رفيق جريش

شواهد انتخابية

الأحد، 11 ديسمبر 2011 09:50 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
* رغم أن خروج المصريين بهذه الكثافة للانتخابات فى مرحلتها الأولى قد أذهل العالم، إلا ان قلة التنظيم من قبل اللجنة العليا للانتخابات ومخالفات الأحزاب قد أدت إلى تلويث الثوب الأبيض فلم يُحترم "الصمت الدعائى"، بل تم خرقه كما سُمح بتوزيع الدعاية الانتخابية ووجود "مشهلاتية" للناخبين من قبل الأحزاب الدينية وأتساءل إذا كانت هذه الأحزاب الدينية التى تلقى علينا الدروس الأخلاقية كل يوم وكل ساعة متحدثة باسم الدين والتى تريد أن تحكم باسم الله لم تحترم القواعد الأخلاقية للانتخابات، كيف سيكون الحال إذا حكمت..؟

* للأسف تحول السباق الانتخابى من منافسة على تقديم البرامج إلى منافسة طائفية، بعد أن ارتفعت الأصوات وأخذت تعلو وتصيح تاركة هموم المصريين وفقرهم وسوء أحوالهم المعيشية والصحية والتعليمية وغيرها إلى الاهتمام بالمايوه والخمر وتحجيب المرأة وإقصاء المسيحيين.. أليس هذا منتهى الاستخفاف بعقول المصريين والهيافة السياسية!! ثم تأتى الشكوى بأن الكنيسة والمسيحيين يلتفون حول الليبراليين ويشجعونهم ويعطون صوتهم لهم.. أليس هذا طبيعياً أن كل جماعة تبحث عن مصالحها وتأتى بالذى يعبر عنها وعن أفكارها، ويرى فى المسيحيين مواطنين مصريين متساويين مع إخوانهم المسلمين ولهم كافة الحقوق وعليهم كافة الواجبات.

• وأنا واقف فى طابور الانتخابات كنت أتأمل الفرق بين الشرطة والجيش الواقفين لحماية مراكز الانتخاب، فوجدت عسكرى الشرطة هزيلا، ضعيفا، شاحب اللون، مترددا فى وقفته، وأكاد أجزم أنه لا يعرف أين هو؟ بينما عسكرى الجيش طويل، وعريض، ومنضبط، حذاؤه يلمع، ووقفته مشدودة وملابسه نظيفة وذقنه محلوقة، يبث فيك الأمن والاطمئنان أما ضابط الشرطة، خاصة الشباب منهم يضع النظارة الشمسية على رأسه ويحمل محموله الملون وعلبة السجائر والولاعة ويتقصع وهو يمشى، رافعاً البلوفر فوق مستوى المسدس حتى يراه الجميع، رغم أنه يحاول جاهداً أن يكون ظريفا مع الناس، أما ضابط الجيش فهو فى منتهى الانضباط والحزم والجدية ورياضى المطلع ونظيف فى نفسه وعينه فى كل مكان، مساعداً بكل أدب كل مستفسر أو مريض أو مسن.

هذا الفرق قد يبدو فرقاً شكلياً ولكنه بالضبط الفرق بين رجال الداخلية ورجال الجيش.. نحن نريد شرطة منضبطة حازمة، وفى نفس الوقت محترمة فى تعاملها مع الناس تبث الطمأنينة والسلام فى نفوس المواطنين، لذا على الحكومة الجديدة إذا أرادت أن يكون "ملف الأمن" هو الأولوية، عليها أن تهتم أولاً بالشرطى كإنسان من حيث كرامته وهيئته، حتى يستطيع أن يحترم كرامة المواطنين. وفقنا الله جميعاً لما هو خير لبلادنا الحبيبة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة