«هيكل» لـ«منى الشاذلى»: أطلب من الشعب ترك الفرصة للجيش لتنفيذ ماطُلب منه

الخميس، 17 فبراير 2011 07:42 م
«هيكل» لـ«منى الشاذلى»: أطلب من الشعب ترك الفرصة للجيش لتنفيذ ماطُلب منه هيكل
أعدته للنشر - أمل صالح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ العالم كله مبهور بثورة شعب كان من المتصور أنه شعب مستكين لا يستطيع إحراز أى أهداف فى مرمى حريته
◄◄ ثورة 25 يناير الضامنة الوحيدة للمستقبل.. والشعب عندما خرج أثبت أنه الوحيد المالك لتفويض ممثل عنه
◄◄ أنا مع نظام جمهورى برلمانى وليس رئاسياً على طريق الجمهورية الخامسة الفرنسية
◄◄ النظام لديه فرصة كبيرة فى الفترة الانتقالية لإنشاء أحزاب سياسية قوية

أكد الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل أن لحظة انتصار الشباب وإسقاطه لنظام دام 30 عاما لحظة يصعب على أى شخص استيعابها، قائلا: «إنها تحتاج لوقت لاستيعابها وإدراك معالمها».

وأشار هيكل فى حواره مع الإعلامية منى الشاذلى فى «العاشرة مساء» بعد قرار مبارك بالتنحى إلى أن ما حدث لا مثيل له فى التاريخ المصرى، معربا عن سعادته بحضوره تلك اللحظة ليس لخروج شخص، بل لخروج جموع الشعب المصرى فى أول مرة له منذ زمن طويل مطالبا بحقوقه كاملة.

وقال هيكل إن ترك الرئيس مبارك الأزمة لوقت طويل دون حسم، أدى إلى نضج جيل جديد يشعر بالمسؤولية ويخرج للمطالبة بحقوقه.

وقال هيكل إن هناك اختلافا كبيرا بين ثورة الضباط الأحرار فى 1952، وثورة 25 يناير 2011، حيث إنه فى الأولى خرجت مجموعة من الضباط، وانضم إليهم الشعب، إلا أنه فى يناير 2011 خرج الشعب وانضم إليه الجيش، وهذه هى القيمة الكبرى لما جرى.

وعن تحليله لخطاب تفويض الرئيس المصرى السابق لنائبه الرئيس عمر سليمان قال: «لا يمكن لأحد التنبؤ بقرار الرئيس الخاص بتفويض سليمان فى شؤون الرئاسة»، مضيفا: «الشعب عندما خرج أثبت أنه الوحيد المالك للتفويض والممثل عنه»، مؤكدا عدم ارتياحه لشكل الحوار الذى تم بمجلس الوزراء عن مستقبل ثورة الشباب بوجود صورة كبيرة للرئيس السابق مبارك، مؤكدا أن بعض المرات فى التاريخ بعض الرموز تعتبر على نفس أهمية الحدث، وأشار إلى أن هذا الرمز يدل على تجاهل مطالب الشعب المصرى فى الثورة.

وأكد هيكل أن العالم كله مبهور بثورة شعب، كان من المتصور أنه شعب مستكين، لا يستطيع إحراز أى أهداف فى مرمى حريته.
وقال هيكل إن مصر ليست الآن تحت حكم عسكرى، بل هو انتقال من حكم سقطت شرعيته إلى حكم نأمل فيه ونتطلع إليه سوف تحميه الثورة، مؤكدا أن خروج جميع طبقات وفئات الشعب المصرى وضع لم تشهده مصر أبدا فى التاريخ.

وأشار هيكل إلى أنه فى أول مقابلة له للرئيس المصرى السابق فى عام 82 قال له الرئيس «يوم ما هزهق من البلد هسلمها للجيش»، مؤكدا أن ماحدث يختلف لأن الشعب سلب الشرعية من الرئيس، مسقطا السلطة القديمة بوجود الجيش حارسا لتلك الشرعية، ومنفذا لطلبات الشعب المصرى، طالبا من الشعب ترك الفرصة للجيش لتنفيذ ما طلب منه، خاصة مع تفاجئهم أيضا بالأمانة التى انتقلت إليهم.

وأكد هيكل أنه لم يعد يستطيع أى فرد الانفراد بالسلطة بشكل مطلق، لأنه لايوجد شخص كان يتمتع بسلطات شرعية كالتى كان يملكها الرئيس مبارك، ومع ذلك استطاع الشعب بشبابه أن ينتزع شرعيته بيده.

وأضاف هيكل أنه يجب على جميع الشعب المصرى شكر الرئيس مبارك لأنه لولا إطالته لمدة الأزمة بزيادة عناده، سقف مطالب الشعب المصرى، من المطالبة بتعديل الدستور وعدالة اجتماعية إلى المطالبة بإسقاط النظام الذى كان المستفيد الوحيد من بعض الملفات المتطرفة كالملف الطائفى والملف الجنسى فى الفترة الماضية، قائلا: «طوال أيام الثورة لم نشاهد حاله تحرش واحد،ة على الرغم من زيادة الحشود أو حادثه إحراق كنيسة».

وأكد هيكل أن الشعب خرج فى جميع المحافظات كقوة حقيقية، وليس تفويضا من أى شخص، قائلا: «لا يمكن أن ننظم انتقال السلطة فى مصر إلا بالحصول على أداة السلطة الرئيسية ثم توظف لمصلحة البلد».

وعن آلية انتقال السلطة لنظام مدنى، أكد «هيكل» أن الشعب قابل لوجود القوات المسلحة لتحقيق فترة انتقالية فى حد ذاتها قد تطول، مشيرا إلى اقتراحاته الممثلة فى تشريع مجلس أمناء الدولة والدستور، ووجود مجلس للحقوق متضمن المحكمة الدستورية العليا ومجلس الدولة، وذلك لحماية الدستور من السقوط قبل تشريع دستور جديد، مشددا على احتياج البلد فى تلك الفترة لضمانات دستورية، بالإضافة إلى ضرورة وجود وزارة سماها وزارة تمثيل للشعب وإدارة أموره.

وأكد هيكل أنه على الرغم من الخسائر الاقتصادية للثورات فى جميع دول العالم فإنها تحقق مكاسب أكبر قائلا: «الثورة استثمار للمستقبل».
وأشار هيكل إلى أن مصر تحتاج لجميع الكفاءات دون تمييز فى مرحلتها الانتقالية الحالية بشرط النزاهة.

وشدد هيكل على خطر حبس المصريين لأنفسهم فى الماضى، والانشغال بمحاسبة من أفسد البلد قائلا: «يجب أن نترك الحساب لجهة ما، والأهم هو المستقبل الذى تعطل طويلا للركود لمدة ثلاثين عاما».

وأكد هيكل أنه يوجه عتابا للرئيس المبارك، أنه أساء لروح النظام الجمهورى بتأبيد سلطته طول حياته على أن يصبح البديل ابنه، مؤكدا أن الإهانة الأولى هى بقاؤه لمدة ثلاثين عاما والإهانة الأخرى متمثلة فى نظام التوريث.

وأكد هيكل أن الجميع فى تاريخ مصر سوف يتذكر ثورة شعب استطاع صناعه التغيير وصناعة الديمقراطية، مشيرا لتخوفه من احتدام الجيش على الشعب فى مواجهات دامية كانت ستسفر عن إصابة الجيش بما أسماه أزمة ضمير، مشيرا إلى تخوفه إما بطاعة الجيش لأوامر مواجهة ثورة الشعب المصرى، وكانت ستسفر عن مذبحة، أو رفض الجيش للأوامر فستصبح أزمة، أو انقسام الجيش هو الأمر الأسوأ، إلا أنه أشار لحالة التحضر الرائعة التى أوضحها الشعب المصرى من عدم الاحتياج لإجراءات حماية أمنية، مؤكدا أنه لم تحدث عمليات تخريب وسرقات طوال فترة الثورة، إلا من جانب بعض البلطجية القلائل الذين أطلقتهم قوات الأمن.

وأشار هيكل إلى أن النظام الماضى عجز عن إدراك إرادة الشعب المصرى فى التغيير الحقيقى، وألقى اللوم على عناصر مندسة لاوجود لها فى الحقيقة، مؤكدا أنه لاخوف من فترة الانتقال إذا ظلت إرادة الشعب للتغير موجودة، مشيرا بقوله: «أوحش حاجة فى الدنيا الناس تطمئن».

وأشار هيكل إلى أن سر ضيق الولايات المتحدة لا يكمن فى انتقال السلطة، بل فى شكل الطريقة لانتقال السلطة، قائلا: «الأمريكان مرحبين بالتغيير قلقين من الثورة».
وأوضح أن أمريكا كانت ترغب فى انتقال السلطة وفقا لسيناريو مخطط وضعته الولايات المتحدة، يقتضى انتقال السلطة لمن تم تحديده من قبلهم وليس من قبل الشعب المصرى.
وفيما يخص المخاوف الأمريكية عن انقطاع سياسات الود والعلاقات بين مصر وواشنطن، أكد هيكل أن تلك التخوفات لا أساس لها من الصحة، مشيرا إلى كلمات الزعماء الإسرائيليين لكسنجر بعدم إمكانية تكرار انهزامها مرة أخرى.

وأضاف أنه كانت أيضا من ضمن المطالبات الإسرائيلية لمصر تغيير العقيدة العسكرية للجيش المصرى، الأمر الذى رفضه قادة عسكريون، وهم الذين تبنوا حاليا حمل الأمانة لحماية النظام. وأكد هيكل أنه لا يمكن قياس ثورة على ثورة، رافضا مقارنة الثورة المصرية بالثورة التونسية أو الثورة الفرنسية، قائلا: « كل ثورة تعبر عن حالة، فكل ثورة تختلف باختلاف الثقافة السائدة وحجم الطموح والمشاركة بها».

وأشار هيكل إلى أن الثورة المصرية أول ثورة توظف بها التكنولوحيا، مؤكدا أن تلك الثورة استطاعت إثبات وجود شباب يأبى أن يُقمع، واستخدم تكنولوجيا عصره للوصول لحريته.

وعن مواصفات رئيس جمهورية المستقبل، أكد هيكل أنه من أكثر المؤيدين للنظام الجمهورى البرلمانى وليس الرئاسى، قائلا: «عايز واحد من الناس العادية، أريد رئيس جمهورية يقف وسط الميدان يسمح بتدفق الحركة، فيجب أن يكون رمزا للدولة وحكما عند الأزمات»، مؤكدا أن ديجول رمز من رموز النظام الجمهورى البرلمانى، مشيرا إلى أنه رجل مثل روح إرادة فرنسا، والدليل وجود حركة فرنسا، وبعد إعطاء سلطات له رضخ أمام سلطات الطلبة، قائلا: «فهمت»، مشيرا إلى الأمر الذى حاول بن على تقليده، إلا أنه أكد أن ديجول تنحى عن الحكم بعد حصوله على نسبة تصويت، ووجد أنه لايمكن أن يدير البلاد بها، والتى تتمثل فى 55 %، الأمر الذى ساعد على تغيير النظام الرئاسى وبدأت الجمهورية الفرنسية الخامسة.

وعن دور الأحزاب السياسية والإخوان المسلمين فى الفترة المقبلة، شدد هيكل على ضرورة أن تطور الأحزاب أفكارها لخدمة المجتمع بما فيها حزب الوفد، قائلا «الأحزاب الحالية عبارة عن ديكور أمام العالم لإثبات تمتع مصر بوجود حياة سياسية ديمقراطية» مرجعا أنه من أسباب قيام ثورة يوليو، هو عدم وجود أحزاب حقيقية قادرة على تلبية مطالب الشعب المصرى.

وقال هيكل إن النظام لديه فرصة كبيرة فى الفترة الانتقالية التى تمر بها مصر خلال الفترة المقبلة لإنشاء أحزاب سياسية حقيقية، مؤكدا أنه لن يكون لأى من الأحزاب الحالية دور فى إحداث أى تغيير بالمرحلة الانتقالية المقبلة التى ستشهدها مصر، مؤكدا أن الثورة حدثت لوجود فراغ سياسى بالشارع المصرى.

وعن مقدرة الجيش فى إدارة حوار، أكد هيكل أن كل دور الجيش يكمن فى ضمان إقامة حوار آمن، مؤكدا أنه لايطلب من الجيش إدارة الحوار أو الدعوة له، بل المحافظة على استمرارية الحوار آمنا، قائلا: «نريد ضمان الجيش العام للانتقال».

وأرجع هيكل حالة الحراك بالشارع المصرى لانفجار بركان تراكم طبقات من الاحتقان السياسى بالشارع المصرى، وأعرب عن قلقه من تشوهات الحياة السياسية عند بعض الأشخاص القادرين على التأقلم والتلون السريع، مؤكدا أنه لن تفسد الحياة السياسية بمصر إذا ظل الوعى باقيا لدى الشباب.

وأكد هيكل أن مشكلة السياسة تتمركز فى التعامل مع مطلقات لا حدود لها، مشيرا إلى أن مبارك كان يفتقر الإدراك للمعانى ولقيم الأشياء وللقوى التى لايمكن لمسها أو تحريكها كحركة التاريخ والجماهير، مؤكدا أن غياب التاريخ عن السياسة يؤدى إلى مصائب بلا حدود، وهذا ما حدث مع الرئيس مبارك، مشيرا إلى أن خبرته مع الرئيس مبارك تفيد بأنه يفتقد سرعة الطيران، و اتساع الأفق، مشيرا إلى أنه كان بطيئا فى الفهم واتخاذ القرارات، قائلا: «مبارك كان يتميز بالبطء وليس بسرعة الطيار».

وعن احتمالية عودة الرئيس لبلاده، أكد هيكل أنه من حق الرئيس عودته لبلاده، فهو مواطن فى النهاية، مشيرا لامتعاضه من احتمالية انقلاب نفس الأدوات التى استعملها مبارك على غيره.

وأعرب عن أمنيته فى انشغال المصرى بإصلاح مصر دون الارتكاز إلى تفاصيل صغيرة قد لاتهم أو تحقق شيئا، متمنيا أن يسمح للعقل والفكر والعاطفة بالتجادل، وأن يسمع صوت الحوار بمصر لمشاركة جميع قوى الشعب لغد أفضل.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة