بدأوا مسيرتهم بالهتافات والأناشيد وإلقاء الخطب، بدأوها من حديقة خاصة فى وول ستريت فى سبتمبر الماضى ووعدوا بالاستمرار فيها على مدار السنوات المقبلة، جذبوا الانتباه إليهم من جميع أنحاء العالم وانضم إليهم زملاؤهم المحتجون فى واشنطن العاصمة وبورت لاند وفى عدة مدن أخرى بجميع أنحاء البلاد، إنهم محتجو "احتلوا وول ستريت"، الذين دقوا جرس الإنذار لصانعى السياسة الأمريكية بشأن انعدام المساواة فى البلاد.
وعلى غرار "احتلوا وول ستريت" أعلنت حركة احتلوا حى كولومبيا فى العاصمة الأمريكية واشنطن اعتزامها استكمال أنشطتها حتى الربيع المقبل، حتى يتم تسمية احتجاجاتهم بالربيع الأمريكى على غرار الربيع العربى، إذ تتجمع جميع حركات الاحتلال البالغة نحو 400 حركة فى حى كولومبيا، وينطلقون من هنا، حيث مقر الحكومة الفيدرالية، فيما سيتم تدشين جمعية عامة لجميع حركات الاحتلال عند مقر مؤسسة النقود الوطنية.
ويقدر عدد الأعضاء المعتصمين حاليا فى حركة حى كولومبيا نحو 180 شخصا، بينما يساعد مواطنو مدينة بوسطن محتلى حى كولومبيا بالعديد من التدريبات والتمرينات المختلفة أبرزها عدم اللجوء إلى استخدام العنف.
المثير أن هناك العديد من غير الأمريكيين يشاركون حركات الاحتلال مثل شباب أمريكا اللاتينية أو العرب المقيمين فى الولايات المتحدة، التقينا منهم شابا عراقيا وآخريين فلسطينيين، بالإضافة إلى فلسطينية تعيش فى رام الله وانضمت مؤخرا إلى حركة "احتلوا حى كولومبيا"، حيث أكدت لـ"اليوم السابع" أنها جاءت فى أغسطس الماضى، قائلة بسخرية عن سبب رغبتها فى مشاركة حركة الاحتلال: "أمريكا تساعد احتلال بلادنا منذ القدم ونحن هنا نحتل بلادهم".
وعلى الرغم من التفرقة غير المباشرة بين الأمريكيين البيض والسود إلا أنه فى حركات الاحتلال لا فرق بين أمريكى أسود وأخر أبيض، وأعرب المعتصمون لـ"اليوم السابع" عن أملهم فى أن يؤدى ما يفعلونه إلى نتيجة خاصة مع البنوك التى سحب العديد أرصدتهم منها ليضعوها فى اتحادات، لذا فكثير من البنوك تخسر أو ترفض إيداع الأموال، وقال أحدهم: "هناك خوف من الدولة ومن اليمين المتطرف منا، يتساءلون عن سر الاستمرار فى كثرة أعدائنا وشعبيتنا".
ولم ينس معتصمو حى كولومبيا شجرة الكريسماس خارج خيماتهم فيما يوجد فى الداخل جرائد تابعة لهم مثل "احتلوا وول ستريت"، بالإضافة إلى استمارات يملؤها الراغبون فى البيات ويخصصون شبه مسرحا للاجتماع الصباحى الذى يعقد فى تمام التاسعة لمناقشة جدول أعمالهم، فضلا عن وجود سبورة يكتب عليها معايير الانضمام للحركة، واسم من يحضر وينصرف من الأعضاء، على أساس أنهم جماعة واحدة، بالإضافة إلى ما يحتاجونه من خيم وملابس وطعام وبطاطين وإمدادات طبية وقهوة وسكر وأطباق وأحذية ومدفئات وأجهزة حاسبات محمولة، ونظارات للقراءة وشواحن كهربائية وكشافات.
وعن تأثرهم بميدان التحرير أكدت إحداهم: "فكرتنا جاءت من ميدان التحرير، فما حدث فى مصر ألهم الناشطون هنا كثيرا، ونحن نقرأ عن الوضع فى مصر من خلال الصحف، ودائما مصر فى القلب وعلى البال".
وعلى النقيض مما حدث فى شارع وول ستريت، حيث التعامل الوحشى مع المعتصمين هناك، أشار المعتصمون فى حى كولومبيا إلى أنهم لا يفعلوا أى شىء ضد القانون، قائلين إن علاقتهم مع الشرطة هنا جيدة جدا وأنها تساعدهم كثيرا.
"اليوم السابع" اتجهت شمالا، حيث شارع وول ستريت فى مدينة منهاتن بولاية نيويورك، إلا أننا وجدنا الشارع على حالته الطبيعية تدب فيه الحياة بشكل اعتيادى لتحاول بورصة نيويورك العودة إلى السيطرة وذلك بعد أن فضت شرطة منهاتن وبشكل عنيف اعتصام المتظاهرين هناك.
وعلى مدخل وول ستريت وجدنا أربعة من الشباب، ثلاثة فتيات وشاب، مضربين عن الطعام منذ 12 يوما اعتراضا على فض اعتصامهم السابق، وفى أثناء حديثنا جاءت قوة من شرطة المدينة تطالبهم بالرحيل، إلا أن إحدى الفتيات ردت عليهم بأنهم لا يفعلوا شيئا غير قانونى. بينما تقف داخل وول ستريت أربعة سيارات للشرطة استعدادا لمنع أى تجمع من المتظاهرين.
"اليوم السابع" وسط معتصمى "احتلوا حى كولومبيا" و"وول ستريت"
الأربعاء، 28 ديسمبر 2011 11:13 ص
حركة "احتلوا وول ستريت"
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة