ألا يشعر المجلس العسكرى، ومن يجتمعون معه، بشىء من الخجل والازدواجية، وهم يتقدمون بالتهنئة لشخص الرئيس التونسى الجديد منصف المرزوقى؟!
محظوظ منصف المرزوقى، الرئيس التونسى الجديد، أنه تونسى، وليس مصريا!!
محظوظ، المعارض «السابق»، الرئيس «الجديد»، أن بلاده لا تعانى من «الشيزوفرنيا»، على الطريقة المصرية!!
لو كان منصف المرزوقى مصريا، ما أنصف بعد ظلم، وما رزق بفرج بعد ضيق، وعدل بعد ثورة!!
لو كان المرزوقى مصريا لمنعوه من ممارسة حقوقه السياسية، تنفيذا للأحكام القضائية التى صدرت ضده فى زمن الرئيس المخلوع، وتنفيذا لإرادته التى مازالت تتمدد بحق خصومه الذين واجهوه!!
لو كان مصريا لمنعوه من رئاسة حزبه «المؤتمر من أجل الجمهورية» الذى سحب الرئيس المخلوع شرعيته وردتها الثورة التونسية فور قيامها!!
لو كان مصريا لمنعوه بقوة قانون «صدر عام 1937» من ممارسة مهنته، وكسب قوته، ليفعل بحقه هذا القانون «المهجور» المعتوه!!
لو كان مصريا لمنع من حق الترشح لعضوية المجلس التأسيسى، أو حتى حق التصويت!!
محظوظ المرزوقى، أنه ليس مصريا، إلا كان القانون الذى أعد المجلس العسكرى مسودته، للانتخابات الرئاسية، لعرضه على الاستشارى، حرمه مما وصفه المرزوقى فى خطابه الأول بالشرف «الأثير»، مشيرا لشرف الاحتكام لأصوات المجلس التأسيسى المنتخب، وليس فرامانات المجلس العسكرى ورغباته!!
مصرية المرزوقى، ربما كانت ستحرمه من «شرف» الالتقاء بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، أو عضوية أى لجنة تتبع المجلس، أو اجتماع يعقده أحد قياداته، بوصف المرزوقى صادر ضده حكمين قضائيين فى قضايا وصفت وقتها أنها جنائية، ومخلة بالشرف الرفيع الذى كان يمثله المجرم بن على، ورجاله!!
ففى مارس 1994، صدر حكم قضائى جنائى ضد منصف المرزوقى من القضاء التونسى «العادل» والمستقل!! قضى بسجنه عاما مع الشغل، أمضى منها أربعة أشهر بالسجن وخرج بتدخل من مسجون سابق، هو «نيلسون مانديلا»، الذى كانت تصفه سلطات بلاده، وقت سجنه، بأنه مسجون فى جرائم جنائية!!
وعندما حاول المرزوقى أن يؤسس حزبه، لفقت له سلطات الرئيس السابق، قضية أخرى «جنائية» صدر فيها ضده حكم قضائى آخر بالسجن وتدخلت فرنسا للإفراج عنه وعاش فيها حتى قامت الثورة!!
لو كان المرزوقى مصريا لاتهم بأنه عميل لفرنسا، وربما لجنوب أفريقيا، ولاتهم أيضا بخيانة المبادئ اليسارية التى يعتنقها، لأنه تقارب مع القوى الإسلامية الفرنسية، منذ الصيف الماضى فيما يسمى باتفاق الحد الأدنى.
لو كان المرزوقى مصريا ما كان الذين لم يدعوا يوما للثورة، ولم يشاركوا فى قيامها، شعروا بالخجل من استبعاده وإقصائه، وتجاهل دوره، ونضاله، والثمن الذى دفعه!! وهم يشاركون بالصمت والتواطؤ، وهو يدفع الثمن مجددا.
ما كان رفاقه فى المعارضة، ممن كانوا يتندرون بشجاعته، شعروا بالخجل، وهم يتنكرون لحقه وحريته!
ما كان الذين خرجوا للنور بعد الثورة، شعروا بأى عار، أن يتسابقوا فيما سبقهم إليه، ويستفيدون من تغيبه ظلما وقهرا.. بل ويشاركون فى اغتياله بلا دم بالصمت والمباركة والتجاهل لقضيته!!
لبيس عادلا - ولن يكون - من يسكت على الضيم، وليس شريفا أبدا - ولن يكون - من يرى الحق مهضوما، ويجلس مع من هضمه، وكأنه يقول له بالهناء والشفاء!!
سيحاسب الله والتاريخ الناس على مواقفها.. «وللحديث بقية».
عدد الردود 0
بواسطة:
عيد احمد
ليس مزور
منصف ليس مزور
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
تعرف
عدد الردود 0
بواسطة:
طارق حسن
نصحية جميلة
عدد الردود 0
بواسطة:
sharaf
أسقاط
عدد الردود 0
بواسطة:
الشحات سالم
الكويت
عدد الردود 0
بواسطة:
عبير أحمد إبراهيم
اسكت
عدد الردود 0
بواسطة:
mo''men
الحيلولة دن ذلك
عدد الردود 0
بواسطة:
ابوخالد
انت نتاج غباء النظام السابق
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية
البراءة
عدد الردود 0
بواسطة:
استغفر الله
اليوم السابع