ما كاد يغمض عينيه بعد ظهر الجمعة الماضى، لنيل قسط من الراحة، حتى هب الرئيس السابق حسنى مبارك، من سريره الطبى على صوت رنين التليفون، وبسرعة خاطفة التقط السماعة قائلا: فيه إيه مش قلت بلاش اتصالات دلوقت.
المتصل: معذرة يافندم بس فيه أخبار كويسة عايز أبلغها لسيادتك.
مبارك: خير أفرجوا عن جمال وعلاء من سجن طره.
المتصل: الفرج قريب إن شاء الله ياباشا، عايز سعادتك تفتح التليفزيون وتشوف اللى بيحصل فى ميدان التحرير الآن.
اعتدل مبارك فوق سريره، وهو يشاهد الاشتباكات بين المعتصمين أمام مجلس الوزراء وقوات الجيش، وعمليات الكر والفر بين الجانبين، وهمة المتظاهرين والمعتصمين فى تبادل الهجمات بالحجارة، وإحراق المجمع العلمى على يد المخربين رسموا بأصابعهم الآثمة علامة النصر، وتوافد المئات لمؤازرة المحتجين الذين حاولوا جاهدين اقتحام مجلس الشعب، لكنهم فشلوا.
ارتسمت بسمة عريضة على شفاه مبارك الذى دبت فى أوصاله الحيوية والنشاط مع تواتر الأنباء عن سقوط قتلى ومئات المصابين مع تحول شارعى مجلس الوزراء وقصر العينى لساحة قتال تذكرك بمشاهد الانتفاضة الفلسطينية، وكلما زاد عدد الجرحى صعدت معنوياته لأعلى عليين.. بصوت جهور طلب مبارك من حراسه الدخول على وجه السرعة، ظن الحراس فى البداية أنه يستغيث بهم من هجوم فهرعوا إليه شاهرين أسلحتهم الآلية، لينتشروا فى أركان الجناح الرئاسى.
الحراس: أوامرك يافندم فيه حاجة؟.
مبارك: اقعدوا أتفرجوا معى على المشاهد الحلوة دى.
نظر الحراس للشاشة المليئة بدخان الحرائق وتوجع المصابين وحسرة أهالى القتلى والهتافات المناوئة للمجلس العسكرى والداعية لإسقاطه، والتنديد بالعنف المفرط من قبل قوات الجيش عند تصديها للمعتصمين، التى حولت ميدان التحرير لرمز فخر واعتزاز، لينقلب بعدها لمرتع يجول فيه باحثون عن الصيت والغنى وكاميرات الفضائيات.
الحراس: من الواضح أن سعادتك مبسوط مما يحدث.
مبارك: طبعا عفارم الولاد شغالين تمام، ورجالتنا مش مقصرين بصراحة، وكل مدى يتقدموا أكتر وأكتر، أنا بأفكر أتصل بحبيب العادلى أحييه، وبصوت خافت قال: نبقى نشوف ح يكملوا الانتخابات إزاى.. وبحركة لا إرادية صاح: سلم لى على الديمقراطية والحرية وحرية التعبير، خليهم يشربوا، عشان يعرفوا قيمتى وقيمة اللى كنت باعمله، جايين دلوقت يكلموا عن خطر الفوضى.. بعد إيه، كان لازم يدركوا بعد نظرى لما وقفت ضد الجماعات الإسلامية ورميتهم فى السجون والمعتقلات مع بتوع المعارضة، لأنهم خطر على البلاد وأمنها.
تنبه مبارك لعيون الحراس التى تركزت عليه، عقب سماعهم الجملة السابقة، طالبا منهم تركه بمفرده وعدم إزعاجه، وكلما دخل عليه الأطباء لإعطائه جرعات الدواء شخط فيهم بعزم ما فيه: بره أنا مشغول ح أخد الدوا بعدين.. عندما حل المساء كان التحرير يغلى بالمعارك.
أكتفى بهذا القدر من سيناريو تخيلته لرد فعل مبارك وأعوانه على ما تابعناه ـ ولا نزال ـ بحزن وألم، وأوضح بجلاء أن مصر محتاجة لإنقاذها من أيدى شياطين النظام السابق الذين لا يعدمون وسيلة لتخريب البلاد، وينقذها أيضا من عبث وشطط المتظاهرين وسوء إدارة المجلس العسكرى للمرحلة الانتقالية، يا أهل مصر لا تتركوا الوطن يضيع منا، وتحركوا قبل فوات الأوان، ولنتقى الله جميعا فى مصرنا ولنعمل لتجنيبها كارثة محققة لن ينفعنا الندم والعويل، إذا انحدرنا باتجاهها.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية
خيالك صحيح
عدد الردود 0
بواسطة:
محمدمجدى
ان اجلوا لقريب
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد ربيع
الله عليك يا ابن عمتي
عدد الردود 0
بواسطة:
د عبد الكريم وزيزة
اقبضوا على هؤلاء
عدد الردود 0
بواسطة:
حامد شرف الدين
حاكموا من فى طرة بسرعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالجوادالخضري
أفراح إبليس!
عدد الردود 0
بواسطة:
جناح النسر
أرفض هذا المقال .
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
ما شاء الله
عدد الردود 0
بواسطة:
mohamed
المؤامرات
عدد الردود 0
بواسطة:
اسلام عمايم
دا على اساس انه لسه حى