◄◄ ارحل كلمة السر للاعتصامات.. وللبلبلة أيضاً!
البلد رايحة فين؟!.. هذا التساؤل يتردد على ألسنة الكثيرين من أبناء مصر.. الذين فوجئوا أن ثورة 25 يناير بقدر ما أحدثت فرحاً وتهليلاً عند الجماهير.. بقدر ما وضعت مخاوف على طريق المستقبل فلا تزال الفوضى العشوائية تحتل أغلب المشهد اليومى الذى يمتد إلى كل القطاعات، حيث استسلم أغلب الشباب والعاملين بالمؤسسات لمبدأ الاحتجاج والإضرابات عن العمل، وهو ما يشير إلى تعطيل العمل بالدولة، بل تحول إلى تطاول وتهجم.. أصبحت الكلمة السائدة الأكثر استعمالاً عند المتظاهرين والمضربين عن العمل هى: ارحل، وكأنها كلمة سحرية يراد بها الإصلاح ظاهرياً، ولكنها فى الباطن تحمل كل مواصفات الفوضى والدعوة لمزيد من البلبلة وتصفية الحسابات، لا أحد يريد أن يعمل فى صمت ويعيد ترتيب أوراقه وينتظر حتى تأتى الثورة بثمارها الإصلاحية.. وليست الثمار الداعية للتخريب والتوقف عن العمل الذى من شأنه المزيد من الخسائر المادية، وهو ما يؤدى إلى أن تكون الأيام القادمة نهباً للصراعات واختلاط الأمور وغياب القرارات الحكيمة، كل هذا من الممكن أن يتحول بأيدينا إلى فساد، إدارى، نخلقه نحن دون أن ندرى ونخطط له.. وهذا من شأنه الإضرار بالشباب أساساً والذين من أجلهم تسعى الثورة.. هؤلاء الشباب الذين غابوا عن العمل وعن صياغة صنع غد أفضل.. وخضعوا للاحتجاج.. ولا أحد منهم يعرف مدى الخسائر التى تتراكم من وراء ذلك.. وأنا هنا لا أزايد على أحد.. ولكنى أجد رجالاً، شرفاء، لا علاقة لهم بالقروض أو استغلال أراضى الدولة أو ما شابه ذلك من متاهات، أجدهم فى أزمة حقيقية بعد أن اختلط الحابل بالنابل، وأصبحت القضايا ضبابية غير واضحة، هم يريدون الإعمار والعمل بإخلاص من أجل مستقبل مشرق لمصر.. ولكن وسط هذا المناخ من الصعب أن يجدوا لأنفسهم الطريق الصحيح لتنفيذ أعمالهم.. لأن هناك حالة من الإحباط قد دبت فى نفوسهم.
البلد رايحة فين؟!.. أقولها ولا أعفى الفضائيات التى تساهم دون أن تدرى أو هى تدرى.. أنها تحدث حالة من البلبلة والتخبط والفزع.. من المسؤول عن إظهار هذا الوطن بهذه الصورة..؟ بدلاً من أن تسعى هذه الفضائيات إلى تهدئة الناس وإرشادهم للحقيقة.. فهى تغرس الهلع فى نفوسهم.. ثم من المسؤول عن طرح هذه الأرقام بالمليارات عن المسؤولين السابقين من قبل أى تحقيق جرى.. فماذا تفعل الطبقات الوسطى والبسطاء وهم يسمعون هذه الأرقام بغض النظر، هل هى صحيحة أو تنتمى إلى تشويه صور البعض والتشفى.. وفى كل الحالات تنتفى المسؤولية تجاه ما يقال.. فالثورة جاءت وطوت معها عهداً ومن المفترض ألا تصفى حساباتها.. فوسط هوجة ما يحدث من إعلام عجيب وفضائيات غير مدروسة.
نجد من يحرض الناس على الفوضى، فقد خرج أحد المذيعين يقول للشباب: «روحوا خدوا حقوقكم من الشقق الفاضية».. وكأن ذلك حق مشروع.. فهل هذه الدعوة العرجاء يمكن أن تصدر من كيان مسؤول؟.. أليس هذا الكلام من شأنه إحداث فوضى واقتحام شقق ومدن سكنية.. وبذلك يتحول المجتمع إلى ما يشبه العصابات، وما كنا فى مصر أبداً كذلك.. لأنه بالفعل تم اقتحام ستة آلاف شقة.
البلد رايحة فين؟!.. هؤلاء المذيعون الذين يتفاضون الملايين، أقول لهم: ارحموا مصر ومن يسكن مصر، من شعب طيب لا يستحق كل هذا التخبط والترنح الإعلامى الذى يشبه المؤامرة لزرع الانقسامات، الفكرية وفرض آراء دون غيرها.. الثورة جاءت لتوحيد الناس لا لأن تفرق بينهم.. حتى نرى فى النهاية الشعب وقد تحول إلى، فريق مع الثورة وفريق آخر ضدها.. هؤلاء من هم فى القائمة السوداء.. وقد شملت فنانين وأصحاب رأى.. وأصحاب ثقافات يجب أن تحترم.. المفروض أننا فى وضع نحتاج فيه إلى مزيد من الديمقراطية والتعبير الحر لا أن نقلص الرأى الآخر.. لأن ذلك يعيدنا إلى عهد الرجعية.. والمفترض أيضاً وببساطة أن كل مواطن له رأيه دون تدخل أو فرض.. أو قيد.
البلد رايحة فين؟!.. التظاهرات والاعتصامات أصبحت مصدر تشاؤم لأننى ألمح من ورائها فوضى شاملة، وسلوكيات غريبة على مجتمعنا ما عرفنا أبداً فى مصر هذه التجاوزات باسم حرية الاحتجاج فكيف يستمر العمل فى المصالح الحكومية والهيئات الخاصة والعامة والبنوك والبورصة.. وكل ذلك يمتد إلى تعطيل قطاع السياحة التى تعتبر أحد مصادر الدخل الأساسية فى مصر.. والسياحة وحدها بعد كل هذه الأحداث تحتاج إلى خطة كبيرة وإخلاص لتعود الثقة بين الطرفين السائح الأجنبى وأمن مصر واستقرارها.
البلد رايحة فين؟!.. هذا التخبط فى القرارات والاستسلام للإضرابات يحمل فى طياته كل معانى الانتقام من المجتمع وهى ظاهرة خطيرة.. غريبة أيضاً على مصر وعلى شبابنا.. أصبحت مثل «فرح العمدة».. أخشى أن تجرنا إلى ثورة جياع!!
البلد رايحة فين؟!.. هل فكر هؤلاء المحتجون بأن يهدأوا فترة من الزمن يلتقطون فيها الأنفاس ويعطون للمجلس الأعلى للقوات المسلحة فرصة للعمل ولأصحاب القرار بأن يحققوا الإصلاحات المطلوبة وتنفيذ كل ما هو لصالح الوطن.. نحن فى حاجة إلى شفافية خاصة.. إننا بصدد وضع اجتماعى وسياسى جديد، ونحن أمام منعطف تاريخى يحتاج إلى إخلاص، ومثابرة بعيداً عن التشنج فكفانا مظاهرات واحتجاجات وتعطيل لأعمال الدولة ولنترك المجلس العسكرى الذى نكن له كل التقدير والاحترام أن يعمل ويصحح ويعيد ترتيب الأوضاع إلى نصابها الحقيقى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
منى
افضل الحلول
عدد الردود 0
بواسطة:
عيسى عماد شرف الدين
شكلها مش معدية
ربنا يستر عليكى يابلد