ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على صدر صفحتها الرئيسية أن النظام المصرى ضحى بأحمد عز، رجل الأعمال الشهير وأمين تنظيم الحزب الوطنى السابق، وتخلى عنه فى محاولة لتهدئة المتظاهرين، لا سيما بعد أن وجه آلاف المصريين غضبهم ضد رموز الدولة أواخر الشهر الماضى، وأشعلوا النيران فى مراكز الشرطة، ومقرات الحزب الحاكم، ومبنى شركة عز، الذين أشعلوا فيه النار ثلاث مرات.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن عز، وهو صديق لمبارك الابن، مثل لسنوات طويلة تزاوج المال والسياسة والسلطة، فهو تحكم من ناحية، فى ثلثى سوق الحديد، وكان أمين تنظيم الحزب، وعضو فى البرلمان وأدان بالولاء للحزب الحاكم، وذهبت إلى أن الاستياء العام حيال الثروة التى استحوذ عليها هؤلاء الذين تدعمهم السياسة، كان المحرك الرئيسى الذى أشعل فتيل الانتفاضة التى تعيد بالفعل تشكيل معالم القوة.
ورأت "نيويورك تايمز" أن عالم عز سرعان ما انهار، بعدما ألقى النظام بطائلة اللوم عليه فى محاولة لإنقاذ نفسه من غضب المتظاهرين الجم، ويخضع الآن للتحقيق لاتهامه بالفساد، وتم تجميد أرصدته، وحرم من السفر. ورغم أنه أنكر الاتهامات الموجهة إليه بالفساد فى الماضى، إلا أن مكان وجوده لم يكن معلوماً حتى أمس، الأحد.
وأشارت الصحيفة إلى أن اسمه كان محطاً للهتافات الساخرة فى ميدان التحرير، لأنه رمز لكل ما هو خطأ فى حكومة الرئيس مبارك.
"أحمد عز امتص دم الناس، فهو الرجل الوحيد الذى يستطيع بيع الحديد فى مصر، ويبيعه بثمن أكثر مما قد نستطيع الحصول عليه من الصين مثلا" هكذا أكد أسامة محمد عفيفى، وهو طالب انضم للمتظاهرين فى الميدان أمس، الأحد.
وأضافت أن مصر فى عهد الرئيس مبارك كانت دولة تستطيع الثورة من خلالها شراء السلطة السياسية، وتستطيع السلطة السياسية شراء ثروات عظيمة، ومع صعوبة الحصول على الحقائق، رأى المصريون صعود طبقة ثرية ووجدوا أن الفساد والمحسوبية والتعامل الذاتى بدأ يستشرى كالوباء، وبات يمثله مجموعة من رجال الأعمال الأغنياء متحالفون مع جمال مبارك، إلى جانب مجموعة من أبرز الوزراء فى الحكومة، وأعضاء الحزب الحاكم.
"المجموعة التى أحاطت بجمال مبارك أصبحت الأكثر ثراءً فى الدولة بأكملها، فهم احتكروا كل شىء"، هكذا قالت هالة مصطفى، أستاذ العلوم السياسية التى استقالت من الحزب قبل أعوام، مشيرة إلى أن الأخير لم يكن ملتزما بإجراء الإصلاحات السياسية.
نيويورك تايمز: النظام ضحى بعز لإنقاذ نفسه من غضب المتظاهرين
الإثنين، 07 فبراير 2011 12:00 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة