجه من السجن، فهو يجيز استخدام العنف ضد الحاكم إذا استخدم العنف، وبالتالى يعنى هذا تراجعاً عن المراجعات التى تمت فى السجون، واعترف خلالها قادة الجماعة الإسلامية بالخطأ فى اللجوء للسلاح، واعتذروا عن قتل المواطنين وحتى قتل الرئيس السادات.
لكن ما يقوله الزمر يشير إلى تراجع عن المراجعات، فى إشارة ليست خافية إلى أنها صدرت فى ظل ظرف مختلف حيث كانوا فى السجون، أى تحت ضغط، ومن ثم استخدموا مبدأ التقية الذى يجيزه الشيعة، وهو ما يعنى أن تظهر جماعات الإسلام السياسى غير ما تبطن فى زمن الشدة أو تحت الضغط.
مبروك لعبود وطارق الزمر حريتهما وعودتهما للحياة، لكن وجود كل هذه الفصائل الدينية على الساحة السياسية يصيبنى ويصيب غيرى بالرعب الشديد والخوف على مستقبل هذا الوطن.
mhamdy12@yahoo.com