ووزارة الأوقاف التى هى أقدم الوزارات المصرية لها اتصال وعمق شديد فى الثقافة المصرية، فهى الوزارة الحقيقية التى يشهد لها المصريون يوميا بأنها هى وزارة الإعلام المحلية للاتصال المباشر الذى يتم بين المصريين والمساجد، وتوضح التحديات والدعاوى الخاصة بالتشدد، بعد أن كانت موجودة، وألان ينكرها الجميع، بهذه الكلمات المعبرة بدأ الدكتور محمد عبد الفضيل القوصى، وزير الأوقاف، حوارا خاصا مع الإعلامى شريف عامر ببرنامج "الحياة اليوم"، الذى يذاع على قناة "الحياة1".
وقال الدكتور محمد عبد الفضيل القوصى، وزير الأوقاف، إن من ينكر أن العصر والأحداث تتغير فى مصر الآن بعد الثورة كأنه ينكر ضوء الشمس، وأن تلاحق الحياة هذا مر طبيعى، وأكثر تلاحقا وتتابعا لاستشراف المستقبل وصبح من الضرورى متابعتها للمرور من المرحلة الحالية وإطلاق مساحة كافية من التفكير للتطلع نحو المستقبل، فالعالم الآن أصبح قارة كونية كبرى لا يكون بها أسوار حسب التعبير الدارج.
وأضاف عبد الفضيل، إن وزراه الأوقاف وأئمتها لا يمكن أن ينفصلوا عن مراحل الاعتدال ولم يكونوا منعزلين عنها عدا البعض كان يغرق فى أطياف التفكير القديمة، موضحا أن وزارة الأوقاف لا يقتصر دورها على خطبة الجمعة فقط وإنما دورها اكبر من ذلك بكثير، قائلا: "لا أملى على الأئمة ما يقولونه، ولكن أوجههم عكس ما كان يحدث فى النظام السابق، مطالبا إياهم عدم الانتصار لتيار سياسى والاتكون المساجد وسيلة للدعاية لتيار إسلامى بعينه.
وأوضح وزير الأوقاف، أنه لا يمكن الفصل بين السياسة والمجتمع، فالمصريون الآن يتنفسون سياسة من خلال الأفكار التى يموج بها الشعب المصرى الآن، وما أحثه عليه ألا ينحازوا لتيار بعينه، وعدم الانتصار لتيار سياسى، وألا تكون المساجد وسيلة للدعاية لتيار إسلامى بعينه وعدم الانزلاق فى تأويل النصوص.
واستكمل القوصى، قائلا: إنه إذا لم توجه الأمة إلى مقاصد الشرع "فالطوفان قادم"، والعديد من المسلمين يتركون الأهم وينتبهون إلى أشياء بسيطة لا فائدة منها، وبالتالى السنوات العجاف التى مرت بها مصر أثرت على العقل المصرى ودمرت التدين عند المصريين، لافتا إلى أنه لا يخشى على الشخصية المصرية من فكر التيارات الدينية المتشددة، فهى التى واجهت المد الشيوعى والماركسى وحافظت على الوسطية الإسلامية، وبعيدة عن التطرف هنا أوهناك.
وتابع وزير الأوقاف، قائلا: إن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر يجب أن يكون بالقدوة الحسنة والنموذج المثالى، وليست بالإجبار ومن يدعو بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بالقوة يعتبر شاذا فكريا، مضيفا أنه ظرف عابر وسوف يزول لأن الشعب المصرى ليس شاذا فكريا، لافتا إلى الأزهر الشريف نموذج للوسطية الإسلامية ويأخذ بالأيسر من خلال الاتجاه الحضارى والفكرى، متفقا مع مقولة ابن الجوزي: "نحن عرفنا الله بالعقل فلا يصح أن ننكر العقل بعد أن عرفنا الله"، فالعقل به نثبت وجود الله وأصول الفقه قائمة على الاستنتاج العقلى.
وعن الدولة المدنية هى تهديد للهوية الدينية والتطرف، أضاف القوصى، أنه لابد من التعايش ولابد أن يكون بيننا فرقاء، والمشكلة هنا تكمن فى المغالاة والتطرف فى العلمانية أدت إلى إنكار الدين كاملا ويرى أن الدين ضد التقدم والتحضر، وهى مشكلة ليست فى التطرف وإنما هى الأحادية، موضحا أنه غير قلق من هذا التطرف لأن الأزهر الشريف والمجتمع المصرى المتحضر أحد صمامات الأمان ضد التطرف والأحادية ولأنه لبى نداء الشخصية المصرية وترجمان للشخصية المصرية وإلا ما ثبت وجوده منذ ألف عام، وأنه لا نستطيع أن نقيم حدودا للفكر وعلينا مواجهة الفكر بالحجة وليست بالتكفير.
وعن ربط السياسة بالدين قال وزير الأوقاف، إنه يجب أن نفرق بين الدين والسياسة واللعب بالسياسة، والسياسة جزء من الدين إذا سعت لتحقيق العدالة الاجتماعية، واستخدام الشعارات مرفوض لأنه لعب بالسياسة، مطالبا المصريين باختيار الصائب من خلال طرح برنامجه الانتخابى الذى يؤدى إلى صلاح الأمة والتقدم والتحضر وانتعاش الاقتصاد وإزالة العشوائيات، مضيفا أنه لا يمكن الحكم على التصويت لمرشح بحجة انه يعتاد المساجد وإنما يجب النظر إلى برنامجه الانتخابى.
وبنهاية الحوار ناشد وزير الأوقاف، المصريين بعدم التعدى على ممتلكات هيئة الأوقاف وعدم استغلال مال الوقف الا للاستخدام الشرعى لان مال الوقف كنص الشارع الحكيم، موضحا أن الوزارة تحاول التدبير من مال الوقف لمساعدة أئمة المساجد ومحاولة تثقيفه ليكون لديه زاد فى مساعدته لأداء الخطبة قائلا "الإمام فقير ويجب مساعدته"، مطالبا وزارة المالية بسرعة صرف 200% حوافز للأئمة مع عدم احتساب الحوافز الأخرى ضمنها.
وزير الأوقاف لـ"الحياة": الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بالقوة يعتبر شذوذا فكريا
الأربعاء، 28 ديسمبر 2011 01:36 م
وزير الاوقاف
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
امام غيور علي دينه وعايز يربي عياله زي موظف البترول
اتقو الله يامن تتولو امور العباد