د. رضا عبد السلام

أتمنى أن يصححنى أحد!!

السبت، 03 ديسمبر 2011 09:56 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يمكننى كمصرى، حَلُم باليوم الذى يشعر فيه كل مصرى بأن صوته له قيمة ووزن، أن أنكر فرحتى الغامرة بمشهد تدافُع أبناء أم الدنيا نحو صناديق الاقتراع. لاشك أنه مشهد يثلج صدر كل مصرى يعشق هذا البلد وينشد له الخير والتقدم، وأول الغيث قطرة إن شاء الله، ولكنى، وبصراحتى المعتادة معك عزيزى القارئ، وكونى ليس لى أى انتماء سياسى أو دينى (فأنا مصرى مسلم)، لا يمكننى أن أنكر حزنى وخيبة أملى من بعض المشاهد والممارسات والأفعال التى ذكرتنا بالنظام البائد! كنت أتمنى أن نبدأ الرحلة على نظافة، نحن نريد بناء مصر جديدة على أرض خصبة وطاهرة، ولهذا كنت أتمنى ألا نشاهد أو نسمع أو نرى من يحاولون إرشاء المواطن أو استغلال دينه، وإلا ما الفارق بين ما يفعله هؤلاء المتاجرين بمشاعر وفقر المصريين، وبين ما كان يُمارس خلال العهد البائد؟ هل نضمن بناء مصر نقية عظيمة على ركام الرشوة والاستغلال والتجارة بالدين؟! أرجو أن يجيبنى أحد وأن يستفتى قلبه قبل أن يتفضل بالإجابة؟!

بقايا النظام البائد من جهة، يحاولون الدفع بكل ما تبقى لديهم وبكل ما أوتوا من قوة، لأن الأمر بالنسبة لهم ليس إلا صراع من أجل البقاء، ولهذا ينفقون المال وببذخ شديد استغلالاً لحاجة الفقراء وجهل الجهلاء. ومن جهة أخرى شاهدنا وتابعنا – وهذا أمر لا يمكن أن ينكره إلا جاحد أو مضلِل – عملية الحشد من قِبل التيارات الدينية، وخاصة فى القرى والمناطق العشوائية، حيث الجهل والأمية، ولهذا هب الناس فراداى وجماعات لنصرة الدين. ما ذكرته ينطبق على الجانبين المسلم والمسيحى!! إنه التطرف والتطرف المضاد، كما ذكرت فى مقال سابقِ لى بهذه الجريدة المحترمة.

مؤكد أننى لا يمكن أن أختزل المشهد الرائع لخروج المصريين فى يوم الزحف نحو صناديق الاقتراع فى تلك الممارسات السلبية، ولكننا وبما أننا نسعى لأن نرتقى بمصرنا العزيزة لتتبوأ المكانة التى ينبغى أن تستحقها، علينا أن نتوقف عن ارتكاب الأخطاء التى سبق وأن عانينا منها على يد النظام البائد، وإلا فنحن نكرر الماضى، وإن اختلف اللاعبون.

أُدرِك تماماً أننا لا يمكن أن نتحول بين عشية وضحاها من حال إلى حال، فالرحلة طويلة نحو الديمقراطية الحقيقية. فما شهدناه من زحف نحو الصناديق لا يمكن أن يُفسره إدراك الناس ووعيهم التام وقدرتهم الكاملة على التفضيل بين المرشحين، ببساطة، لأنه سواءً كان المرشح أو المواطن صاحب الحق فى التصويت، وفى أغلب الأحوال، يفتقر إلى الفهم الصحيح لعملية الاقتراع أو مستوى كفاءة المرشح ومدى قدرته على القيام بالدور المنشود فى البرلمان.. فهذا الاندفاع كان محركه الرئيس رغبة الناس فى التغيير.

ولهذا أدعو – كمواطن مصرى – كافة القوى وكافة اللاعبين الجدد فى حياتنا السياسية، أن يتوقفوا عن تكرار أخطاء الماضى. أرجو منهم ألا يفترضوا فينا الغباء أو الجهل كما كان يفعل النظام البائد، نرجوهم أن يحترموا عقولنا. وحتى لو كانوا يروننا أدنى منهم ذكاءً، فنرجوهم أن يعينوننا على الخروج من دائرة الجهل لا أن يستغلوا جهلنا. أرجو أن تصل رسالتى إلى كل من يهمه الأمر.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة