يا بلادى يا بلادى أنا بحبك يا بلادى يا مصر تلك أنشودة الشباب الشهداء الذى ضحى بعمره لنصر الوطن، كيف لشعب مصر التى أنجبت طه حسين والعقاد وأحمد شوقى وأم كلثوم ونجيب محفوظ وأحمد زويل وغيرهم من عظماء الإنسانية من أبناء الوطن ألا تتحرك بها البراكين، وأن تفرز من قمم جبال صبرها الحمم من الحماس كى تحرق من بات غافلا مستغفلا حراس الأمل فيها من الشباب وآباء الوطن وكل من يقف أمام طموح شبابها.
إن مصرنا علينا غالية، إن عماد مصر هى الموارد البشرية من المسلمين والأقباط رجال ونساء صغار وكبار. إن من قام بالثورة هم الشباب كيف لنا ألا نهتم بهم وألا نوجههم التوجيه الصحيح وأن نعدهم للقيادة والريادة. كيف تأتى كل هذا المكتسبات من الثورة ونحن ساكنون وقد تغيرت الصورة وأشرقت الشمس لكى تضىء أرجاء مصر.
إن التغير فى فكرنا اليوم أصبح ضرورة، يجب أن ننفض من رؤوسنا الأفكار البالية القديمة الموروثة من العهد القديم. وأن نلبس شكلا جديدا وألواننا مبهجة. إن من النتائج المكتسبة من ثورة الخامس والعشرين من فبراير. إن الشباب اليوم قد بنى لنفسه زعامة بديلة وأوجد لنفسه قيادة بديلة ونظم نفسه بنفسه ونظم صفوفه بنفسه، بالرغم من أن كل واحد منهم لا يعرف الآخر ولكنه حقق لنفسه ثورة التغيير بوسائل التكنولوجيا الحديثة لكى يتخاطب. إن الشباب اليوم مل من الانتظار للدولة أو من أولى الأمر أن يساعدوه بشىء. شباب اليوم لا يريد حزبا لكى يقوده هذه المرة.
أعتقد أنه يجب على الدولة الاهتمام بالشباب ليس لإعدادهم هذه المرة لكونهم أعضاء حزب الجاهلية الأغلبية وأصحاب الياقات العنجهية كما كان يحدث فى السابق، ولكن هذه المرة فرصة كى تقوم الدولة قومة واحدة لكى تجهز شبابها وتعدهم فكريا وثقافيا لكى يعبروا بمصر الثورة سفينة التغيير مراحل عديدة من الزمن لكى نلحق بركاب التنمية فى القرن الجديد بعد الألفية الثانية.
إن الشباب هم مورد أساسى من موارد قوة الدولة وعليه يجب على الدولة أن تتخذ كل السبل لتدعيم هذه الموارد. لقد تأخرنا كثيرا من تأثير العهود السابقة. إن مصر تستطيع أن تصنع اليوم نصرا جديدا. إن مصر غنية بشبابها الذكى الأبى الذى لا يهاب الموت سواء كان من المدرعة أو من القناصة الغادرين.
إن الوقت قد حان كى نضع أيدينا فى يد الجيش تلك المنظومة الإدارية الرائعة الثابتة كى تقود الشباب فى شكل فيالق شبابية عسكرية نقتحم بها الصحراء. أليس الوقت مناسبا للحكومة أن تعلن عن مشروع جديد عن تمليك أراض زراعية بسيناء 5 أفدنة وبيت صغير، أليس الوقت مناسبا أن تعلن الدولة عن مشروع جديد مشروع ممر التنمية غرب وادى النيل، أليس الوقت مناسبا لكى تمد الدولة الطرق الجديدة شرقا وغربا لكى تخترق الأراضى الجديدة تنقل إليها الحياة والتنمية والبهجة والأمل، لماذا أرى برغم عظم نتائج الثورة الشباب يلهث وراء الثورة ربما جاء ذلك لغياب الضمانات الاجتماعية والصحية التى مازالت غير محققة مما صرف النظر لكثير من الشباب عن فكرة الاعتماد على النفس وهذا أمر يجب أن ترعاه الدولة.
أليس هو وقت مناسب لكى تثبت الدولة أنها قد تغيرت وقد تغيرت الأولويات أن الفرص أصبحت للشباب والفتيات معا يد بيد وليست حكرا لرجال الأعمال فقط، مثلما تحققت مطالب الثورة بالتغيير فى شكل وجود نائب للرئيس وحكومة جديدة يجب أن يلحق هذا التغيير فى كل القطاعات من الدولة رؤساء هيئات وشركات ومديرين جدد ووجوه جديدة فى كل مكان أين الصف الثانى والثالث كل منظومة إدارية؟. كيف تكون الطريقة لكى نختار بها الأفراد لكى يتولوا المناصب الإدارية والفنية طبقا لكفاءتهم ومهارتهم وخبرتهم وليس بأسلوب الوساطة؟ كيف تكون الطريقة التى نقيس بها القدرات البشرية؟
لماذا لا يأتى من جديد شعار "صنع فى مصر" والذى مات واختفى إرضاء لأصحاب التوكيلات العالمية التجارية ومكاتب الاستيراد، ألم يحن الوقت لكى نعلم أن كل فرصة عمل تأتى من بناء مصنع جديد أو مشروع زراعى جديد وليس العكس. أعتقد أن الدرس والتجربة وضحت وأنه لا مجال فى الفترة المقبلة للمحتكرين سواء فى الصناعة أو التجارة، يجب على كل مصرى أن يشعر بمصريته بامتلاكه أرض بوطنه، يجب على كل مصرى أن يشعر بكرامته وهو يمشى أمام أقسام البوليس وهذا لا يقلل من شأن أى أحد.
يجب على الشباب أن يصلح كل ما فاته من فرص
أين الرؤية للمرحلة الجديدة؟ كيف تكون المهمة لتحقيق الرؤية؟ هل ذكر أى كلام فى هذا السياق؟ لا لن نسمع وهذا ما يقلقنى أن نكرر خطأ أو حتى نكرر من أنفسنا، يجب أن نكتب الخطة والتحديات التى نواجهها بحروف واضحة وأن نعد برنامجا زمنيا لها. يجب أن نتجرد من المصلحة الشخصية. يجب أن تكون مصلحة العمل فوق كل شىء، وأن نتجاوز عن الخلافات الشخصية مصلحة الوطن قبل كل شىء، يجب أن ندع أولادنا أن يكتبوا ما يريدون لأنفسهم فى المستقبل وأن نحملهم المسئولية.
عبد العزيز الكفراوى يكتب: بعد ثورة يناير.. المحتكرون يمتنعون
السبت، 19 فبراير 2011 09:10 ص