يقول الدكتور أحمد وهبة، أخصائى الطب النفسى، إن وسائل الإعلام من أقوى المؤثرات فى كل المجتمعات، فوسائل الإعلام وخاصة المرئية لها دور كبير فى زيادة العنف بكافة أشكاله فى مجتمعاتنا.
فهى تقوم بهذا الدور بطريقة مباشرة عن طريق تقديم بعض المضامين العنيفة، والتى تؤثر على المشاهدين تدريجياً وينتهجوا ما يرونه من مشاهد فى واقعهم، أو بطريقة غير مباشرة عن طريق تعريف الفرد بالمضامين العنيفة والجرائم، وكيف يصبح عنيفاً فى تعاملاته، وهذا المضمون يؤثر بالسلب تدريجياً على سلوكيات الأفراد وانفعالاتهم.
لقد أصبح المضمون العنيف الآن يتربع على عرش الشاشة، فزادت فى الآونة الأخيرة هذه المضامين العنيفة، وأصبحت تحتل حيزاً كبيراً من البرامج المقدمة سواء كانت أفلاماً أو مسلسلات أو برامجاً تقدم جرائم، مما أصبح من المعتاد لدى المشاهدين مثل هذه المشاهد، وهذه الأحداث، وقد قل استنكار الأفراد لهذه الظواهر العنيفة، بل وأصبحوا يتخذون من أبطال العنف قدوة لهم فى حياتهم اليومية، فأصبح العنف شيئاً طبيعياً فى حياتنا.
ويحدث هذا التأثير الكبير من التليفزيون على الأطفال والمراهقين، نظرا لتنجيم من يظهر فى التليفزيون، فيعتبره المشاهد أسطورة مهما كانت أسباب ظهوره على الشاشة، وعادة ما يقوم الأفراد بالاستعانة بالخبرات السابقة والمكتسبة من قبل لمساعدتهم فى مواجهة مواقف حياتهم اليومية، ومن أهم مصادر هذه الخبرات المكتسبة هى شاشة التليفزيون والبرامج المقدمة فى وسائل الإعلام، وبالتالى إذا كان المضمون المقدم من خلال وسائل الإعلام عنيفاً فلا داعى للتساؤل عن أسباب العنف المنتشرة فى المجتمع، فإن ذلك حصاد ما يقدم إليه.
وقد أثبتت دراسة قدمت من جامعة هارفارد أن التلفاز هو المؤثر الأقوى فى عقول الأطفال والمراهقين أكثر من البيت والمدرسة أو حتى دور العبادة!
إذن فالإعلام يرفع درجة وعى ومعرفة الشخص بطرق العنف المختلفة، ثم يزيد من تعرض الفرد لهذه المشاهد، وكأنها صارت عرف وطبيعة للمجتمع.
أصبح المضمون العنيف الآن يتربع على عرش الشاشة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة