قال الكاتب الصحفى فهمى هويدى، إن الشعب بعد ثورة 25 يناير أصبح هو الذى يحكم من يبقى ومن يسقط، لأنه هو الذى قاد الثورة التى خلعت نظاماً ووضعت نظاماً جديداً بأدوات وأسلحة جديدة لم تكن متاحة مثل الفيس بوك، بالإضافة إلى عامل الشعور بالمهانة والتى ظهرت بعد اندلاع الشرارة من تونس.
وأضاف هويدى فى حديثه لبرنامج واحد من الناس مساء أمس الثلاثاء، والذى يقدمه الإعلامى عمرو الليثى، أننا لا نريد أن نبدأ الفترة الجديدة بإقصاء المسئولين الجدد، وذلك من خلال رفع سقف الحرية، وأن الثورة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن المجتمع أقوى مما كنا نتصور والأنظمة أضعف مما كنا نتصور، بدليل النظرة التى رأينا "بن على" عليها، وهو يلقى خطابه الأخير فى تونس.
وأشار هويدى إلى أنه يشعر بأن بقايا النظام القديم ما زالت موجودة، لذلك يطالب بمحاكمة الذين ارتكبوا الفساد، رافضاً فكرة التسامح معهم، منتقداً التغطية الإعلامية للصحف القومية، التى تتكلم عن الرئيس مبارك وأسرته بعد سقوطه بطريقة وصفها بأنها طريقة غير محترمة، وهذا خطأ فى الوقت نفسه يحسب لصحف المعارضة التى كان فيها نوع من الوضوح قبل وبعد والانشغال بأمور الوطن.
وأشار هويدى إلى موقف القوات المسلحة، الذى وصفه بالمشرف على الثورة، وهو موقف يحسب لها، متمنياً أن يكلل ذلك فى المستقبل، مؤكداً أن القوات المسلحة هى الحل الأمثل فى الوضع الراهن، لكنه ليس حلاً دائماً، وأشار إلى أنه كثيراً ما يسمع فى الفترة الحالية عن تغيير النظام ولم يسمع عن تغيير المجتمع، بأن يكون فاعلاً ولحاجتنا إلى بناء مجتمع ما بعد الثورة، وتساءل أين النقابات العمالية الحقيقية التى لا تتبع أمن الدولة؟ مشيراً إلى أن كل ثورة ولها ثمن والمستقبل له ثمن أيضاً، لذلك فنحن محتاجون للدخول فى إطار مؤسسى بعد أن ظهرت روح جديدة عند المصريين، بأن البلد بلدهم، وأنهم استعادوا شيئاً كان ضائعاً بتحول كتبت صحيفته بالدم، كما أنه يسمع كلمة "قفزوا على الثورة" ثقافة أمنية تزرع للناس، ورداً على ذلك لماذا لا يقال بأنهم قرروا أن يدافعوا عن الوطن؟ كما أن المجتمع ليس بهذه البلاهة التى تغير وتشكك فيما بينهم، كما أنه نوع من الاستخفاف.
وأرجع هويدى وجود الثوار المتظاهرين بميدان التحرير رغم اختلاف اتجاهاتهم ما بين مسلم ومسيحى، ويمين ويسار، وغير ذلك إلى أنهم ذهبوا إلى ميدان باعتبارهم وطنيين مصريين، وأنه "بعد" كان غائباً أوجدته الأنظمة، وعلى المصريين أن يحترموا التعددية من خلال التسامح والتعاون من أجل كرامة الوطن.
وأشار إلى أن الإخوان شاركوا كمواطنين، وأن عددهم فى التحرير أكثر من عددهم فى الانتخابات الأخيرة، وأن الإخوان ليسوا نجاسة سياسية، لأن هناك حق للجميع أن يشارك فى الأمور السياسية، كما يرى أنهم استفادوا من تجربة الجزائر والأردن فى أنها لم تنجح، وأنها نجحت فى تركيا من خلال خدمتهم للمجتمع وليس وعظ الناس والذى يريد أن يتقدم لأى انتخابات يتقدم دون النظر إلى أى خلفية.
كما أرجع هويدى قدراً كبيراً من مسئولية ما حدث لمبارك إلى ابنه جمال ومن كانوا معه، من الذين أطلق عليهم هويدى "أعوان فرعون" وبعض المثقفين، وأكد على أن المثقف إن لم يكن صوتاً للحق فادعى به ألا يكون عوناً للباطل.
وأضاف أن أحد أعضاء اللجنة السابقة فى وضع الدستور، أكد له أنه فى وضعهم الدستور لابد أن يكون لهم هدفان، هما "رسالة للأمريكان وكسب الوقت".
وأشار إلى أن هناك بعض تحديات فى المرحلة المقبلة، وهى أن هناك واقعاً سياسياً معقداً جداً ولم ينتبه أحد إلى ملف الخارج مثل الضغوط الأمريكية والتزاماتنا مع إسرائيل التى لا نعرف ما مدى حدودها.
كما أن القوى الخارجية لا تريد الديمقراطية التى نحلم بها، بل تريد الديمقراطية إلى تضمن لها مصالحها ولمواجهة التحديات لابد من مجتمع قوى تكون فيه مؤسسات قوية تعبر عن المجتمع بصدق.
وعن الإضرابات التى تحدث فى الفترة الحالية، أكد أنها إحدى الطرق المشروعة، وأنه من المتعاطفين معهم، لكن الإضرابات فى هذا التوقيت غير المناسب بالمرة، لها أعراض جانبية خطرة.
فهمى هويدى: الصحف القومية تتكلم عن الرئيس بطريقة غير محترمة.. وبقايا النظام ما زالت موجودة.. والإخوان المسلمين ليسوا نجاسة سياسية.. وتوقيت الإضرابات غير مناسب بالمرة
الأربعاء، 16 فبراير 2011 05:16 م