تتلاحق الأحداث الدامية بصورة أجلت يوميًا تعليق القلم، ولكن أتوقف عند بعض الملامح المأساوية الخاصة باحتقان الأزمة المصرية، أهمها اعتراف المجلس العسكرى بوجود طرف ثالث، وواجب القسم والولاء للشعب المصرى يحتم على المجلس أن يعلن فورًا من هو الطرف الثالث، حتى لا ندور أكثر من ذلك فى حلقة بلا فائدة من حمامات الدم لا يدفع ثمنها الباهظ إلا من حقق الشهادة وذويه.
والنقطة الثانية التى أود تناولها هى إعلان إحدى المحطات الخاصة عن نية إحراق المجمع العلمى قبل ساعات من وقوع المأساة، لا يوجد عاقل فى الدنيا يمكن أن يصدق أنها سذاجة أو حداقة رئيس تحرير الحلقة، وتبدو للمحترفين بأنها معلومة سربها جهاز ما، فهل يمكن الإعلان رسميًا عن ملابسات هذه المعلومة ومن سربها؟.
المصريون ليسوا بشعب غبى تدخل عليه مثل هذه الألاعيب فى وقت لا تتحمل فيه الأعصاب ولا الوجدان مثل هذا السلوك الفاضح.
ثالثا: اللواء كاطو حول استحقاق المتظاهرين بأفران هتلر..
كيف وصل بنا الأمر أن يتصور مصرى وما بالك إذا كان من القوات المسلحة المصرية الباسلة أن يتفوه بكلمات يقف كل مصرى ومصرية ضدها؟.. أهذا ما يستحقه الأبناء منك يا سيادة اللواء.. وإذا كانت بعض الجهات الحقوقية سوف ترفع بلاغًا ضد اللواء كاتو فمن باب أولى أن يتحرك المجلس العسكرى سريعًا ضد هذا التصريح المعيب والذى يمكن للشعب المصرى بكلمة موحدة مجتمعة أن يتقدم ببلاغ ضده.
النقطة الرابعة: نشر بالصحف أسماء المحتجزين وهذا أمر لا يهم الشعب فى شىء، ما يهمنا هو من هم وراء هؤلاء وأن يعلن عن أسمائهم فورًا ويقدمون للمحاكمة ويتم إصدار الأحكام الفورية ضدهم.
خامسا: المجمع العلمى نعم كلنا نشعر بالحزن العميق على تراث مصر الذى أحرق بواسطة الطرف الثالث، ولكن دم الشهداء أغلى، والسؤال هو أين كان هذا المجمع العلمى من أولويات المجلس الأعلى أو السنوات الـ٣١ الماضية، كان متواريًا لا أحد يذكره إلا فى الفصول المدرسية.
كفانا هزلا فقد ظهر كل من تحدث وهو يرتدى زى الجيش المصرى بصورة مخزية، فقد أكد المجلس الأعلى مرارًا وتكرارًا أنه لا لوجود لأفراد القوات المسلحة على سطح الأبنية المجاورة لمجلس الوزراء فعلينا أن نصدق بيانه إلا أن المجلس قد أكد أنهم أفراد من حراسة مجلس الشعب إذن فمن يعطى لهم الأوامر؟ ألم يكن فى قدرة القوات المسلحة أن تلقى القبض على هؤلاء حقنًا للدماء؟.
سادسًا: يبدو لنا أننا فى دولة لا ترى ولا تسمع، فالمشاهد على مرمى العين وكبار المسئولين يتشككون فى أنها وقعت رغم أن العالم كله تناقل الهجوم الوحشى لمجموعات ارتدت الزى العسكرى. هل هذا معقول أننا أصبحنا نعيش وسط الرماد وهم لا يرون ولا يسمعون ولا يفهمون.
سابعا: مع أهمية المجمع العلمى والجمعية الجغرافية إلا أننى أعود للنقطة السابقة وهى أن المصريين الذين سقطوا شهداءً أهم... هل يعى الذين بكوا على المجمع العلمى أن من بين الذين استشهدوا كان يمكن أن يلد من بينهم علماء وأصحاب نوبل، ولكن مشروع الحلم المصرى بأن الوطن برجاله وئد فى قصر العينى والشيخ ريحان ونور الحرية.
ثامنا: إن مساواة المعتدى بالمعتدى عليه من أكبر الكبائر ولا يمكن للمصريين أن يتسامحوا فى ذلك، لأنهم شهدوا على مرمى البصر مشاهد عنف دموية تذكرهم بجيش الاحتلال الإسرائيلى ضد الفلسطينيين ولكن فى وسط القاهرة.
تاسعًا: أؤيد الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة لانتقال السيادة إلى هيئة حكم مدنية فى موعد لا يتجاوز ١١ فبراير القادم.
عاشرا: وهى النقطة الأخيرة تحية للإعلام المستقل والشجاع والذى تمثله فى المقدمة كل من ريم ماجد ودينا عبد الحميد ومن الرجال الإعلاميين يسرى فودة ومحمود سعد.
وفى الختام لا توجد كلمات وإنما دموع الأسى على الشباب المصرى الذى سقط منذ بداية الثورة المصرية فى ٢٥ يناير ٢٠١١، وقناعتى أننا منذ جريمة الحواوشى دخلنا فى دوامة الجريمة المنظمة بأشكالها المختلفة بتنفيذ طرف ثالث فأين الطرف الأول، وأخيرًا أقول: قومى يا مصر من هذا المرض العضال فالثورة اليوم أمام التحدى الأكبر إما أن تنتصر أو أن تجهض ولا خيار آخر.