"أحمد" بدأ نشاطه الداعم للسياحة بحقيبة كتب حملها بين يديه، وراح يهدى السائحين منها كتبًا تحكى عن سماحة الإسلام وتقبله للآخر دون تعصب، بغرض كسر حاجز الخوف لديهم من الإسلام.
بعد ذلك تحولت الحقيبة إلى مجموعة من الأرفف فى الجامع الأزهر، وبدأت تتطور حتى وصلت إلى شكلها الحالى، وهو إنشاء مكتبتين فى جامعى محمد على والناصر محمد بن قلاوون لتوزيع الكتب على أكبر عدد من السائحين الذين يزورون المنطقة السياحية.
وعن رأيه فى المبادرة يقول الشاب الفرنسى فينسان، أثناء زيارته للمكتبة المجانية فى جامع ابن قلاوون، "هذه المبادرة مهمة جدًا، فنحن لا نعرف عن الإسلام سوى الصورة التى نراها من الإعلام, وهى صورة مرعبة، وتتسبب فى خوف كبير لنا".
10 آلاف كتاب فى عشرة أيام فقط هى حصيلة المكتبات الجديدة، ويقول المهندس ياسر الشرقاوى، أحد أعضاء المبادرة، "لم نعلن فى البداية عن المكتبات حتى تكون مهيأة بالشكل المناسب للأماكن التى وضعت فيها، وعلى الرغم من أنها لم تكن جاهزة بالشكل الكافى الأيام الماضية إلا أنها وزعت حوالى 10 آلاف كتاب فى وقت لا توجد فيه سياحة، ولاقت قبول الجميع، وخصوصًا أننا لا نطلب من السائح القدوم للمكتبة بل نترك الاختيار له، وحتى الآن نقوم بالعمل على تطوير المكتبات، ونوفر المزيد من الكتب، وهى خطوة مهمة جدًا لتنشيط السياحة، وكسر حاجز الخوف الذى ينتاب السائحين من الإسلام ويجعلهم يفكرون فى القدوم للبلاد الإسلامية عشرات المرات".
كتب العمارة الإسلامية وكتب عن الإسلام للأطفال هى أكثر ما يجذب انتباه السائحين فى المكتبة، وفقًا لما أكده محمد عبد الجواد وعمرو رمضان، من شباب المشروع، وقالا إن "السائح يتعجب من فكرة إهدائه كتبًا، لأنه لا يعتاد على ثقافة الهدايا المجانية فى بلاده، ولكن كل سائح زار المكتبة أعجب بالفكرة، وقرأ الكتب وأعجب بتعاليم الإسلام السمحة".
المجموعة تجهز حاليًا لإدخال إضافات جديدة على المشروع، أهمها وضع شاشة لعرض بعض الأفلام عن الإسلام، وخصوصًا عن العلماء المسلمين الذين أثروا فى الحضارة الغربية.
وقامت المجموعة بتنظيم ثلاث مجموعات عمل، واحدة لإعداد المشاريع, وثانية ميدانية للتنفيذ، والثالثة لمتابعة رد الفعل وتأثير المشروع لزيادة الجيد وتلافى السلبى.
