حتى لو نجح معمر القذافى فى إخماد ثورة الشعب الليبى، كيف سيواجه شعبه بعد حرب الإبادة التى تقوم بها قواته الآن ضد الثورة؟ هل سيقوم بطرح فلسفة جديدة عما أقدم عليه من جرم، ويضعه فى كتاب أخضر جديد يتحدث فيه عن كيف استخدم الطائرات والمدافع ضد شعبه، الذى يفجر ثورته من أجل استرداد حريته، كما فعل من قبله الشعبان المصرى والتونسى؟
عودنا العقيد معمر القذافى على التقلب من حال إلى حال، وعودنا على الأخذ بالشىء ونقيضه، بدأ اشتراكياً، ثم لبس عباءة الفكر ليطرح كتابه الأخضر الذى تحدث عن حكم الجماهير وكانت النتيجة دولة بلا مؤسسات، وبدأ بالعداء مع أمريكا ثم ارتمى فى أحضانها، وبدأ بالعمل من أجل الوحدة العربية ثم انقلب عليها ليذهب إلى أفريقيا بحثاً عن لقب "ملك ملوك أفريقيا"، وفى كل اختياراته كان عدواً للديمقراطية فى أبسط معانيها، من خلال اختراعه لنظريات أعادت ليبيا وشعبها العظيم إلى الوراء سنوات طويلة.
تغنى القذافى بالإنسان الليبى دون أن يعرف عنه شيئاً، وتغنى بالإنسان العربى وهو يجهله تماماً، وحلم بمجد عربى يكون هو حجر زاويته، لكنه كان كباقى الحكام العرب يضرب بالمعول كل يوم فى حائط هذا المجد، حتى جعلوه مسخرة بين باقى الأمم.
شاهد القذافى القوات الأمريكية تحتل العراق، فنادى أمريكا حتى تأتى لاستلام معدات قيل أنها كانت لمشروع نووى، ورأى مشروع توريث الأبناء للحكم يبزغ فى مصر وأقطار عربية أخرى فلحق به، ليصدر للأمة العربية ابنه سيف كما صدر مبارك ابنه جمال، وكأن الشعوب العربية أصابها العقم، ولم تلد إلا أبناء الحكام الذين فتحوا الأبواب للخراب والدمار.
لم يخجل القذافى من الحديث عن أنه رئيس طوال 42 عاماً، وبالتالى فهو الأقدم بين الحكام العرب، بل والأقدم بين حكام العالم، ولم يشغله أبداً أن كل دولة ديمقراطية فى العالم اختار شعبها عبر صندوق الانتخابات أكثر من حاكم خلال سنوات حكمه، فظلت هذه الدول على عافيتها.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة