تحية إلى ثُوار مصر العزيزة، تحية إلى شهدائها الطائرين فى الآفاق البعيدة مُحلِّقين بأجنحة الحرية والكرامة والعزّة، تحية إلى الشرفاء الذين كنسوا دكتاتورا مثلما يكنسون شوارع مصر الطليقة الحرة الآن، تحية إلى القامات المديدة الشريفة الطاهرة وإلى الفرسان الأشاوس، تحية إلى نِيل مصر وأهراماتها الشامخة ونخلها العصى على الركوع وقُطنها النقى وسنديانها الأبى وسنابلها الخصيبة وسُمرة جباهها الطافحة نورا.
وبمناسبة ثورة مصر العاتية، بِودّى أن أسوق رسالة إلى كل أعزائنا فى مصر الشقيقة : لقد إستمعت مؤخرا إلى البعض ممّن طالبوا بتغيير تسمية ميدان التحرير بينهم الشيخ القرضاوى الذى طالب بتغيير التسمية إلى "ميدان الثورة" مثلا أم "ميدان 25 ينا ير"، ومع احترامى لكل رأى أردت أن أبعث برسالة بسيطة إلى أبطال وشرفاء مصر العزيزة:
يا رفاقنا فى الكفاح النبيل: إن ميدان التحرير العظيم وحُجّاجه الكرام وقاطنيه الأحرار لثلاث أسابيع متوالية هو ليس رمزكم وحدكم، بل هو رمزنا أيضا ورمز كل أحرار العرب وأحرار العالم الذين سيتحدون، ولذلك إسمحوا لنا أن نشارككم الرأى بشأن تسميته، فكثيرون لم ينتبهوا إلى دلالة اسمه الحالى، وللتذكير فقد فإنّ إسمه الحالى هو "ميدان التحرير" وهو بهذا المعنى حاليا يُعدّ اسما على مُسمّى، فهذا الميدان يا رفاقنا الأعزاء هو الذى شهد تحرير مصر وكان رمزا لمكسبٍ بِعيْنه هو التحرير، فالأقدار يا مصريين إنّما اختارت له قبل الثورة اسما يُناسب الدور التاريخى الذى لعبه فى ثورة مصر وكأن اسمه الحالى (أى "ميدان التحرير") لم يكن مصادفة، لذلك أدعو إلى المحافظة على اسمه الحالى ليظلّ هذا الميدان رمزا لكل شخص يريد التحرّر من أى شىء قد يكون يُكبله فى المستقبل، فيصير مزارا يعتصم فيه كل من يريد التحرر من أى شىء يُكبّله كأن يعتصم بميدان التحرير من يريد التحرّر مثلا من رئيس فى العمل يكون متسلّطا أو حتى من زوجة مزعجة مثلا أو من أى شيء آخر يكون مُكبِّلا، عاشت مصر وحريتها وأحرارها وميدان تحريرها.
• كاتب وصحافى تونسى