أثار ما تناقلته وكالات الأنباء عن سعى حركة المقاومة الإسلامية حماس لإنشاء حزب للإخوان فى فلسطين، استياء العديد من المراقبين للشأن الفلسطينى، وهو ما لم تُعره حركة حماس أى اهتمام بخصوص هذا الشأن، وفسر البعض عدم تعليق أيا من قيادات الحركة على هذا الإعلان بان ما نشرته وكالات الأنباء بهذا الخصوص صحيحاً.
وفى هذا السياق، نفى إبراهيم الدراوى مدير مركز الدراسات الفلسطينية بالقاهرة، صحة الخبر الذى تناقلته وسائل الإعلام عن سعى حماس لتأسيس حزب سياسي، وقال فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن بعض الجهات نصحت حماس بإنشاء حزب سياسى حتى تعترف بها الدول وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، لكن حماس لم تلتفت لهذه النصائح لأنها فى الأساس حركة مقاومة.
وأوضح الدراوى، أن حركة حماس هى فى الأساس منبثقة عن جماعة الإخوان المسلمين فى فلسطين، ومن ثم انبثقت عن الحركة كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع المسلح لها، لكنها فى الوقت نفسه تمارس السياسية بناءً على هذه القاعدة الأصيلة التى يقرها قادة الحركة بأنها حركة "مقاومة".
وردا على سؤال اليوم السابع، بخصوص تأسيس الإخوان فى مصر لحزب سياسى وهو ما قد يدفع حماس لتأسيس حزب سياسي، قال الدراوى، إن الظروف والمعطيات السياسية فى مصر تختلف كليا عن فلسطين، فمصر ليست دولة محتلة كما هو الحال فى فلسطين، ثم إن حماس مارست السياسة وخاضت الانتخابات وشكلت الحكومة وهى حركة مقاومة، مضيفاً، أن مَرَد الحركة فى النهاية للمرجعية الأساسية التى ابثقت عنها وهى الإخوان المسلمين فى فلسطين.
وأشار الدراوى، إلى أن إعلان حماس عن حزب سياسى ربما يضعف دعمها الدولى الإسلامى والعربى والقومى، إذ أنه ربما يعتقد البعض بأن إنشاء حزب سياسى سيكون بمثابة تخلى الحركة عن المقاومة التى هى أساس منهج حماس الرئيسي.
ودلّل مدير مركز الدراسات الفلسطينية فى القاهرة عن رؤيته هذه بأن بعض الحركات والجهات اتهمت حماس بأنها تراجعت عن نهجها حينما أقدمت على خوض الانتخابات فى 2005، وهذا ما عزاه آخرون إلى أن الاحتلال وبعض عملائه عملوا على نجاح حماس فى الانتخابات حتى تفوز بها وتنشغل بالسياسة عن المقاومة، وهو ما لم يحدث، إذا التزمت الحركة برؤيتها ومنهجها فى المقاومة التى هى الأساس فى تحرير فلسطين.
الدراوى: حماس حركة "مقاومة" ولا تسعى لتأسيس حزب سياسى
السبت، 31 ديسمبر 2011 06:26 م