كاتب بريطانى ينتقد صمت بلاده التطهير الدينى الذى يجتاح بلدان الشرق الأوسط

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011 04:13 م
كاتب بريطانى ينتقد صمت بلاده التطهير الدينى الذى يجتاح بلدان الشرق الأوسط جانب من تفجير كنيسة القديسين
كتبت إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اتهم الكاتب البريطانى فراسر نيلسون حكومة بلاده بتجاهل التطهير الدينى أو الشر الجديد الذى يجتاح بلدان الشرق الأوسط، وفق قوله. وتساءل فى مقاله بصحيفة الديلى تليجراف كيف يمكن للغرب أن يظل صامتاً أمام الاضطهاد المتواصل لمسيحى الشرق.

و قال: أن وزارة الخارجية البريطانية عاجزة عن مواجهة هذا الشر الذى يلحق بالمنطقة، محذرًا من الهجمات العنيفة للإسلاميين التى تصل إلى ذروتها مع عيد الميلاد من كل عام وقد لحقت بالأقباط حينما تم تفجير كنيسة القديسين وفى تونس يتم قتل الكهنة، وللمرة الأولى أصبح المسيحيون الموارنة فى لبنان هدفاً لحملات القصف، بينما مسيحو سوريا فهم يعانون أكثر من غيرهم من نظام الأسد، يصلون لإنقاذه خشية من التطرف الإسلامى والقمع العنيف، وأخيرًا العراق التى تشهد نزوح مسحييها بأعداد غفيرة.

وأشار الكاتب إلى تعايش مسيحى ومسلمى الشرق معاً من قبل دون أى مشكلات حيث يرتدون نفس الملابس ويحتفلون بمهرجانات بعضهم البعض، لكن مع انتشار مرتدى الحجاب وغيره من خطوط التقسيم الثقافية التى تعد ظواهر حديثة نسبيا، بدأت الفرقة التى تحولت حالياً إلى خطوط معركة من قبل الإسلاميين المتشددين، الذين يتبعون النسخة المتطرفة من الإسلام التى يعتنقها تنظيم القاعدة، وهؤلاء أنفسهم استطاعوا أن يركبوا ثورات الربيع العربى.

ويضيف الكاتب إلى أن أجندة هؤلاء الإسلاميين تقوم على الحروب الطائفية، فإنهم يكرهون المسلمين الشيعة بقدر ما يكرهون المسيحيين واليهود. فأعدائهم لا يوجدون عبر الحدود وإنما داخل كنيسة أو معبد يهود أو مسجد شيعى، غير أن فرق الموت الإسلامية المنتشرة فى المنطقة تقوم بقتل غير المحجبات والعاملين بصالونات التجميل كما يحدث فى البصرة.

ويتابع نيلسون أن فكرة الطائفية الدموية كانت تمثل خيال مروع فى بلد متحضر مثل مصر، حتى إنه حينما تم تفجير كنيسة القديسين قبل أقل من عام قام المسلمون بتشكيل درع بشرية فى تحديهم للإرهابيين، لكن هؤلاء المصريين المعتدلين يفقدون الآن القدرة على هذا الصراع.

وقد بدأ القتل مع دهس عشرات الأقباط تحت عجلات المدرعات الحربية أكتوبر الماضى لينضم مسيحو مصر إلى نظرائهم العراقيين فى المنفى. ولأن العراق أثبت أن مقتل شخص يمكن أن يؤدى إلى تهجير الآلاف، فإن السلفيين يجدون أنه من السهل الوصول إلى مبغاهم الهزلى فى التطهير الدينى بمصر.

وينتقد الكاتب خطوات الخارجية البريطانية البطيئة فى إدراك الخطر المتجمع، رغم التحذيرات العديدة، مشيرًا إلى أنه قبل أسبوعين فتح أسقف كانتربرى مناقشى بمجلس اللوردات حول الاضطهاد الآخذ فى التزايد، وكشف اللورد باتن، وزير التعليم السابق، أنه قضى عاماً فاشلا فى إقناع وزارة الخارجية لمساعدة مسيحيين "بشبه" الذين تم منعهم من ممارسة عبادتهم فى أى مكان عام، إذ جاءته الإجابة بالرفض، فيما تدخلت حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على الفور وتحدثت مع الحكومة التركية.

ويختم الكاتب بالقول "إن الهندوس يتعلمون أن التحيز ضد أى شخص خطيئة، لكنها خطيئة أكبر أن نشهد الاضطهاد ثم نسترخى ولا نفعل شيئاً لنوقفه".






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة