د.حمزة زوبع

هل يسير القطار على الأسفلت؟!

الإثنين، 14 مارس 2011 07:40 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بمشيئة الله تعالى أخطط أن أكون فى القاهرة لأشارك فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية الجديدة.. سأذهب إلى صندوق الاستفتاء لأشم رائحة الحرية تنبعث من بين جوانبه .. بعد أن ظل لعقود عفناً وكريهاً وكئيبا ومظلما ناهيك عن كونه مزيفاً.
سأصوت وليس إلى جوارى ضابط شرطة يفزع الناخبين بنظرات عينيه المليئة بالغيظ والحقد رغم أنهم يمارسون حقهم الدستورى .. سأصوت وليس حولى ضابط أمن دولة ينظر بقرف إلى الناس ويتحدث إليهم من طرف أنفه.. ومن حوله مجموعة من صبيانه الذين ينتظرون بفارغ الصبر أوامره باقتحام المقرات واللجان واعتقال الناخبين والمرشحين.
سأذهب إلى لجنتى التى حرمت رؤيتها على مدار سبعة عشر عاما أو يزيد .. سأذهب لأتذكر أمى عليها -رحمة الله- يوم أن وقفت على باب إحدى اللجان الانتخابية فى شبرا الخيمة لتمنع بلطجيات الشرطة وهن يعتدين على الأخوات اللواتى قررن التصويت لصالحى فى انتخابات المحليات عام 1992 .
سأذهب لأقول لأمى فى قبرها – نامى وقرى عينا يا أمى فقد جاء اليوم الذى نذهب فيه رجالا ونساء إلى مقار الانتخابات ولا يمنعنا من التصويت مانع، ولا يحول بيننا وبين أصواتنا حائل.
سأقول نعم وليس بينى وبين الصندوق بلطجى ولا من خلفى راشٍ ولا فى مواجهتى مبتز .. سأقول نعم وأنا حر الإرادة فى وطن حر كريم .. ما أحلاك يا وطنى ..لن أتردد فى دعم التعديلات وإن كانت غير كافية ولن أرفضها وإن رأيت أننا نستحق أكثر وأكثر، لكننى سأدعمها وأناشد أصدقائى وإخوانى وأهلى وقومى أن يدعموها تمهيدا لانتخابات برلمانية نزيهة وانتخابات رئاسية أكثر نزاهة وشرفا.
سأقول نعم لأننى أريد أن أقول شكرا لقواتنا المسلحة التى وعدت فأوفت، وأنا بقولى نعم أساعدها لكى تعود إلى مواقعها لتحرس الحدود وتعد القادة وتعيد لجيشنا مجده وعزه، لا أن يقف جنودها وقادتها ليحرسوا الطرقات والشوارع فما لهذا جعلت الجيوش.
نعم للتعديلات التى تقلص من فترة بقاء الرئيس فى السلطة وتفتح الأبواب أمام الراغبين فى الترشح للرئاسة وتلزم البرلمان الجديد بعمل دستور جديد.
سأقول نعم للتعديلات التى تضمن لى خطوات جادة على الطريق.. خطوات ملموسة فى وقت قصير.. إنجاز يشعرنى بأن الثورة أتت بعضاً من أكلها.. هذه التعديلات ستبقينا على قيد الحياة وتمنحنا قبلة الأمل وتدفع الدماء فى عروقنا من جديد، حتى تأتى ساعة الانتخابات البرلمانية ليعود حق التشريع إلى أهله.. وتدور عجلة الإصلاح من جديد.
لا مصلحة لنا فى تعطيل الحياة وتأجيل الإصلاح بحجة أن الإصلاح يجب أن يكون – حتة واحدة - وإلا فلا !
المصلحة الحقيقية للجميع فى البدء دفع عجلة العمل وإعادة الحياة إلى طبيعتها ومساعدة الجيش لكى يعود إلى ثكناته مشكورا .. أما غير ذلك فأفهمه على أنه انتظار لا طائل منه فقطار الإصلاح يجب أن يوضع على القضبان وليس على الطريق السريع !
قطار الإصلاح لن يسير خطوة واحدة ولو ظل ألف عام موضوعا على طريق أسفلتى ولو كان ممهدا.
اتركوا قطار الإصلاح يمضى ولو ببطء على قضبانه .. قبل أن تخسروه إلى الأبد!






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة