لم يسعدنى الحظ أن أشارك فى هذه الثورة من يومها الأول فى 25 يناير لظروف خارجة عن إرادتى.. وظللت أتلقى أعمال تلك الثورة وتحركاتها من خلال الإعلام المرئى سواء الحكومى أو الخارجى، إلا أن تضارب الآراء حول وجود عدد كبير من المتظاهرين يحملون أجندات خارجية ،ظهرت عليهم من خلال وجبات «الكنتاكى» التى أكدت وسائل الإعلام الحكومى انتشارها فى ساحة التظاهر والتى تأتى لهم من قبل جهات أمريكية، إلا أن الوجه المقابل من الإعلام الخاص ينفى ما يتردد، ويؤكد أنه ليس له أى علاقة بالواقع الذى يدار داخل ميدان التحرير الذى يعيش متظاهروه على رغيف العيش.
وبعد أن أتاحت لى الظروف أن أخرج وأشاهد على الواقع المرير الذى يعيشه أصحاب الثورة بميدان التحرير من جوع وأوجاع نتيجة المبيت فى العراء انتابتنى الفرحة لأتأكد أن الشعب المصرى لا يمكن لأحد أن يحعله سلعة ويحركه كقطعة فى مسرح العرائس، رأيت الأمهات والشباب والفتيات يحملون الطعام ويقومون بتوزيعه على المتواجدين فى الميدان، دون أى مقابل، والشباب يتكفلون بحماية إخوانهم، ليؤكدوا لجميع شعوب العالم أن الشعب المصرى فاق من غيبوبته التى دامت 30 عاما، ليستعيد حريته، ويقضى على كل رموز الفساد التى انتهكت آدميته.
فى هذه اللحظة تأكدت من خداع التليفزيون المصرى، لا لا أتأسف التليفزيون الحكومى الذى سعى خلال الفترة الماضية للسيطرة على عقول المصريين خوفا من هذا اليوم الذى نجح الشعب فيه من اقتناص حريته.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة