"تونس" تبدى استعدادها للعمل على تسجيل "الصقارة" بـ"اليونسكو"

الجمعة، 16 ديسمبر 2011 06:05 م
"تونس" تبدى استعدادها للعمل على تسجيل "الصقارة" بـ"اليونسكو" جانب من وقائع جلسات المنتدى الدولى للصقارة بمدينة العين
أبو ظبى - بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أبدت كل من تركيا وإيطاليا وتونس عن استعدادها للعمل على تسجيل "الصقارة" على قوائمها الوطنية للتراث كخطوة أولى لتقديم طلباتها فى المستقبل القريب، ليتم تسجيله بمنظمة اليونسكو للصقارة ضمن قائمة التراث الثقافى غير المادى للبشرية.

جاء ذلك خلال فعاليات المنتدى الدولى لـ"الصقارة" بمدينة العين، بأبو ظبى، والتى ناقشت الخطط المستقبلية لليونسكو للدول الأعضاء فى ملف الصقارة، وأبدت كل من كرواتيا وباكستان رغبتها فى الانضمام لهذا الملف فى العام القادم.

دارت مناقشات الجلسة التى افتتحها الدكتور عوض على صالح مستشار التعاون الثقافى الدولى بهيئة أبو ظبى للثقافة والتراث، حول خطة عمل الدول العربية والأجنبية التى ترغب فى الحفاظ على تراث الصقارة، وإبراز المشتركات الثقافية كأحد عناصر التراث الثقافى الإنسانى، فضلاً عن بحث مساعدة الدول الجديدة التى ترغب فى الانضمام مستقبلاً لهذا الملف وكيفية إعداده للمعلومات المطلوبة لانضمامها، بالإضافة إلى بحث إمكانية الاشتراك فى إعداد ملفات أخرى حول عناصر ثقافية أخرى مستقبلاً، كما عبر عن استعداد دولة الإمارات العربية المتحدة كمنسق دولى لهذا الملف عن استمرارها فى القيام بهذه المهمة ومساعدة كل الدول للانضمام مستقبلاً للملف، واستعداد هيئة أبو ظبى للثقافة لدعم هذه المهمة.

حضر اللقاء ممثلين عن الدول الإحدى عشر المشاركة فى الملف، وممثلين عن هيئات وجمعيات الصقارة الدولية، وشارك من جامعة الإمارات د.حسن النابودة أستاذ التاريخ وعميد المكتبات الجامعية، وتحدث عن رياضة الصيد بالصقور فى التراث العربى، مشيرًا إلى أن العرب أولعوا برياضة الصيد بالجوارح فى مختلف عصورهم، ولم يكن باباً من أبواب الرياضة التى يلهو فيها الخلفاء والأمراء وكبار رجال الدولة دون غيرهم، وإنما غدت رياضة يشترك فيها أبناء الخاصة والعامة على السواء، ذلك أنها ضرب من ضروب الرزق، ومتعة من متع النفس، ولون من ألوان الفروسية أيام السلم التى زاولوها وأوغلوا فيها، حتى أصبحت جزءاً من مظاهر الحضارة.

وقال: "لقد تطور فن الصيد بالجوارح عبر العصور التاريخية المختلفة، حتى اشتهر لدى العرب فن البيزرة أو البزدرة، وهو علم أحوال الطيور الجوارح، وتربيتها وقرنصتها، وتدريبها على صيد بعض أنواع الطيور والحيوانات البرية، إضافة إلى العناية بحفظ صحتها ومداواتها عند الحاجة، وقد بلغ اهتمام العرب به أنهم خصصوا خطة أو إدارة، يتولاها بعض ثقات الخليفة أو الأمير ويدعى (صاحب الصيد)، وينفق عليها من بيت المال كما ينفق فى غيرها من شؤون الدولة، مضيفًا، وقد كان للعرب فى فن الصيد بالجوارح قصص وأخبار طريفة ومشوقة، وأراجيز وأشعار مشهورة وصفوا فيها الاستعداد لرحلة الصيد ودعوة الصياد والبازياريين أو المختصين فى رياضة الصيد لاختيار الجوارح الحاذقة فى الصيد، وتدريبهم الصقر والبازى والشاهين وسائر الجوارح على الصيد، وما إلى ذلك من وصف تتبعهم الصيد بها، فى إطار قصصى ممتع، وإيراد مشاهد مختلفة للصيد بها.

مدللاً على ذلك بأن علم البيزرة حظى باهتمام عدد من المؤلفين العرب، فى فترة متقدمة من التاريخ العربي، فقد ذكر ابن النديم فى كتابه «الفهرست» أسماء عدد من هذه المؤلفات تحت عنوان: «الكتب المؤلفة فى الجوارح واللعب بها وعلاجاتها، للفرس والروم والترك والعرب». ويعدّ كتاب «منافع الطير» "أو كتاب الطيور" للحجاج بن حيثمة، أقدم ما وصل إلينا من كتب البيزرة باللغة العربية. وفى زمن الخليفة هارون الرشيد (ت:193/809) ظهر مؤلفان مشهوران فى علم البيزرة، الأول لغطريف بن قدامة، والثانى لإبراهيم البصري. ثم توالى بعد ذلك ظهور عدد كبير من التصانيف فى هذا العلم، من أشهرها كتاب «البيزرة» لأبى عبد الله الحسن بن الحسين بازيار العزيز بالله الفاطمي. وكتاب «والمصايد والمطارد» وهى رسالة نادرة عن الصيد عند العرب لأبى الفتوح محمد بن الحسين المعروف بكشاجم يشتمل على مقدمة للمؤلف، وخصص سبعة من أبواب الكتاب للجوارح المستخدمة فى الصيد من البازى والصقر والشاهين وغيرهم، تحدث فيه عن أنواعها وألوانها وأوزانها وطريقة تدريبها وما يصيبها من أمراض وعلاجها.
وكتاب «الصيد والطرد عن العرب» واستعرض فيه مؤلفه فن البيزرة والتطور الذى أصابه حتى عصر المؤلف، وكتاب «الكافى فى البيزرة» لمؤلفه عبد الرحمن بن محمد البلوى، الذى يتضمن معلومات مهمة حول عدد كبير من أمراض الطيور، مع طرق تشخيصها ومداواتها والوقاية منها.
وناقش المجتمعون فى الجلسة العديد من المحاور لتنفيذ ما ورد فيها وخرجوا بعدد من التوصيات، وتلخصت فى التأكيد على استمرار الإمارات كمنسق دولى لهذا الملف، وتشكيل لجنة من المجتمعين لإعداد خطة لأجل الصون والحفاظ على الصقارة ومن ثم إرسالها للدول وتنفيذها خلال العامين القادمين ومتابعة ما تقوم به الدول فى هذا المجال، مع تشكيل لجنة لإعداد مسوده خطة الصون، فضلاً عن تأكيد المشاركين على ضرورة قيام أنشطة مشتركة من قبل الدول المشاركة فى هذا الملف مستفيدة من تجربة مهرجان الصقارة الذى يقام حاليًا بالإمارات.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة