د.خالد المنباوى يكتب: فى حب مصر

الجمعة، 18 فبراير 2011 01:52 م
د.خالد المنباوى يكتب: فى حب مصر د.خالد المنباوى أستاذ طب الأطفال والتغذية بالمركز القومى للبحوث

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتشرت الأسبوع الماضى مع بداية انتظام الأعمال فى المصالح الحكومية والهيئات والبنوك والقطاعات المختلفة ظاهرة الوقفات الاحتجاجية الفئوية والاعتصامات والتى أدت إلى تعطيل العمل بل وصلت إلى التعدى على من يطلق عليهم القيادات مما يخل بنظم العمل وتعطيل المصالح وفقدان مكاسب الثورة التى حدثت، وكان من ضمن هذة المصالح المركز القومى للبحوث معقل خيرة عقول مصر، وهذا ما استفزنى للتعبير عما يدور فى ذهنى من منطلق حبى ووطنيتى لهذا الوطن والتى لا تقل عن وطنية أى مصرى من ضمن هؤلاء الذين يعتصمون وإن كنت أختلف عند بعض النقاط مع البعض منهم.

دعونا فى البداية نتفق على بعض الثوابت التى لن نختلف عليها:
- أولاً: مصر قبل 25 يناير ليست هى مصر بعد 11 فبراير ولن ترجع وتتلخص هذه العبارة فى عدة نقاط أساسية الأولى: أن حاجز الخوف سقط وليس هناك أى تحفظ على إبداء أى رأى معارض أو التقدم بشكوى من فساد أو واسطة أو تعنت غير مبرر، بل هو حق مشروع لكل مواطن يرى انة تم ظلمة أو تهميشه أو حجبه من قبل الأمن أو الإدارات من أجل صعود آخرين أو من أجل أنه ليس فى الإمكان أحسن مما كان، والشىء الثانى أن من يديرون البلاد الآن هم الذين حافظوا على الثورة وشرعيتها وقاموا بحمايتها وتأمين أهدافها ومبادئها وهو المجلس الأعلى للقوات المسلحة والذى يدير البلاد بحزم ونزاهة لحين إجراء كافة الإصلاحات الجوهرية التى ستخلصنا من الفساد الذى كان سواء فساد مالى أو إدارى أو قمعى أو حتى تهميشى وستنقلنا إلى مجتمع حر يتمتع بالشفافية والرأى والرأى الآخر والديمقراطية ويجب أن يكون محل الثقة لدينا جميعاً والشىء الثالث أن من لديه مظلمة سواء كانت مؤيدة بوثائق أو مقترنة بقرائن فلدية الحرية أن يتقدم بها إلى جهتين مهمين تم تفعيلهم وإطلاق سلطاتهم من أجل القضاء على الفساد، وهما الرقابة الإدارية والنائب العام ويجب أن نثق فيهما.

- ثانياً: من المفروض أن علماء المراكز البحثية والمركز القومى للبحوث على وجه الخصوص هم من خيرة عقول هذا الوطن (علماء مصر) ويتمتعون بالمنهاج العلمى فى تقدير الأمور وكيفية التعامل مع المشاكل العلمية التى تواجهم بأسلوب تحليلى موضوعى كى يصلوا إلى حلها فى أقصر وقت وعلى أتم صورة، ويجب عليهم حتى وإن ارتأى البعض أو حتى الكل ان هناك أخطاء أو لوائح مريبة أو فساد أو كذب أن نتحاور بالعقل ونستمع للرأى والرأى الآخر بديمقراطية وإذا لم نقنع بالحوار فلدينا جهات إدارة الدولة الجدد وجهات التحقيق للفصل وإظهار الحقائق والحساب وتطبيق مبدأ العقاب والثواب من منظور هادىء وغير متوتر وبما لايتعارض مع تدوير عجلة الإنتاج.

- ثالثاً: أظن أننا على يقين بأننا كمجتمع على مستوى البلد مستهدفين وليس هناك من دليل اكثر من مهاجمة لصوص؟ لمعهد بحوث الصحراء وبنك الجينات أيام الانفلات الأمنى ومن المعروف أن مبنى كهذا ليس به الملايين أو المجوهرات وإنما به العديد من ثروة نتاج عقول علماء مصريين فى هذا المجال فلنسأل أنفسنا من هم؟ وماذا يراد ببلدنا من تخريب؟ وأعتقد أننا على يقين بأن المراكز البحثية وعلى رأسها المركز الأم (المركز القومى للبحوث) هو ليس مكان عادى للعمل يعمل بة موظفون ولكنى اعتبره أنه منطقة هامة تعتبر أمن قومى لمصر وبة خلاصة من ثروة مصر الفكرية والبحثية، إلا وهى البحوث والاختراعات ونتاج عصارة عقول خيرة أبناء مصر من علمائها بالرغم من أن هذا الرأى قد يخالف آراء سابقة للوزير المسئول عن البحث العلمى الذى كان دوماً يصرح بأن مراكز البحوث لا تفيد البلد ويجب توزيع العاملين بها على الوزارات المختصة وحتى قبيل قيام هذة الثورة الشعبية (وإن كان اليوم ليس وقت الحساب، إلا أنه يجب أن نقف لاحقاً وبموضوعية للأسباب التى دعته إلى هذه التصريحات السابقة والتى إن لم تنم عن شىء إلا أنه كانت هناك مرحلة لتحجيم الدور الفعال للبحث العلمى فى مصر على حساب استيراد تكنولوجيات الغرب جاهزة كمجتمع استهلاكى غير مبدع).

لهذا أدعو كل زملائى العلماء الذين وقفوا احتجاجياً يومى الأحد والاثنين السابقين إلى أن الوقفات الاحتجاجية الفئوية ليس هذا وقتها، لأن الوقت الآن هو وقت العمل من أجل الغد ووضع أيدينا معاً لنبرز للعالم أن الثورة التى تفتخر بها كل دول العالم المتحضر وأوصوا بتدريسها لأطفالهم ولدرجة أنهم رشحوا الشعب المصرى لجائزة نوبل للسلام والتى نفتخر بها نحن أيضاً كأبناء لهذا الوطن، يجب أن نثبت أن المصريين بدأوا العمل من أجل الرخاء والرفاهية حتى وإن تحملنا 6 شهور أخرى، ونعطى دروساً أخرى للعالم بأن المصريين قد قاموا بما قاموا به من أجل مستقبل أفضل، فنحن الآن لدينا اليقين بأن الأمل القادم موجود وقائم والمستقبل مشرق بإذن الله وليس كما كان من قبل من انتشار حالة لليأس والإحباط وعدم تطلع إلى مستقبل يعتمد على الأداء وإنما على المعارف والوساطات، وعلى من لهم مظلمة أن يتقدم بها إلى الأجهزة المسئولة عن الحكم فى الدولة الآن أو إلى النائب العام أو إلى الرقابة الإدارية ممهورة بتوقيع مجموع المطالبين بالمطالب التى يرغبونها وبأسلوب حضارى ولندع هذة الجهات تزاول عملها فى التحرى عن هذه المظالم وإثبات حق طالبيها وكما نحن نجعلهم يعملون ليل نهار للتحقيق فى هذة البلاغات ولتحقيق العدالة بأسلوب متحضر علينا نحن ايضآ ان نعمل ونكد فى مجالاتنا ، ولهذا واجبنا الآن يجب ان يتبلور فى ان نبدأ فى العمل لوضع الرؤيا الخاصة بمنظومة العمل البحثى فى مصر ككل من أجل ألارتقاء بالمنظومة كلها وتنشيط تجديد الرؤى الجديدة المقترحة بناء على دراسات واعية من أجل التقدم فى مجال العمل البحثى وكيفية اختيار من يديرونها، سواء بالانتخاب أو التعيين المشروط بحسن الأداء والذى يتم تقييمة على أساس علمى وحقيقى ويتسم بالشفافية من خلال وضع معايير ثابتة تعبر عن الكفاءة العلمية والإدارية وما تحتاجه من مؤهلات حقيقية بالإضافة لتعديل الأجور والبدلات ووضع حدود دنيا وحدود قصوى للمكافآت لمنع التفاوت الرهيب بين ما يتحصل علية الجميع وبين من يتحصل علىة البعض من مكافآت وبدلات فلكية تؤهل من يتقاضاها إلى إرضاء من يرأسه فقط لمجرد انهم اختيروا كقيادات لقربهم من متخذى القرار، لأن وضع الحدود القصوى والدنيا تجعل الأمور مستساغة وتحث على العمل والأداء المبدع، خاصة أن البحث العلمى هو مهنة الإبداع والابتكار ولن تتقدم مصرنا الحبيبة إلا بالبذل والعطاء والأبداع فى هذا المجال لأنة بالعلم سنتخطى الصعاب لأن البحث العلمى هو قاطرة تقدم الأمم وليس كثير على مصر ان تكون فى ركاب الأمم المتقدمة فى مجال البحث العلمى فلدينا العقول والنوابغ الشابة وكذلك الخبرات لدى أساتذتنا مما يجعلنا نسارع ونسابق الزمن لنلحق بالركب العالمى من خلال إرساء مبدأ العمل كفريق وبروح التحدى لندحض معآ كيد من يريدون بنا السوء ولنطوى ما مضى خلال الأثتى عشر عامآ السابقة من فساد وننظر للمستقبل مع حفظ الحق فى محاسبة المتسببين فى هذا الفساد الذى أودى بنا إلى ما وصلنا الية مؤخراً وقبل ثورة شباب وفتيان هذا الوطن الأبى، ويجب أن نؤكد أنه بالرغم من كل الظروف والعوامل التى كانت تعوق البحث العلمى، إلا أننى أدعو الجميع للعودة للعمل والإنتاج، لأنه ليس هناك أموالاً مكدسة فى الخزائن ننتظر تسيلها لمواجهة هذة الأحتجاجات وانما نحتاج الأنتاج من أجل توزيع عادل لها وبالرغم من كل ما سبق من سلبيات، إلا أن لدينا نماذج مشرفة ومعطاءة كان لها نتاجها الفكرى والعلمى المتميز الذى يساهم فى دفع عجلة الإنتاج والتطوير بالرغم من عدم تقدير أغلبها ولكن نريد المزيد لمستقبل افضل نستحقة وتستحقة بلدنا الحبيب مصر وليكن شعارنا ارفع رأسك فوق أنت مصرى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة